في ذكرى رحيل الفنان نضال سيجري

سمارة نعمان

رحل ابن اللاذقية الفنان نضال سيجري باكراً وترك وراءه تاريخاً فنياً خالداً، كان ابن المسرح وسيّده في آنٍ معاً،

شارك في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية خلال مسيرته الفنية التي تزيد عن عشرين عاماً من العطاء، اتصف الفنان الراحل بالبساطة والعفوية وقربه من الناس جميعاً صغاراً وكباراً، لِما يتمتع من روح خفيفة الظل، كان في جميع الأدوار التي قام بتأديتها إبداع منقطع النظير، نذكر من أعماله: « البحر أيوب ، بقعة ضوء، الواهمون، غزلان في غابة الذئاب، سيرة آل الجلالي، الزير سالم، شوهالحكي، شوية وقت، نور العيون، تحاريف، سندريللا، أصوات الأعماق ، زهرة الرمان».‏

ويُعد الفنان الراحل من أبرز النجوم السوريين وأكثرهم موهبه، لذا لقبّه محبيه وبعض النقاد «شارلي شابلن العرب» عن دوره في مسلسل «ضيعة ضايعة» في دور « أسعد خرشوف» الذي تألق ولمع في تجسيد تلك الشخصية الكوميدية، لم يستسلم للمرض فقد كافح وناضل من أجل الحياة والبقاء لآخر لحظة ولم يتوقف عن العمل فقد قام بأداء دوراً صامتاً بعد خضوعه لعمل جراحي تمّ فيها استئصال حنجرته وهو دور «نعمان» في مسلسل الخربة فكان دوره مؤثراً لما يحمل من أهمية في التمثيل الإيمائي ولغة الجسد التي نراها عند القلائل جداً من الممثلين فقد أتقن دوره من خلال الإشارات والتواصل البصري. توفّي الفنان الكبير وفي قلبه حزنٌ على بلاده سورية وما آلت إليه في آخر سنين حياته. كان همّه أن تعود الألفة والمودة إلى أبناء بلاده وأن تعود سورية كما كانت عليه من ازدهارٍ وحضارة وتقدّم. وقبل دخوله في غيبوبته بأيام كتب عبارته الأخيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي « وطني مجروح.. وأنا أنزف، خانتني حنجرتي… فاقتلعتها، أرجوكم، لا تخونوا وطنكم»‏

نضال سيجري الراحل الباقي لن ننسى إبداعاتك وستبقى حيّاً في قلوبنا وخالداً في أعمالك ولروحك السلام.‏

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.