تتمة لقاء المصور الضوئي السوري ((  Antoun Mezzawi )) ..فنان يعشق الأبيض والأسود ..وعمل في إدارة نادي فن التصوير الضوئي .. – 2-

الفنان : أنطون مزاوي

—————بقلم المصور : فريد ظفور

 من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

 

من أعمال أنطون مزّاوي

  من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

من أعمال أنطون مزّاوي

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الأستاذ Antoun Mezzawi أنطون ميزاوي المحترم ..

تحية تقدير وإعجاب أما بعد..

– 1- أستاذ أنطون ماهي المناهل الأساسية الأولى التي اقتبست منها بدايات التصوير الفوتوغرافي وشكّلت منها شخصيتك الثقافية الضوئية وطبـعت عوالمك الإبداعية .. حدثنا عن مسيرتك الفنية .. –

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ج 1 : تقوم الصورة الفوتوغرافية على جملة من التكافؤات البصرية الدالة والمعبرة عن الحالة .

ووفقاً لهذا المعنى فإن التعبير البصري مجموعة المفردات البصرية التي تحملها اللوحة الفوتوغرافية إنما تكون لغة الفنان وصيغته بالتعبير عن عوالمه .

ولما كان ما يميز الفنان الفوتوغرافي عن غيره يكمن في المشروع البصري الذي يسعى لتنفيذه وتحقيقه من خلال عمره الفني الذي يقدم فيه جملة تعابيره البصرية المعبرة .

ويتميز المشروع البصري للفنان الفوتوغرافي ويظهر بوضوح عندما يستطيع هذا الأخير أن يخط لنفسه شخصية فنية متميزة قادرة على محاورة عناصر الإبداع , ومن خلال قيامه باختيار خط فني أو مدرسة أو اتجاه يعمل عليه ويطوره ويحاوره ومن ثم يقدم صيغ حواره هذه على شكل لوحات فنية قادرة على مخاطبة المشاهد والمجتمعات .

وللحقيقة بالنسبة لتجربتي فإن مدينتي دمشق هي المنبع الأساسي والمنهل الأول لكل عمل من أعمالي ففيها أبصرت النور وتحت ظلال الياسمين في بيتنا الشامي العتيق ترعرعت ونمت رؤيتي البصرية للعوالم , وفي أحيائها اتسعت رؤيتي لعوالمي .

وعندما كنت طفلاً صغيراً كنت أعبر بالرسم والألوان وحصلت على أكثر من ثناء ومشاركة في معارض محلية .

إلا أن هواية الرسم لم تتطور معي خلال مراهقتي وشبابي وغدت أدواتها عصيّة علي , فاتجهت إلى التصوير الفوتوغرافي الذي عملت عليه من منطق التكوينات السليمة والتشكيل الصحيح .

وقد سعيت لتكون صوري الفوتوغرافية لوحات بكل ما في الكلمة من معنى , وخلال عملي حاولت إعطاء أعمالي عوالم خاصة بي تضفي عليها صبغة إبداعية قدر الإمكان .

وقد ساعدني في ذلك بداياتي الطفولية في الرسم لكن هنا كان المشهد يتكون أمامي خلال زمن يكاد لا يحسب فكان علي اتخاذ قرار التسجيل على شريحة الفيلم خلال زمن قصير كان أحياناً دقيقة وأحياناً أخرى عدة ثوانٍ , وغالباً لا يتعدى الثانية , يجب عليّ خلالها معالجة الموضوع والفكرة واتخاذ قرار التسجيل ضمن شروط صارمة وضعتها لنفسي على أن لا أتخطاها .

بدأت من خلال كاميرا بسيطة وعدسة واحدة أتلمس ملامح شخصيتي وعملت كثيراً.

أخطأت أحياناً وأصبت في أحيان أخرى إلى أن عثرت على شخصيتي الفنية بذاتي وبدأت أعزف تنويعات مختلفة ولكن على وتر واحد تقريباً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– 2- أنت واحد من الرعيل الأول الذين أرسوا مداميك الفن الضوئي ..فمن هم رواد التصوير الضوئي في سورية وفي العالم العربي ..وبمن تأثرت ببداية مشوارك الفني..

سؤال 2 – انت من الرعيل الثاني الذي أرسى مداميك الفن الضوئي , بمن تأثرت من الرواد ؟

جواب 2 – دخلت عوالم الفوتوغراف متأخراً نسبياً حيث كنت قد قاربت الثلاثين من العمر , ومع بداياتي تعرفت على نادي التصوير السوري وانتسبت إليه وعاصرت عدداً من رواد هذا النادي ومؤسسيه ولا شك تأثرت بتجربتهم , وأفخر بأني عاصرت الأساتذة جورج عشي وفيصل الست , محمد الرومي , بطرس خازم , طارق الشريف رحمه الله , مأمون الحمصي . . .  وغيرهم من الأسماء , وعاصرت عدداً من فناني جيلي وأبرزهم زياد الست , سعد فنصة , رضا بلال وهشام زعويط . . . وغيرهم من الأسماء التي أحترمها.

وقد حاولت خلال تواجدي في النادي أن أرسي معايير لائقة للتصوير بحيث يصل المصور إلى احترام باقي عناصر التشكيل , وعملت خلال تواجدي في مجلس الإدارة على رفع سوية المعارض والمشاركات بقدر ما نملك , إلا أن الصعوبات المادية وغياب الدعم الرسمي أو المؤسساتي لهذا الفن أدى غلى احباط محاولاتنا وأتى بنتائج لا تتناسب مع الجهود المبذولة في هذا المجال .

ورغم محاولاتنا في النادي لإرساء شروط صارمة للعرض إلا أننا للأسف لم نستطع تقديم ما نطمح إليه بصراحة .

لكن بكلمة كان لنا فضل ولو بسيط في إرساء دعامات لهذا الفن وفق ما سيأتي ذكره لاحقاً .

وقد حاولت جاهداً الحصول على اعتراف من نقابة الفنون الجميلة وهي ما سيطلق عليه لاحقاً اتحاد التشكيليين العرب , وتقدمت بدراسة مستفيضة خلال الفترة التأسيسية له من خلال وضع معايير صارمة للمصور من أجل الحصول على اعتراف رسمي بهذا الفن في سوريا لكن للأسف ذهبت كل جهودي سدى عندما رفضت كل الأسباب والدراسات التي تقدمت بها لأجل ذلك .

والحقيقة أنني أوجه اللوم والعتب على عنصرين أساسيين :

الأول : جهل الفنان التشكيلي بالفوتوغراف وإنكاره له رغم أنه يحتاجه في كل تفاصيل عمله وإبداعه .

الثاني : والأهم هو المصور الفوتوغرافي ذاته الذي لم يقدم انطباعاً لائقاً عن شخصيته ولم يقدم أعمالاً ترقى به إلى مصاف الفنانين التشكيليين .

ولا شك أن هناك عوامل وعناصر أخرى أدت إلى إبعاد هذا الفن الأصيل عن المشهد الثقافي لدينا للأسف .

ولم تقف محاولاتي هنا بل تقدمت بأكثر من دراسة لأكثر من وزير ثقافة تضع أسساً لبناء قواعد لهذا الفن الجميل إلا أنها بقيت حبيسة الأدراج ولم يكتب لها أن ترى النور .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- أستاذ أنطون أنت حصلت على الكثير من الجوائز والشهادات وشاركت بالكثير من الفعاليات والنشاطات الضوئية .. فهلا حدثتنا عنها.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 3 – الجوائز والشهادات والفعاليات والدراسات .

ج 3 – شاركت في العديد من الفعاليات الفنية داخلياً وخارجياً مع نادي التصوير السوري وزارة الثقافة السورية ومعارض وفعاليات الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي (فياب) .

وحصلت على العديد من الشهادات والبراءات والميداليات والجوائز محلياً واقليمياً وعالمياً , أهمها دون مراعاة الترتيب :

– جائزتين من منظمة (فياب) بالاشتراك مع عدد من الأصدقاء في نادي التصوير الفوتوغرافي السوري باسم النادي .

– جائزة وشهادة خاصة من منظمة اليونسكو باريس عن أعمالي في المؤتمر الأول لزخارف حرف العالم الإسلامي عام 1997 .

– الجائزة الخاصة من (فياب) والأمم المتحدة عن عمل شاركت به في مسابقة الأرض مع بداية الألفية الثالثة فلورنسا 2000 , وكان عدد الصور المشاركة قد فاق العشرين ألف عمل.

– الجائزة الأولى من الأمم المتحدة مكتب التنمية والسكان  مسابقة المرأة والتنمية عام 2003 .

– الميدالية الذهبية من دولة الفاتيكان عن صورة لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني 2001 .

– ميدالية من اتحاد المصورين العرب عن أعمال معرضي الثاني (نساء شرقيات) عام 2002 .

– شهادة المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004 حيث كانت الثقافة العربية ضيف الشرف ,وشاركت باسم وزارة الثقافة بأحد أعمالي المنشورة مع هذا اللقاء .

– أربع دراسات فوتوغرافية مقدمة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية :

الأولى : دراسة عن الطرق الصوفية ( كتاب + معرض ) .

الثانية : مقاطع جمالية من دمشق القديمة ( كتاب + معرض ) .

الثالثة : الرموز والدلالات البصرية في أبواب الدور الدمشقية ( كتاب + معرض ).

الرابعة : دراسة عن علاقة الصورة بالمكان الأثري وطرق التعامل معه , وهو مشروع لثقافة الطفل وربطه بالمكان الأثري , وتتضمن الدراسة ثلاث مناحي ومنحى رابع عن طريقة تحويل المشروع إلى برنامج دائم .

وكالعادة للأسف جرى حفظ هذه الدراسات ولم يكتب لي إتمامها لرفضها بداعي التكلفة المادية رغم أنني قد أنجزت ما يفوق 50% من العمل قبل تقديمه .

– عدد من الجوائز والميداليات محلياً وعربياً وإقليمياً وفي العديد من المدن والعواصم عن مشاركات فوتوغرافية في فعالياتها الثقافية .

– العديد من الدراسات والمقالات النقدية الفوتوغرافية نشرت في المجلة الفصلية التي تصدرها وزارة الثقافة والتي تحمل عنوان الحياة التشكيلية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- – عندكم شجون للأبيض والأسود ولديكم حكاية أو قصة عشق ..وكذلك مع الملون ..هل لكم أن تحدثونا عن العلاقة الحميمة بينك وبين الألوان .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 4- شجون الأبيض والأسود , العشق , والعلاقة الحميمة مع الألوان .

جواب 4 – تعتبر الصورة الفوتوغرافية لغة بصرية كاملة لا تحتاج إلى أي شرح مرافق لها, ولا حتى أي كتابة عليها أو جانبها , من هذا المنطلق يجب أن نعترف بأن الفوتوغرافي الحقيقي هو عملة نادرة للأسف , في حين نجد أن المتعاطين مع الصورة هم كثر , من متعاطين ومتسلقين وانتهازيين , ولا يملك الوسائل إلا الفنان الحقيقي , وهو وحده القادر على مخاطبة روح المجتمعات ومحاكاة عناصر الإبداع فيها , أما المتسلقون والمتعاطون للتصوير فليس لديهم أي لمسة إبداعية وإنما مجرد تسجيل أو تقليد لمصورين عالميين , وذلك من خلال استفادتهم من عناصر الإبهار والجمال في المشهد , في حين يسعى الفنان الحقيقي لاستخلاص روح الإبداع من رحم الحالة والموضوع وهو ما لا يتحقق إلا لأشخاص قلائل .

إن التصوير الملون لغة متكاملة لها مكانها ولها أسلوبها , ويستطيع الفنان التعبير من خلالها عن مواضيع يكون للألوان دور رئيسي فيها بحيث تكوّن هذه الألوان وتكويناتها مفردات التعبير البصري الدال على المعاني المراد إيصالها للمشاهد , وهو لا شك له دور هام وأساسي في عناصر المشهد الثقافي .

في حين نجد أن الأبيض والأسود يشكل عالماً آخر صعب الولوج إليه إلا لمن ندر من المصورين .

وتكمن صعوبة الأبيض والأسود في استطاعة الفنان التعبير عن الموضوع من خلال تدرجات هذين اللونين , حيث تشكل الرماديات مفردات تلك اللغة الكامنة في اللوحة والتي يجب على الفنان إدراكها وتسجيلها في زمن قصير لا يحتمل الخطأ في التعاطي أو في التأويل .

إلا أن السر الأكبر في الأبيض والأسود يكمن في أن العمل الفوتوغرافي هنا لا يشغل بال المتلقي بالألوان والإبهار اللوني بل يجعل ذهن المشاهد ينصرف إلى عناصر التكوين بدلالاتها القريبة والبعيدة وكافة العناصر الداخلة في التعبير , بحيث يغدو العمل الفوتوغرافي مجرداً من عناصر الإبهار ومركزاً على اللغة البصرية الدالة والمعبرة على الموضوع وباختزال شديد , إلا أن عناصر القوة هذه تنقلب إلى ضعف واضح ومعيب للعمل إذا ما عولج معالجة ناقصة أو كان بيد متسلق أو متعاطي أو مصور عرضي .

وعلينا هنا أن نفرق بوضوح بين ثلاث أنواع للمصورين :

الأول : المصور الفنان , وهو غايتنا وهو المؤهل للتعاطي مع هذا النوع.

الثاني : المصور الاعتباطي أو العرضي .

الثالث :  الهاوي أو المتعاطي مع الصورة .

والمعيار الأساسي هو دقة التعامل مع العناصر وحسن استخدامها وتوظيفها لصالح العمل وهو ما لا يتوفر إلا لدى الأول حصراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– 5- أي أنواع التصوير تستهويك ..تصوير البورترية ..الطبيعىة ..الطيور والحيوانات ..الكلوز أب ..الأبيض والأسود ..الخ..وماهي الأوقات والفصول المفضلة لديك للتصوير..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 5 – أنواع التصوير المفضلة لديك .

جواب 5 – بحكم علاقتي بالصورة الفوتوغرافية وبأكثر من مجال سواء في العمل على الصورة أو في تدريس هذه المادة , ومن خلال عضويتي في النادي السوري وفي لجان تحكيم معارض وزارة الثقافة , فقد تشكل لدي رصيد هام في كافة أنواع التصوير وأصبحت أملك القدرة على معالجة المواضيع المختلفة , وقمت بتصوير العديد منها سواء في الإنسان أو الحياة أو التجريد أو الخيل أو الطبيعة …. وغيرها .

وأقول صادقاً أنني تعاطيت بشكل جدي وراقي مع كل المواضيع التي عملت عليها , ورغم ذلك فإن الإنسان والبيئة هما هاجسي الأول , ويأتي تالياً الطبيعة …

وقد استطعت من خلال التعاطي مع الإنسان وتجلياته وحالاته , أن أخوض في العديد من المجالات والتجارب والعروض وحصلت على العديد من الجوائز والميداليات والشهادات , دون أن أنسى حصولي على جائزتين في التصوير التسجيلي وأعمال البيئة المحيطة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

6- من يعجبك من المصورين السوريين ومن المصورين العرب..ومن المصورين العالميين..

– ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 6 – من يعجبك من المصورين .

جواب 6 –يفرض المصور الفنان وجوده وحضوره من خلال أعماله التي يقدمها , ورغم أنني أفضل المصورين الأقرب لأسلوبي إلا أن ذلك لا يمنعني من الوقوف باحترام أمام تجارب العديد من المصورين السوريين , سواء من الرواد أو من الرعيل الأول أو الرعيل الثاني , وأعتذر عن تعداد أسماء أي منهم لأن ذلك سيصيبني بالإحراج مع الآخرين.

لكن لا شك أن تجارب الرعيل الأول كان لها أهميتها وأكن لهم جزيل الاحترام , وهم ليسوا بحاجة لإعجابي فتجربتهم أكبر وأغنى من أن أشيد بها .

وينطبق ذلك على العديد من المصورين العالميين سواء في مدارس التصوير الأوروبية وأهمها المدرسة الألمانية ( البوهاوس ) , وكذلك المدرسة الفرنسية وأعلامها , والمدرسة الروسية وما تمتلك من أهمية , والمدرسة الأمريكية وأعلامها.

كل ذلك على العديد من الصعد لأن ذكر اسم أو اسمين في كل تجربة يظلم البقية ويغبنهم حقوقهم سواء في الطبيعة أو المدن أو البورتريه أو غيرها .

وأعود فأقول لست بمكان يؤهلني للخوض في تجربتهم أو الإشادة بها , فهم أعلى مني مرتبة وأرفع شأناً , للمتوفين منهم أطلب الرحمة لأرواحهم وللذين على قيد الحياة أقدم كل تقدير واحترام لتجربتهم وعملهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– 7- ماذا يحتاج كلاً من نادي فن التصوير في سورية و إتحاد المصورين العرب ليكون كل منهم في كل منزل وعلى كل جهاز موبايل ..بلغة أخرى ..أي مالهما وماعليهما..

– ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 7 – نادي التصوير واتحاد المصورين العرب , ما لهما وما عليهما .

جواب 7 – لا بد أن نفرق بين أمرين :

الأول : الفرد والجهد الفردي .

الثاني : الجماعة والجهد الجماعي .

إن العمل ضمن مجموعة يقتضي تضافر جهود الجميع لتقديم ما هو لائق ومناسب , وذلك مرهون بما تملك هذه المنظمة من إمكانيات سواء على الصعيد الفني أو على الصعيد الإداري , المالي , المؤسساتي , وكذلك ما تملك من صلاحيات وقدرات للسير بالعمل .

إن أي عمل جماعي يقتضي الإمكانيات والصلاحيات وهو ما لا أراه في كلتا الحالتين وغيرهما , مع اعتذاري الشديد ودون إنكاري مطلقاً لكافة الجهود المبذولة في هذه المؤسسات , إلا أنها كلها تدور في فلك ضيق للأسف , ولا تملك إمكانية التقدم ضمن الظروف الحالية التي نعيش فيها .

وبرأيي لا بد من مأسسة العمل ووضع خطط علمية وعملية وبرنامج عمل وصلاحيات , ووضع أولويات وغايات يجب تحقيقها خلال فترة معينة , وطرق أو خطط بديلة للوصول إلى هذه الغايات , وكذلك إيجاد وسائل تمويل مالي لهذه المؤسسات بحيث يكون لها الصلاحية وبيدها الحل والربط دون الالتزام بإعطاء جوائز لفلان أو لفلان لأن والده أو عمه يمول هذه المؤسسة , لأن هكذا جوائز هي المسمار الأول في نعش هذه التجربة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

– 8- كيف ترى دور المصورات العربيات وأين وصلن في الساحة الضوئية العربية..

– ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 8 – دور المصورات العربيات .

جواب 8 – تلعب الصورة الفوتوغرافية دوراً هاماً في المشهد الثقافي للمجتمعات , وهي سواء أكانت بيد المرأة أو بيد الرجل فإن دورها لا يتعدى التعبير عن الرؤى والتطلعات لهذه الجماعات البشرية وذلك عندما تكون الصورة منتجة من عين ألفت وخبرت مجتمعها وعرفت تطلعاته , لكن عموماً وبنسبة كبيرة نجد أن نتائج المصورات العربيات , دون ذكر أسماء طبعاً , تتسم معالجتهن للمواضيع بالسطحية المقروءة والواضحة , وحال الرجل ليس بأحسن لأننا للأسف في هذه المجتمعات الاستهلاكية التي نعيشها أصبح كل شيء فيها استهلاكياً ومسطحاً , ويلزم للمصورة أو المصور الدخول في عوالم مجتمعاتهم ليستطيعوا التعبير عنها وهو أمر نحتاج فيه إلى وقفة حقيقية مع اعمالنا ومحاكمتها بموضوعية قادرة على إنتاج صور تعبر عن الواقع , وإلا فإن أعمالنا لن تتعدى صور جميلة ومسطحة لا تحاور ذواتنا , ولننظر إلى أعمال العديد من المصورين فلن ترسخ في أذهاننا صورة لن ننساها , وهو ما لا أرغب به ولا أسعى إليه , لأن الصورة مسؤولية وهي لغة العصر منذ الأزل وهي اختزال بصري دال لا يمكن الاستخفاف به أو التعامل معه بسطحية مقيتة .

إذاً يلزمنا جميعاً أن نعيد النظر بنتائج أعمالنا قبل طرحها للمشاهدة وإلا فلن يكون لها ولنا أي أثر يذكر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9- دور وعلاقة التصوير بالإعلام المكتوب والإلكتروني ..في زحمة التقنية الحديثة..

– ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 9 – دور التصوير بالإعلام الإلكتروني .

جواب 9 – قديماً كانت الصورة محصورة بأشخاص معينين يعملون على مشروع بصري يحاولون إخراجه بأرقى الطرق التعبيرية .

أما الآن فإننا نحيا بزمن أضحت فيه الصورة متاحة للجميع , وذلك يطرح إشكالية هامة هي مكان وقوع الصورة في إدراك المتلقي .

هذا الزمن يتسم بتزوير وتحريف وإضافة بحيث أصبحت الصورة مستخدمة في العديد من المجالات وتقع في الإدراك موقعاُ إشكالياً أصلاً .

إن الفهم الحقيقي للصورة يقتضي احترام الموضوع والأشخاص وتاريخ هذا الفن , المصور الحقيقي حالياً يعيش عالماً أصبح فيه غريباً بقدر كبير , زمن أصبحت فيه الملكية الفكرية مشوهة وإمكانية سرقة الصورة واستخدامها هو أكبر التحديات لهذا الفن , في حين نجد أن الصورة العرضية والسريعة صارت هي السائدة بغض النظر عن المعايير الفنية .

لذلك يجب على القائمين على هذا الفن الانتباه والحذر الشديد من سوء استخدام الصورة لأنها مسؤولية قبل أن تكون ميزة لهم , ومع أن الصورة في هذا العصر قدمت الكثير من الحلول البصرية, إلا أنها تعتبر سلاح ذو حدين إذا لم تقدم ضمن أطر تليق بهذا الفن .

وبكلمة واحدة , يجب علينا في هذا الزحام المرعب أن نكون أكثر حذراً وأكثر دقة عند تعاطينا مع أي موضوع , وكذلك في طريقة قبولنا لأي صورة , لأن الصورة ليست أبداً تعبيراً كاملاً عن الواقع وإنما هي جزء بسيط منه بما تحمله من إشكالات وإشكاليات من النواحي التعبيرية والفنية والجمالية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– 10- هناك نهضة فوتوغرافية وريادة في دول الخليج العربي ..فلماذا تعزو ذلك ..للوعي الجماهيري ..للظروف المادية المتطورة..للوعي بأهمية الصورة ..للنشاط البشري أوالإهتمام الحكومي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال 10 –نهضة الفوتوغراف في الخليج , هل هو للوعي الجماهيري , أم الظروف المادية المتطورة , النشاط البشري , الاهتمام الحكومي …

جواب 10 – إن هذه النهضة أو الفورة الكبيرة لا تنحصر بسبب واحد وإنما هي جملة الأسباب مجتمعة .

لنكن صريحين , إن الرخاء والرفاهية في مجتمعات الخليج تلعب الدور الأكبر الذي نراه , إضافة إلى الدعم الرسمي لها الذي أعطاها هذا البعد , وإلا فلماذا لم نراها سابقاً ؟

وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن تطور أي فن محكوم بعوامل مادية تؤدي إلى خلق ظروف مساعدة على إنتاج العديد من الحالات , وقد لعب التصوير الرقمي وإمكانية الحذف والإلغاء دوراً في أخذ آلاف اللقطات , إلا أن ذلك لا يعني إعلان ولادة فنان أو فنانين حقيقيين لأن سيطرة الفنان على الأداة يوجب عليه مسؤولية التعامل اللائق مع المواضيع المعالجة وليس مجرد تسجيل العديد من الصور , لأنه يعرف كيف يأخذ اللقطة التي يريدها ولو من صورة واحدة .

لقد طرح التصوير الرقمي كما أسلفنا إشكاليات على صعيد طريقة التعاطي وكذلك على طريقة التعامل مع الفن الفوتوغرافي وغدا إشكالياً في فهم عناصر الإبداع , وغدا عالماً تداخلت فيه المعايير وأضحت الخطوط الفاصلة بين الفن وأشباهه غائمة جداً .

لذلك لا بد من وضع معايير لائقة لإنصاف الفن الفوتوغرافي وتكريسه فناً حقيقياً وإفرازه عن الكثير من أشباهه أولاً , ووضع معايير لائقة لإنصاف الفنان الفوتوغرافي الحقيقي ضمن شروط ومعايير منصفة ولائقة , كل ذلك يساهم في تطور الذائقة البصرية للمجتمعات , وبالتالي يساهم في تطوير اللغة البصرية في التعاطي مع الواقع , وللحقيقة يمكن أن يكتب في هذا الموضوع عشرات الصفحات إن لم نقل المئات منها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

– 11- كثرت الجوائز العربية والمسابقات في المغرب والمشرق ولعل أكثرها إنتشاراً جائزة الشارقة وجائزة حمدان للتصوير (( هبا )) ..وغيرهما ..فعلى ماذا يدل هذا التطور برأيكم…

سؤال 11 – كثرت الجوائز العربية للتصوير , فعلى ماذا يدل هذا التطور ؟

جواب 11 – بصراحة كثرة الجوائز لا يمكن أن يكون دليل صحة ولا قرينة على التطور إذا لم تقترن ببعد حقيقي ولجان تحكيم موضوعية تعطي الجوائز لمستحقيها , لأنني ألاحظ حتى في معارض التصوير العالمية أن عدد من الفائزين لا يملكون اسماً أو تاريخاً يؤهلهم لنيل هذه الجوائز , لكنها تعطى بناءً على اعتبارات ومعايير لا تنتمي للواقع أو بناءً على عوامل أثرت بشكل أو بآخر على نتائج المسابقة عموماً , ولست أقصد هنا مسابقات الخليج العربي تحديداً وإنما بشكل عام وعلى مستوى العالم بأسره , وذلك شيء طبيعي في عالم غدا فيه المال هو الحاكم لكل المسائل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

-تابعونا في الجزء الثاني من اللقاء
مجلة فن التصوير الضوئي :
تتمة لقاء المصور الضوئي السوري (( Antoun Mezzawi )) ..فنان يعشق الأبيض والأسود ..وعمل في إدارة نادي فن التصوير الضوئي .. – 2-

تتمة لقاء المصور الضوئي السوري (( Antoun Mezzawi – أنطون مزاوي )) ..فنان يعشق الأبيض والأسود ..وعمل في إدارة نادي فن التصوير الضوئي .. – 2-

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.