مديحة سليم: نانيس تعلمت منى فن إسعاد الآخرين
مديحة سليم: نانيس تعلمت منى فن إسعاد الآخرين

3 أبريل 2015
حاورتهما: رنا شعبان – صورهما: محمد حجازى

«اقلب القدرة على فُمها تاخد البنت… سر الطبخة من أمها» تلك المقولة الشعبية التى تنطبق تماماً على خبيرة التجميل المحترفة مديحة سليم وابنتها نانيس سليم خبيرة التجميل ولفات الطرح التى تخلت عن كرسى المذيع لتكون كما تمنت أن تكون، والتى عشقت دمج الألوان و«الميك أب» من والدتها وشربت سر المهنة، وأصبحتا تشكلان ثنائيا ناجحا متربعا على عرش أشهر خبراء التجميل فى مصر.

كل منهما تخلت عن مهنتها الأساسية للوصول إلى الاحتراف فهى «مهنة إسعاد الآخرين» على حد قولهما .. عندما دخلت منزلهما اكتشفت توليفة مدهشة تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد فكلهن يعشقن الـ MakeUpحتى الأطفال!… حيث استمتعت «نصف الدنيا» معهن فى هذا الحوار.

-كيف دخلت مجال احتراف «الميك أب»؟

مديحة سليم:منذ صغرى أعشق الطبيعة والألوان بالإضافة للتطريز والأعمال اليدوية، أنا أصلاً خريجة معلمات واشتغلت مدرسة رسم فترة، ولكن النقلة اللى غيّرت حياتى بعد زواجى بـ«كوافير» وستايلست الشعر صلاح سليم وسافرنا لندن وحصلت على دورات تدريبية فى «الميك أب»، وبالفعل منذ حضورى الأول اختبرونى ومن هنا اكتشفوا أنى فعلاً موهوبة فى مزج الألوان اللى أنا بختارها ونصحونى باحتراف مجال الـ«ميك أب» والتجميل.

-كيف غرست حب الألوان والميك أب فى ابنتك نانيس؟

تضحك مديحة سليم قائلة:«بالوراثة» لترد نانيس: من صغرى وأنا أعشق الألوان وأجلس أمام والدتى وهى بتعمل ميك أب ومن طريقتها فى الشغل واجتهادها حبيت أكون «زيها»، ثم ظهرت لأول مرة إعلامياً وأنا عندى 14 سنة على غلاف مجلة «سيداتى سادتي» مع الإعلامية هالة سرحان ثم فى مجلة «نصف الدنيا» مع المصور الفنان محمد حجازي.

وتشاركها مديحة سليم الحديث ضاحكة:«أنا اخترت نانيس تكون الوجه الدعائى بتاعى وهى عندها 15 سنة واحتكرتها لسنوات لأن مقاييس الجمال فى وجه نانيس عالية «ووشها بتحبه الكاميرا».

-كيف لاحظت موهبة نانيس فى فن التجميل وكيف شجعتها على الاحتراف؟

وهى عندها 10 سنوات كانت ممتازة فى الألوان وبشكل دائم كانت تترك التلفزيون واللعب «وتتفرج عليّا بالساعات وأنا بشتغل».

وبالفعل سفرتها أنا وباباها «باريس» وهى عندها 16 سنة لتلقى الكورسات اللازمة فى كبرى شركات أدوات التجميل فى العالم…وتدخل فى الحديث نانيس مبتسمة قائلة: «فعلاً واستفدت كتير وبعدين سافرت لبنان وأنا عندى 18 سنة وأخدت كورس فى شركة «كليو لاند».

 

-رغم أنك خريجة إعلام إلا أنك دخلت عالم التجميل كيف ذلك؟

نانيس:فعلاً.. درست بكلية آداب إعلام قسم «إذاعة وتلفزيون» وكنت شاطرة جداً فيها،  إلا أنى فضلت أكون حاجة بحبها وهقدر أبدع فيها.

-من الشكل الظاهرى نانيس محجبة وحضرتك العكس هل هناك اختلاف أيضاً فى الشخصية؟

وترد مديحة سليم: زمان ماكنش فى حجاب زى دلوقتى وكلنا كنا بشعرنا وأخدنا على كده أما من وجهة نظرى فالدين أخلاق وسلوكياتك هى اللى بتحدد أنتى متدينة أم لا..

أما عن شخصيتنا.. فاحنا الاتنين مختلفين تماماً عن بعض وتقاطعها فى الحوار نانيس قائلة: «فعلاً والدتى تلقائية وعلى طبيعتها جداً أما أنا فطبعى يميل للهدوء وتصرفاتى محسوبة بدقة خاصة فى تعاملاتى مع الناس.

– بعدما كنتِ الوجه الدعائى لها ماهو رد فعل مديحة سليم عندما فاجأتها بحجابك؟

وبوجه بشوش ضاحك تقول نانيس:أنا عمرى ما هنسى اليوم ده! أنا أصلاً فاجأتهم كان فى ذلك الوقت انتشرت شرائط د. عمرو خالد وأغلب البنات ارتدين الحجاب وفعلاً اتحجبت وأنا عندى 19 سنة.. فى البداية والدتى تفاجأت ولكنها رحبت بعد كده وبقيت أخترع أنا وهى لفات حجاب شيك.

– ما أكثر صفة تحبينها فى مديحة سليم وتسعين لاكتسابها؟

ترد بدون تردد..»اجتهادها» وحبها لشغلها بإتقان عشان كده بقت مديحة سليم أشهر خبيرة تجميل وميكب فى مصر، أنا فعلا بتعلم منها ده.

-ما النصائح التى حرصت على تقديمها لنانيس عند دخولها المجال؟

التجربة خير برهان..أهم حاجة أنها تجرب بنفسها وأهم نصيحة أن أدوات التجميل بتاعتها تبقى فريدة مش موجودة مع أى حد وبالأخص الزبون.

وتضحك مديحة قائلة:«أنا ممكن أبيع ألماستى وأشترى ميك أب هو بالنسبة لى خزنتى وتضيف: عندى مخزن يكفينى 3 سنوات «قدام» هو ده عشقي.

-المنافسة بينكم شكلها إزاي؟

وترد بقوة مديحة سليم:مافيش منافسة أصلاً كل واحدة منا ليها شخصيتها اللى بتطلع فى الشغل واحنا بنساعد بعض..لا مجال للمنافسة بيننا.

– هل زبائنكم واحدة أم لكل منكم زبائنه؟

فى الأول كنا كلنا بنشتغل مع بعض فى سنتر واحد بعد كده فصلنا لأن المكان كان مساحته لا تناسبنا كلنا..بدأت بـ «مامي» وبعدها طلبت من والدى أنى عايز أطور من نفسى ويكون ليا حاجة خاصة وهو رحب جداً بالفكرة وقال لى «ربنا يوفقك».

– هل صادف لظرف طارئ وانتقلت عروس من نانيس إليك والعكس؟

تضحكان:بالفعل حصلت أكتر من مرة عندما كانت نانيس حاملا أو فى إجازة «ولادة».

 وفى لافتة ظريفة أخذت مديحة تداعب ابنتها نانيس المدللة «أكثر واحدة فى مصر معجبة بشغل هى نانيس».

– هل تفكرين بالاعتزال بعدما بزغ نجم «مديحة سليم»؟

آه الفكرة موجودة وسأسلم الراية ونجاحى لابنتى نانيس…وتعارضها بقوة نانيس قائلة: طالما أنت قادرة تشتغلى وإيدك سليمة وبتعملى شغل بيسعد الناس ليه توقفى أنتى محترفة.

 

-ما هى أجمل هدية قدمتها نانيس لك والعكس؟
مديحة: مافيش أجمل من «أحفادي» هى دى أعظم هدية من ربنا ومن ابنتى الغالية نانيس «كارما- سوار- يامن» هما حياتي..لتطبع نانيس قبلة على يد أمها قائلة: «أنا كمان مش هنسى أحلى هدية من مامى عندما اشتريت لى محل خاص بى وباسمى كبداية لمشوار اتمنيته واتصرفت فى فلوس عشان تشتريه وتعملى مفاجأة.
-ما هو الشيء الذى قدمته لـ«نانيس» ولم تجدى من يقدمه لكِ؟

«الحنان والثقة ومطلق الحرية»  لأنى اتحرمت من ده لأنى يتيمة الأم فعوضت ذلك فى أولادي.
-هل توقعت النجاح الذى حققته نانيس فى عالم التجميل؟

وترد مديحة سليم  بدون تفكير:أيوه لأن نانيس تمتلك صفة  تنجح أى شخص وهى «الحب» نانيس محبوبة جداً وعندها قبول رهيب وكل الناس بتحبها ما شاء الله…

-لا يخلو بيت بدون مشاكل ماهى أكبر مشكلة حصلت بينكم وكيف كان التصرف فيها؟

مديحة:أنا عامله زى القطط بخاف على ولادى بشكل جنونى واللى يحاول يؤذيهم.. «آكله بسناني»، عشان كده ممكن تحصل مشاكل.

وتضحك نانيس قائلة: حصلت أكتر من مرة بخصوص عرسان أو أصدقاء مقربين هى بتبقى لديها وجهة نظر مختلفة عنى ومن هنا بتحصل المشكلة بس بعد كده بكتشف أن عندها حق فى كل تصرفاتها.

-هل يوجد أفراد فى العائلة لهم نفس الميول كحب الألوان والميك أب؟

نانيس مبتسمة: ده حقيقى  أنا لاحظت هذا مؤخراً بنتى كارما 7 سنوات بتحطلى «أحمر الشفاه» من غير ما تطلع بره! وشاطرة جداً فى دمج الألوان وأيضاً ابنتى سوار تعشق الكاميرا والموسيقى ..ودى كلها جينات وراثية لأنى أنا أيضاً فى طفولتى وأنا أعزف على آلات موسيقية وصوتى حلو.
فضلاً عن محمد أخويا رغم عمله فى هندسة الكمبيوتر بأمريكا برده عنده ميول ولديه هواية تصوير الطبيعة وأعماق البحار بشكل محترف.

-شغلكم واحد أم هناك اختلاف؟

نانيس:ده بيرجع إلى شخصية كل واحد أنا بقلد مامى فى طريقتها بس فى النهاية بحط لمستى فى عمل الميك أب «ما ينفعش الموهوب يكون حافظ مش فاهم».

-كيف وفقتما بين عملكما كـ«خبيرات تجميل» ومسئولية البيت؟

مديحة: كل الفضل بعد ربنا يرجع لأختى الصغيرة هى كانت المسئولة عن أولادى أثناء غيابى  وأهم حاجة النظام وكله بمواعيد.

نانيس:أنا برده كده بس أنا مهتمة أكثر ببيتى وأولادى وزوجى كابتن محمد أبوالعلا ليه دور كبير فى نجاحي.

 

– ما هو أجمل  وأسوأ شيء فى مهنة «MakeUpartist” ؟

ويتفقان معاً فى الرد: أجمل شيء أنها بتعطى ليكى سعادة متناهية لأنك ليكى دور فى فرحة العروس وأهلها بالإضافة للثقة بالنفس والعطاء والاحترام.

وتشدد مديحة سليم: أسوأ ما فيها أنها «أنانية» قائلة أنا والدى توفى وكان عندى «أوردر»…مع الأسف لم أحضر الدفنة! لأنى مرتبطة بموعد «ذنبها إيه العروسة يوم فرحها يتلغى بعد ما اتفقت» هى مهنة أنانية جداً ولكن لا ننكر أنها أعطتنا الكثير.

-هل فكرت فى دخول عالم السينما والدراما كخبيرة تجميل؟

نانيس:لا أحبذه ولكنى عملت ميكب أب لنجمات كتير مثل «سولاف فواخرجي- رزان مغربي-جومانة مراد- ديانا حداد- ريا أبى راشد مقدمة «ArabsGotTalent  وآخر عروسة طبعاً كانت ابنة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

-بصراحة… من سعره أغلى فى العرائس؟

تضحك نانيس خجلاً: (أنا) لترد مديحة قائلة «أنا هقولك على السر نانيس فى مرحلة تكوين وعمل اسم كبير كل واحد فى بدايته كده.

-من أقرب لك والدك صلاح سليم أم مديحة سليم؟

لأ.. درجة الحب فى قلبى لماما وبابا واحدة..ودى فعلاً مش مجاملة.

-ماهى الحكمة أو المقولة التى تساندك وتطبيقنها فى حياتك؟

مديحة: «وما توفيقى إلا بالله» آية قرآنية فى قمة الروعة  تشعرنى بـالطمائنية

نانيس:«لا تحاول السيطرة على كل شيء حتى لا تفقده».

-احكى لى أطرف المواقف وأغربها التى واجهتك مع إحدى العرائس؟

مديحة ترد ضاحكة:فستان يتمزق – تاج يتكسر «جيبونة» نسيتها العروسة والأطرف فى ذلك أن %90 من العروسان بيكونوا متخانقين يومها ومش بيكلموا بعض».

نانيس:مر على موقف لم أنسه فى حياتى «كنت بعمل ميك آب لعروسة فى فندق 7 نجوم و أخفيت عن عريسها خلعها الحجاب..وحصلت مشكلة انتهت بأن العروسة خلعت الفستان ومسحت الميك.

-ما أثر المثل الشعبى «اقلب القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها فى حياتكما؟

وبضحكة عالية تقول مديحة سليم: «أنا ونانيس فعلاً نمثل الحكمة الشعبية دي» إحنا فعلاً كده.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.