من هي “الفتاة الأفغانية” صاحبة أشهر صورة في العالم؟

كتب : علاء عبادي الأحد

قبل 3 عقود، التقط المصور ستيف ماكوري، إحدى أفضل الصور في العالم، لدرجة أن عيناه تلمعان عندما يبدأ بالتحدث عن إحدى صوره والتي تعرف باسم “الفتاة الأفغانية.”

 

يقول ماكوري “كانت تملك نظرة مذهلة، نظرة حادة ثاقبة، كنا محاطين بالغبار من كل صوب وناحية، وكان هذا قبل وجود الكاميرات الرقمية، لذا لم تكن تعلم ما الذي كان يمكن أن يحدث بالفعل للفيلم”، وفقًا لما ذكره موقع CNN الإخباري.

 

ويضيف المصور صاحب لصورة الأشهر في العالم، “عندما أظهرت الفيلم تيقنت من أن الصورة مميزة، وعندما قدمتها لمحرر مجلة (ناشيونال جيوجرافيك)، وثب من مقعده وصاح: (هذا هو غلافنا المقبل)”.

 

وتابع “الصورة لم تتحول لغلاف للمجلة فحسب، بل أصبحت من أهم وأنجح الإنجازات التي حققتها المجلة، حيث التقطت الصورة عام 1984 في مخيم “ناصر باغ” للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية، ونشرت في العام الذي تلاه.

 

وعندما يتذكر ماكوري هذه الصورة، يربطها مباشرة بالأثر الذي ولدته، إذ بدأت المساعدات بالتزايد إلى مخيمات اللاجئين الأفغان بعد نشرها.

 

المرأة وراء العينين الخضراوتين، أو “الفتاة الأفغانية”، اسمها شاربات غولا، وهي يتيمة عاشت في المخيم عندما التقطت صورتها في ديسمبر 1984، أما اليوم، فهي امرأة في الأربعينيات في عمرها، وعثر عليها بعد أن كانت مجهولة طوال هذه السنوات.

 

ووثقت قناة “ناشيونال جيوجرافيك”، رحلة العثور عليها في فيلم وثائقي، وكان الوصول إلى هذه المرأة أمرا غير سهل، خاصة مع التحفظات في المجتمع الأفغاني الذي يلزم النساء لبس البرقع، لكن فريق التصوير عثر عليها أخيرا والتقط صورتها، لتظهر الفتاة التي أصبحت امرأة مجددا على الساحة العالمية.

 

وتعد الصورة اليوم، أساس معرض عن أعمال حياة ماكوري، الذي يفخر بإعادتها إلى العلن، ويقول: “إن عثرت على شيء تحبه، يجب عليك أن تمارسه طوال حياتك‎”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.