معرض الربيع السنوي ينطلق في خان أسعد باشا بدمشق القديمة

 

جرأة إبداعية عالية في معرض الربيع السنوي الذي افتتحت فعالياته أمس في خان أسعد باشا بمشاركة اكثر من مئة فنان وفنانة حيث بدا من الأعمال المشاركة في هذه التظاهرة الفنية الضخمة التي تقيمها وزارة الثقافة مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد التشكيليين السوريين أن دورة هذا العام تميزت بتنوع المذاهب والتيارات الفنية التي عمل عليها الفنانون المشاركون. المعرض الذي توزعت الاعمال المشاركة فيه على كامل جدران وفضاءات الخان في قلب دمشق القديمة شهد حضوراً كبيراً من الفنانين والنقاد والمهتمين إذ تكرس مثل هذه الفعاليات الثقافية الدورية حراكاً تشكيليا تواظب وزارة الثقافة على تكريسه في المشهد الثقافي والفني ناقلة بذلك خبرة الفنانين الرواد إلى الجيل الجديد من المشتغلين في المحترف السوري المعاصر الذي لم تمنعه ظروف الأزمة من مواصلة اشتغاله الحثيث على مقترحات غاية في الجدة وكانت دورة هذا العام من معرض الربيع ذروة عطاءاته. وتميز المعرض بتنوع أعماله بين التصوير الزيتي والغرافيك والنحت متناولاً شتى مناحي الحياة السورية وفق ذائقة فنية غلبت عليها الاستفادة من كافة تيارات الفن ومدارسه بداية من الواقعية مروراً بالانطباعية والتعبيرية والتجريد والسريالية لتكون هذه الأعمال بمثابة عتبة جديدة للعمل على سطح اللوحة وكتلها وعناصر التوازن والضوء والظل منسجماً مع موسيقا اللون وحرفته وقدرته على عكس المدينة والإنسان في سورية. وزير الثقافة عصام خليل الذي حضر افتتاح المعرض أثنى على جهد جميع الفنانين الشباب وأعمالهم لما حمله من جرأة وقيم جمالية في محاولة منهم لإثبات هويتهم وخصوصية تجربتهم وفرادتها. وقال وزير الثقافة: «في هذا العام أسلوب جديد في التعامل مع الفنانين الشباب يقوم على أساس اختيار المتميزين وتوزيع جوائز لهم بغض النظر عن مفهوم الاقتناء الكامل للوحات الذي كان سائداً في محاولة لتحريض الشباب على الإبداع وخلق حالة تنافسية إيجابية بينهم».‏ وأضاف خليل إن المعرض يتميز بمشاركة عدد كبير من الفنانات التشكيليات وهذه نقطة إيجابية لأن الخصوبة في الأساس أنثى وسورية كانت دائما قادرة على رفد التجربة البشرية بكل ما هو إيجابي والمعرض يؤكد أن سورية ستواجه الإرهاب والتطرف بالعقل والنور والحكمة والحب والحق والخير والجمال. ‏وأكد خليل ضرورة دعم ومساندة الفنانين الجدد للارتقاء بالفن وتطوير التجربة الفنية ورفع سوية الفن التشكيلي بشكل عام وخصوصاً أن الفنانين الشباب في هذا المعرض أثبتوا جدية بالعمل ورؤية متفائلة في المستقبل وبأن هذه البلاد التي انتصرت تاريخياً على الغزاة سوف تنتصر على الغزو الإرهابي التكفيري وستخرج أكثر صلابة وقوة وعافية.‏ عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة قال إن هذا المعرض متميز تنتصر فيه روح المنافسة على تقديم الأفضل حيث اختارت اللجنة 16 عملاً لنيل الجوائز بهدف رفع سوية المشاركة ورفد الساحة التشكيلية بأسماء لامعة من الفنانين يتركون بصمتهم على الحركة التشكيلية.‏ بدوره قال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور احسان العر: «إن المعرض يعبر عن روح الشباب وجرأتهم وإطلاق إمكاناتهم في تقديم الأفضل أما المشاركون من الفنانين الشباب فأجمعوا أن المعرض هو فرصه لتبادل الخبرات والإطلاع على تجارب الآخرين». ‏المعرض الذي احتفى بطاقات تشكيلية ذات جرأة لونية ونحتية وذات خبرة في فن الحفر استطاع أن يكون رافداً قوياً للحراك التشكيلي في ظل غياب صالات العرض الخاصة حيث بدا أن هذه الفعالية تكرس تقاليدها عاماً بعد عام مستقطبة جيل الشباب وداعمة لهم ولاسيما في ظل المناخ الذي تخلقه هذه التظاهرة بين الأجيال التشكيلية وقدرة هذه الأجيال على تجديد الذائقة الفنية وحصولهم على فرص العرض والتواصل مع المتلقي.

سامر اسماعيل

sana.sy

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.