‏‎Hussein Najem‎‏ مع ‏زهير شعوني‏ و‏صباح الجماسي‏
السلام عليكم ورحمة الله .
اولاً : أعتذر على تأخير النشر ، وذلك لسبب فني يتعلق بطول اللقاء، وبعد الأتفاق والتنسيق مع الأستاذ زهير شعوني ، صار التوجه أن ينشر على أجزاء أربعة.
ثانياً : أشكر الاستاذ زهير شعوني الذي أخذ على عاتقه تنسيق اللقاء وتصميمه وإعداده، ليخرج للقارئ الكريم بهذا الشكل الجميل.
واليوم نبدأ مع الجزء الأول وسوف يتم نشر بقية الأجزاء تباعاً كل يوم إن شاء الله.

أخوكم
حسين نجم

الجزء الأول.

حوار صحفي مع الفنان التشكيلي ورائد الفوتوغراف وأحد مؤسسي الجمعية العراقية للتصوير الأستاذ زهير شعوني.
أجرى الحوار/ حسين نجم

زهير شعوني من مواليد بغداد أقام وشارك في العديد من المعارض داخل وخارج العراق ، غادر العراق عام 1977 وأقام في الولايات المتحدة الأمريكية الى الأن.
له العديد من التجارب في الفن الرقمي ، صدر له كتاب عام 2007 أحتوى على 120 صورة بالأبيض والأسود عن مدينة ( تلكيف )1 ، أكمل دراسته للتصوير الفوتوغرافي في كلية كروسمنت في كالفورنيا – مدرسة التصوير كذلك في كلية بنسلفانيا – مدرسة التصوير ، عمل في مجال الصحافة العراقية مصوراً صحفياً من عام 1972 – 1977 ، يعتبر أحد مؤسسي الجمعية العراقية للتصوير وأول سكرتيراً لها. عضو الجمعية العراقية للتصوير وكذلك عضو إتحاد المصورين العرب وأيضاً عضو نقابة الصحفيين العراقيين، يعتبر شعوني أحد مؤسسي نقابة الصحفيين العرب والأمريكان في لوس أنجلس – كاليفورنيا، وعضو جمعية الفنانين الكلدان في الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ديترويت – مشغن .
امام هذه الخبرة التراكمية والعطاء المتواصل والعمق المعرفي في مجال الفن التشكيلي والفوتوغرافي ليكن منطلق الحديث من البداية التي كانت هي النواة للفنان زهير شعوني.
س: كيف بدأ حبك للتصوير الفوتوغرافي. حدثنا عن بداياتك.
في البدء اشكر بيت المصور العالمي لهذا الاهتمام بالعاملين في مجال الفوتوغراف وتقديم تجربتهم للأخرين. البداية ترتبط بعودة اخي الى الوطن بعد انتهاء دراسته في الولايات المتحدة وكان له اهتمامات فنية وثقافية ومنها وبإلحاح التصوير الفوتوغرافي كان هذا في ستينات القرن الماضي . لكن انا اتذكر في البيت كان يوجد كاميرة ورفوف من الكتب واسطوانات لذلك لم تكن الكاميرة حلم عند افراد العائلة الاب متعلم قضى الكثير من عمره بين غبار الطباشير وشيطنة الطلاب … مهتم بثقافة الاولاد السبعة بين البنين والبنات. بعودة اخي واستقراره في بغداد وعمله مترجما في وكالة الانباء العراقية آنذاك في بدء تأسيسها بدانا بالتفكير بعمل معملا صغير في غرفة في سطح البيت او كما نسميها (بيتونه) واحتوت على عدة العمل اذ ان اخي كان له معلومات في التصوير اكتسبها من دروس اضافية خلال سني دراسته .. وهكذا بدأت اللعبة وشدني اليها تماما عالم مذهل كنت في الصف السادس الابتدائي وقريب الى الامتحانات النهائية فنتيجة البكلوريا كانت النجاح وممارسة العمل في التصوير اكثر. الوالد رحب بالفكرة وكان له الكثير من السالب فطلب مني اعادة طبعها مقابل شراء المواد …. لم افكر في احتراف التصوير انما ابقيته هوايتي المفضلة ورحت ازور المعارض وابحث عن الكتب التي تدلني على اسرار هذه اللعبة لم اجد حينها الا كتاب عبد الفتاح رياض الذي اشتريته بدينار واحد لازلت محتفظا به لحد الان .. في عام 1970 بدأت حياتي العملية كمصور صحفي في مجلة صوت الطلبة آنذاك وحققت الكثير من التحقيقات الصحفية الجيدة لكن عملت خلال العطلة الصيفية مصورا في جريدة الانباء الجديدة في بغداد وكانت جريدة اسبوعية اواسط الستينيات ثم انتقلت الى جامعة بغداد عام 1972 كمدرب ومشرف على قسم التصوير الملحق بمديرية النشاط الطلابي واعتز بالكثير من الطلاب الذين قدموا الكثير لحركة التصوير الفوتوغرافي في العرق وبقيت اعمل بنشاط الى ان قررت ان اغادر العراق لاكتشاف حياة اخرى . فهاجرت الى الولايات المتحدة الامريكية لان اخي الكبير عاد اليها وكان سند لي . الا ان الامر له امتداد من المدرسة الابتدائية وحتى الثانوية واتذكر بدأت اهتماماتي الفنية من المدرسة الابتدائية عندما صفعني مدرس الحساب (الرياضيات) وقال لي: “ستموت من الجوع أيها الاحمق”!، وسبب ذلك انشغالي برسم نخلة وعدم اهتمامي بدرس الحساب وبالمناسبة كان نفسه يدرسنا الرسم الا ان معظم دروس الرسم كانت تذهب مع الريح وكان يعوضنا عنها بدرس الحساب لأنه حسبما يقول أنتم متأخرين ويجب ان اعوضكم لنكمل المنهج المقرر كان رساما جيدا. عدت عصرا وحكيت لابي ما حدث قال لي انتبه الى الدرس ألا انه في اليوم التالي جلب لي علبة من الألوان المائية وكرر ان انتبه الى مدرس الحساب وان ارسم في البيت هذه الحادثة أتذكرها دائما كم تكون اهمية الاب المتعلم في نشأت اولاده.

س : مشروع انشاء الجمعية العراقية للتصوير ، متى بدأ وكيف أُنشأ ، ومن هم المؤسسون.
الحديث عن هذا المشروع ليس سهلا ابدا لكن اسسنا الجمعية وكنا انا والمرحوم سامي النصراوي نحمل فكرة التأسيس والترويج لها لأننا كنا نعمل معا ونتحدث بأمور كثيرة تهم الفوتوغراف وكان من ضمنها فكرة الجمعية والاتصال بمن نعرفهم من المصورين لكن كانوا يقابلوننا برفض الفكرة او بالأحرى يضحكون علينا تماما وبدون ذكر الاسماء لكن اسسنا الجمعية بعزيمه وكنا ( سامي النصراوي , زهير شعوني , عبدالله حسون , المهندس احمد الشيخلي – مقيم في كندا , الدكتور لؤي القاضي , المعلم سعدون شفيق – من ديالى , داود سرسم , قسيمه البدري, علية الجبوري ) هذه الاسماء الحقيقية التي أسست الجمعية العراقية للتصوير لا غير هذه الاسماء لكن هناك بعض الاصوات تدعي انها اسست الجمعية لا اكرر هذه هي الاسماء الحقيقة قد تسالني عن اسماء معينه لا لقد تعلو علينا وعلى الجمعية كان التأسيس عام1972وحينها قدمنا طلبا الى وزارة الداخلية واعيد الطلب الينا لبعض التعديلات وتم استئجار بيت قريب الى شارع ابو نؤاس كأول مقر لها واقمنا اول معرض للجمعية شارك فيه جمع لابأس به من المصورين .. فكرت الجمعية كانت ان تكون فنية صرفة وثقافية لكن ……! انا كأول سكرتير للجمعية اتى بعدي الزميل عبدالله حسون اثر خلاف بيني وبين رئيس الجمعية آنذاك المرحوم سامي النصراوي وتقديم استقالتي من الجمعية لفقدان الجمعية الغرض الذي تـأسست من اجله اقولها لأول مرة كانت اخطاء رئيس الجمعية كثيرة كانت ملفتة للنظر ولم ينبهه احد وعندما واجهته بالحقيقية تهجم علي، هذه حقيقة لا يعرفها احد سوى اعضاء الهيئة الادارية وحينها انا انقطعت عن الحضور الى الجمعية لحد هنا . وانشغلت بعملي بجامعة بغداد.
لكن استمرت الجمعية لحد الان وهذا امر ممتاز ديمومة هذا المرفق الثقافي . يجب الحفاظ عليه اصبح جزء من تاريخ الثقافة العراقية .

س : أهم العقبات والعراقيل التي واجهتك في بداية مشوارك الفوتوغرافي ، وكيف تغلبت عليها.

لم تواجهني اي عراقيل لا كهاوي ولا اثناء عملي ان كان في الصحافة العراقية او في جامعة بغداد فكنت محظوظا كان لي رؤساء ممتازين نشرت صوري في الكثير من الصحف العراقية واتذكر تلفزيون بغداد اقتنى مجموعة من السلايدات كانت تعرض بين البرامج التلفزيونية كانت كلها سلايدات ملونة للزهور .. اتحمل المسؤولية في حياتي العملية .. اتذكر مرة تعرضت لمشكلة لا تستحق الذكر مرت بسلام , كانت في نطاق العمل وكان هناك فهم تام من قبل المسؤولين .

س : في بداية سبعينيات القرن المنصرم سافرت خارج العراق ليحط رحلك في الولايات الامريكية؟ ما الذي دعاك لتهاجر ، وهل هناك اسباب قسرية ، ام انه خيارك الشخصي.

لا سافرت نهاية السبعينيات كمهاجر الى الولايات المتحدة ولحد الان انا مهاجر احمل وطني في قلبي بشكل مستمر ولم احصل على الجنسية الامريكية الا بعد عشرين سنة لم احب الفكرة لكن بالتالي لسبب واخر تقدمت بطلب الجنسية . ولم تنقطع صلتي بوطني كل هذه السنيين – اسمع … ( اسمع كثيرا جدا هذه العبارة ما الذي دعاك لتهاجر ، وهل هناك اسباب قسرية ام انه خيارك الشخصي )…. لم اغادر لاي سبب قسري بغداد انما كان اختياري الشخصي كنت في وضع وضيفي واجتماعي جيد لكن انا اريد ان اعيش حياتي كما اريد انا … لا كما يريدها الاخرين انا اكملت خدمة العلم وادرس مساء في معهد الفنون الجميلة وانهيت خدمتي دون عقوبة او غياب هذا انجاز مهم في حياتي مهم بالنسبة لي او في حياة اي منا وبذلك اديت عملا مهما تجاه الوطن الذي ولدت فيه وبعد العسكرية اصبحت حر طليقا بعيدا عن عيون الانضباط العسكري. الخدمة العسكرية هي ضريبة الدم على كل مواطن. في العسكرية تعلمت الكثير منها.

س: كيف وجدت الغربة معك ، وهل انطبع اثرها على اعمالك.

لم تكن قاسية كما يعتقد البعض بل بالعكس كانت عالم رحب الغربة عالم جديد هو غير العالم الذي نعيشه في اوطاننا، في الغربة تعلمت عادات الشعب الذي اعيش معه اخذت العادات الجيدة تعلمت من العادات السيئة … اكيد 35 سنة من الغربة رقم كبير خلالها تعلمت الكثير كيف يفكر صديقي المتعلم هنا وابقيت محافظا على عاداتي التي ولدة بها هي تقاليد موروثه اعتز بها .

س : حدثنا عن بداية مشوارك في المهجر ، هل قدم لزهير شعوني اضافة ، هل كان الطريق سالك ، ام واجهتك صعوبات ما؟.

لا تنسى كل شيء غريب وعلي ان اتعلم من البداية وعلي ان اكون واحد من هذا المجتمع الجديد احترم تقاليده وعاداته وهذا الامر لست مجبرا عليه لكن ما دمت اعيش هنا . لا لم تكن الحياة سهلة انت تواجه تيار عاتيا كل شيئ غريب تصور انت تنتقل من السماوة الى بغداد ماذا ستفعل كل شيء عليك غير الذي تعودت عليه ….! لذلك عليك ان تصبر ربما فكرت اكثر من مرة بالعودة لكن اعدلت عن الفكرة اريد ان احقق اكثر مما انا عليه علي ان اتعلم وفعلا اثناء اقامتي في كاليفورنيا كنت أواظب على دراسة التصوير في كلية كروسمنت لم افكر بالحصول على شهادة بقدر ما كنت افكر ان اتعلم ماذا يفعلون … كان قسم التصوير قسم ثري بمعداته ومعلوماته تعلمت الكثير فيه وكادر التدريس ممتاز قضيت سنة ممتازة ثم انتقلت الى قسم السينما سنة اخرى خلالها عملت فلم لمدة 3 دقائق بعنوان ( الفنان والبرتقالة ) ثم حدث ان ضرب الرئيس الامريكي ريكن وكان الوقت نهاية السنة ويتوجب عمل فيلم لا يتجاوز الدقيقتين عملت فيلم على ما اتذكر 8 مليم بعنوان (من اراد قتل الرئيس ) مجرد فيلم مدرسي انما يحتوي على مقومات الفيلم جمعت نصوصه من التلفزيون والصحف الصادرة , بعد فترة رغبت في تجديد المعلومات التحقت بمدرسة بنسلفانيا للفنون عن طريق البريد اربع سنوات معلومات ثريه برأيي دائما يجب ان يتجدد الانسان لان المخ “يتزنجر”.. (يصدأ) .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.