فوتوغرافيا

الكاميرا، هل هي مركز الإبداع ؟

سحر الزارعي – الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية

للتصوير الضوئي

@SaharAlzarei

من أبرز الرسائل التي تفاعلتُ معها رسالة وصلتني من طفل موهوب في أحد الدول العربية،

أعتبره “موهوباً” من عدة صور أرسلها لي التقطها من خلال عدسه هاتفه المحمول، يشكو من

حالته النفسية السيئة المتفاقمة بسبب رفض أهله شراء كاميرا متطورة يستطيع من خلالها أن

يتعلّم التصوير بشكل أكبر على حد تعبيره ! ما أدهشني هو مستوى المعرفة والاطلاع الواسع

لديه، وطموحاته الكبيرة الواضحة من مستوى الصور الشهيرة التي يحتفظ بها على هاتفه

ويطمح لالتقاط صور أجمل منها بكثير ويسعى ليكون من أفضل المصورين في العالم.

هنا رأيت أنه من المجدي أن أغيب عن الواقع لبرهة وأحلّق بخيالي لأحاول رؤية الحياة من

منظوره وأحلّل الأمور بعقليته وطريقة تفكيره، ماوصلتُ إليه خلال هذه المحاولة المتواضعة

أن من ينظر نظرة مجرّدة إلى التصوير الاحترافي وأصحابه يجدهم متسلّحين بأفخر أنواع

الكاميرات والعدسات والإكسسوارات الأخرى، مايخلق انطباعاً مباشراً لأي مشاهد من الخارج

أن الكاميرا هي مركز الإبداع الفني وأساس إنتاج الصور المدهشة التي تصنع سمعة صاحبها

من خلال هذا الفهم قمت بشرح وجهة نظري له عن قدرات كاميرا الهاتف المحمول وعن

المسابقات المتخصصة في هذا النوع من الصور، وأن الرؤية الفنية والخيال الخصب والهوية

واستخدامها بالطريقة الأفضل، وأن استخدام كاميرات متقدمة في المراحل الأولى ليس أمراً

مثالياً كونه يسبّب الارتباك من تعقيد الخصائص والمميزات والخيارات الملحقة بها، كما أن

لم يصلني منه أية مستجدات لفترة، ثم ظهر مجدداً بباقاتٍ من الصور الجديدة التي يبدو إبداعه

فيها وقد تحسّن بشكلٍ ملحوظ، وما أسعدني أكثر هو توصيفه لفكرة الصور وفلسفتها وقصة كل

صورة كيف دارت بذهنه وتطوّرت وكيف حاول تنفيذها بالرسم على الورق أولاً قبل أن يبدأ

من التحديات الذهنية التي تواجه الجيل الصاعد في محاولاته الأولى لدخول معترك الصورة

والتصوير، هي المقارنات الجائرة مع الصور الشهيرة وأعمال المصورين المحترفين

وأدواتهم، والافتراضات غير الواقعية التي تجعلهم يرهبون البدايات لأنهم يحمّلونها مالا تحتمل

! من الصعب إقناعهم أن إنتاج صورة رائعة يتطلّب مراحل متدرّجة من التدريب والممارسة

والصبر، لكن من ناحية أخرى مايحملونه في جعبتهم من موهبة وإصرار وشغف للتفوّق

في عالم التصوير.

الشخصية هي أسس خلق تجربة تصوير حقيقية من خلال استثمار الأدوات المتاحة

وجود كاميرا متطورة لا يوصلنا بالضرورة لصورٍ أفضل !

في تنفيذها.

يجعلنا نستبشر خيراً ونعمل قدر المستطاع على تمهيد الطريق لهم ومنحهم الثقة اللازمة كي

يحقّقوا مايصبون إليه.

فلاش

المقارنات تتعب الذهن والروح، انصح من حولك بالتدرّج

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.