كتب- مصطفى عبد المنعم :
استمرارا لحالة الألق الفني والتوهج الناضج التي تعيشها الفنانة موضي الهاجري عقب نجاح معرضها الأخير رحلاتي عبر اليمن فقد واصلت نشاطها بالمركز الشبابي للإبداع الفني التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث وذلك من خلال أمسية فنية أمس كانت ضيفتها الفنانة “موضي الهاجري” وقد أقيمت هذه الفعالية ضمن أنشطة منتدى “فكرة” الذي يسلط الضوء على التجارب الفنية القطرية، وذلك امتدادا لمبادرة “فكرة” التي أطلقها المركز الشبابي للإبداع الفني خلال الشهور الماضية، وحضر الأمسية الفنان سلمان المالك رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني.

وقد تطرقت الفنانة موضي الهاجري خلال الأمسية لعرض عدة مراحل من تجربتها الفنية، بدءا من الرسم على الحرير وإقامة أول معرض شخصي عام 99 بفندق الشيراتون، ثم الأعمال التشكيلية التجريدية الموثقة بالصور الفوتوغرافية وأول معرض شخصي عام 2006 والذي ضم 26 لوحة، واستمرت الفنانة في تقديم هذه النوعية من الأعمال مع حرصها الشديد على تطوير التقنيات المستخدمة والبحث عن كل ما هو جديد ومختلف في الشكل والموضوع، ثم شاركت مع مجموعة من الفنانين القطريين في معرض تشكيلي وهو معرض الفنانين الـ 6 وكان في عام 2012.

ثم قدمت الفنانة موضي الهاجري للحضور عرضا لمجموعة من الصور الفوتوغرافية من داخل قطر وبعض الدول المختلفة وتحدثت عن أنواع مختلفة من تقنيات التصوير الفوتوغرافي، كما تحدثت عن تجربتها في التصوير الفوتوغرافي الوثائقي في جزر القمر وإقامة معرضها الشخصي عام 2009 في سوق واقف بالحوش القطري.

ثم قامت الفنانة بعرض لتجربتها في التصوير الوثائقي لجمهورية اليمن والتي قدمتها في الحي الثقافي تحت عنوان “رحلاتي عبر اليمن” خلال الفترة من 20 أبريل حتى 25 مايو الماضي واستعرضت خلال هذا المعرض مسار الرحلات في اليمن والقصص والمصاعب والمواقف المختلفة التي مرت بها خلال 6 سنوات منذ 2007 وحتى الرحلة الأخيرة في نوفمبر 2012 لتقدمها مصورة في معرض “رحلاتي عبر اليمن” الذي نجح في أن يفتح بوابة كبرى نحو بلاد اليمن وذلك من خلال مجموعة منتقاة من الصور يزيد عددها على 750 صورة التقطتها عدسة موضي الهاجري خلال رحلاتها على مدار 6 سنوات إلى اليمن، وقد جذب المعرض مئات الزوار بسبب ثرائه الشديد من حيث الموضوعات التي يطرحها والتي تحتوي عليها صور المعرض.

والمعرض يضم ما يقرب من 250 صورة مقسمة إلى ثلاثة أقسام من فئات مختلفة مثل الألمونيوم والكانفس والطباعة، فضلا عن 500 صورة أخرى يتم عرضها على جهاز خاص كفيلم توثيقي وتسجيلي، والمعرض يضم خرائط توضيحية تبين مسيرة الفنانة في بلاد اليمن خلال زياراتها وحجم المسافات التي قطعتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

كما وجهت الفنانة موضي الهاجري في ختام حديثها الشكر إلى أسماء كان لها أثر بالغ في مشوارها الفني وهم الفنان حسن الملا والذي كان أول من شجعها وعرض أول أعمالها في الجمعية التشكيلية، والفنان فرج دهام الذي أتاح لها ولعدد كبير من الفنانين عرض تجربة كاملة كل على حدة في عام 2006 في السيتي سنتر، والفنان والمصور خليفة العبيدلي من خلال اعتماد إحدى التقنيات والتي فتحت لها بابا على مصراعيه في الفن التشكيلي الفوتوغرافي، كما وجهت شكرا خاصا للقائمين على منتدى قطر فوتو والذي استفادت منه الكثير وكان خير عون لها ولغيرها في مشوارها الفني.

ومن جانبه قال الفنان سلمان المالك رئيس مجلس الإدارة للمركز الشبابي للإبداع الفني إن مشروع فكرة أسس ليصبح فضاءً للحوار الفكري حول الفنون البصرية، ولتبادل الخبرات البصرية من خلال اللقاءات الفكرية، واختار المركز الشبابي للإبداع الفني، بوصفه إحدى المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة والفنون والتراث، أن يتبنى صالونا ومنتدى ومشروعا تحت مسمى «فكرة»، بوصفها حجر الزاوية في المشروعات الإبداعية، ولأنها تشكل المنطلق النظري للفنان الذي يبدأ بـ «فكرة» ويجسدها مشروع بصري ملموس.

وأضاف المالك: أردنا لفكرة أن يكون منتدى حاضنا لكل الفنون من خلال الحوار حول الأبعاد البصرية للفنون، من خلال ثلاثة محاور: الأول يعنى بتجارب الشباب من منتسبي المركز لاستعراض تجاربهم، والاستئناس بتجارب وخبرات وآراء الفنانين المحترفين والنقاد والإعلاميين، والمحور الثاني للتجارب الخاصة بالمحترفين والمبدعين من قطر والخليج والوطن العربي والعالم، وقدمنا من خلالها تجارب ناضجة كثيرة ومتعددة، أما المحور الثالث فخصصناه لفنون السينما والموسيقى والمسرح، وقدمنا من خلاله تجارب فنية قطرية مميزة.

وقال الفنان سلمان المالك إن المركز يحرص دائمًا على تقديم المواهب القطرية سواء من جيل الرواد أو الشباب إلى المجتمع، بهدف زيادة التواصل بين الفنان والجمهور وتسليط الضوء على التجارب التي مرّ بها، وكسر الحاجز النفسي بينهما، وأكّد أن المركز سيُواصل بصورة مستمرّة خلال الفترة المقبلة عرض التجارب الفنية لعدد من المواهب القطرية المتميزة، مشيرًا إلى أن “الإبداع الفني” يسعى دائمًا إلى دعم واستقطاب تلك المواهب من أجل تطويرها وصقل موهبتها، ما يُساهم في إثراء المجال الفني التشكيلي القطري بشكل عام.