المصور ( جورج لطفي الخوري ) عين السينما السورية في ذكرى أربعينه
مدير التصوير والإضاءة الأشهر في تاريخ السينما والدراما السورية الفنان جورج لطفي الخوري

في ذكرى أربعينه.. جورج لطفي الخوري عين السينما السورية
دمشق – سانا 
أقامت مؤسسة السينما أمس احتفالاً تكريمياً في الذكرى الأربعين لرحيل مدير التصوير والإضاءة الأشهر في تاريخ السينما والدراما السورية الفنان جورج لطفي الخوري وذلك في سينما الكندي بدمشق وبحضور عدد من المخرجين والسينمائيين والفنيين والإعلاميين. 
وقدم عازف الكمان هادي بقدونس في افتتاح الحفل معزوفة عربون وفاء وعرفان لصديقه الراحل في حين تحدث المدير العام لمؤسسة السينما محمد الأحمد عن ذكرياته مع الخوري وقال: كنت أشعر بمودته ومحبته وحرصه على عمله رغم أنه غير متطلب ويمتاز عن أي مدير تصوير آخر بأنه يضع روحه ونبضه في المشهد الذي يصوره وهذا ما يستشعره الجمهور بسهولة. بدوره فيصل عبد المجيد رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين أشاد بالراحل الذي قدم الكثير على امتداد عقود من الزمن للسينما والتلفزيون وشكل جزءاً من ذاكرة سينمائية متفردة ستعيش معنا كثيراً لافتاً إلى أن الخوري اهتم بالضوء واللون والظل وكان عصياً عليه إلا أن يصنع الجمال الذي يمكن تلمسه عبر آلاف الصور الفوتوغرافية ومئات المشاهد السينمائية والتلفزيونية. 

أما كلمة أصدقاء الراحل فقدمها المخرج ريمون بطرس الذي قال فيها معلقاً على رحيل رفيق دربه: إن التعاون الفني بيني وبين الخوري استمر لسنوات طويلة ابتداءً من عام 1989 بفيلم الطحالب ليتطور عام 1996 بفيلم الترحال وفيلم حسيبة عام 2007 فيما كنت أتمنى أن أحقق أمنيتي بالتعاون معه في فيلمي الروائي الرابع لصالح المؤسسة العامة للسينما لكن القدر لم يمهل الخوري الذي أعتبره بمثابة عين السينما السورية والتي تدين له الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية كمدير للتصوير وعاشق لعدسة الكاميرا لا يضاهيه عاشق في حبه وإخلاصه لعمله وكرم أخلاقه في تفانيه التام ليخرج العمل الذي يصوره بأبهى حلله البصرية وأتم تكويناته الجمالية والفنية. 
وأوضح صاحب فيلم (الترحال) أن السينما كانت بالنسبة لجورج لطفي الخوري ليست مهنةً بقدر ما كانت عشقاً شخصياً فالخوري كان يحتضن الكاميرا وكأنها جزءاً من قلبه ومن روحه فلم تكن الصورة محض كادر بل كانت للخوري عالمه الذي عاش فيه وأحبه أيما حب فهو من حرص دائماً على أن ينقل خفقان قلبه إلى عدسة الكاميرا ليترجمها صوراً عامرةً بالجمال والروعة عبر حساسية العاشق المتفاني. 
وأضاف بطرس أن الكاميرا كانت حبيبته التي وفق بينها وبين عشيقاته عدسات الكاميرا السينمائية على اختلاف أنواعها وهذا ما انعكس على التزامه المنقطع النظير بالعمل حيث عملنا سوية في فيلم (الطحالب) بروح المسؤولية العالية التي تجلت في كلمة كان يرددها على الدوام في مواقع التصوير: “هذا فيلمي.. هذا فيلمي أنا” فلم يكن تقنياً وحسب بل كان فناناً عالياً في تعاونه وإيمانه بدور السينما وقوة الصورة في مواجهة البشاعة سواء في الفن أم الحياة على حد سواء. 
وقال صاحب فيلم (حسيبة) إن الخوري هو من بين القلائل من رواد السينما السورية كرشيد جلال ونزيه الشهبندر وإسماعيل أنزور الذي استطاع أن يحقق ما لم يحققه ابناء جيله فأخرج وكتب وصور العشرات من الأفلام السورية التي ترك بصمته عليها كعين سينمائية استطاعت أن تكرس اسلوبيتها اللافتة كطريق لجيل بكامله تأثر بالخوري وتعلم منه وحاكاه في أناقته الإبداعية حيث كان الخوري يستقي بنيته البصرية من الحالة الدرامية للمشهد. 
كما قدمت مؤسسة السينما فيلما حمل عنوان (جورج لطفي الخوري) من سيناريو مديرها العام محمد الأحمد وإخراج نضال قوشحة تناول لمحات من إبداع الراحل بعد تاريخ طويل من الجهد والعمل الجدي والإبداع ورصيد من الأفلام والمسلسلات تخللته لقاءات معه بث فيها حبه للكاميرا إضافة إلى حوارات مع بعض أصدقائه الذين قدموا شهادات فيه كإنسان وفنان. 
يعتبر هذا الفنان الكبير من رواد الفن السينمائي الذين دأبوا منذ تأسيس المؤسسة العامة للسينما ستينيات القرن الفائت على تقديم أهم التجارب للشاشة الكبيرة ليكون الخوري في طاقم أول فيلم وثائقي من إنتاج المؤسسة وأول فيلم روائي طويل سوري هو(سائق الشاحنة). 
والخوري من الفنانين السوريين القلائل الذين ارتقوا بالصورة السينمائية السورية نحو آفاق تشكيلية وجماليات لونية وضوئية بعيداً عن اسلوبية السينما التجارية العربية منها والمحلية حيث تمكن هذا الفنان من إبداع تكوينات بصرية عالية الشعرية في أفلام القطاع العام والخاص مراهناً على شاعرية الكادر وحساسيته البصرية تجاه توزيع الضوء والظلال على مساحة اللقطة أو المشهد فكان بحق شيخ الكار كما يطلق عليه أصدقاؤه السينمائيون لما عرفوه منه عن كثب من جدية فائقة في رسم المشهد وتلوينه بالضوء وتخليصه من عناصره التزيينية نحو إشراقات جديدة في عالم الصورة السينمائية. 
ولم يتوقف إبداع الفنان الراحل عند التصوير وإدارة التصوير والإضاءة ففي رصيده كمخرج اثنان من الأفلام الروائية الطويلة من بينهما أحد أكثر الأفلام السينمائية السورية المثيرة للجدل (أموت مرتين وأحبك) أما الفيلم الثاني فيحمل عنوان (الصحفية الحسناء) و عمل فيهما على تكوين بنية بصرية مغايرة للسائد حينها في سينما القطاع الخاص مبحراً نحو لغة سينمائية تعدت البناء التقليدي للكادر حيث حصد (أموت مرتين وأحبك) أعلى إيرادات فيلم سينمائي في سورية في كل من صالات دمشق وحلب. 
كما كتب الخوري للسينما فيلم (القادمون من الأعماق) وعمل في أفلام (اليازرلي) إخراج قيس الزبيدي 1974 (حبيبتي) إخراج هنري بركات 1974 (الخاطئون) إخراج سيف الدين شوكت 1975 (الأبطال يولدون مرتين) إخراج صلاح دهني 1977(عشاق على الطريق) إخراج فيصل الياسري 1977 (عائد إلى حيفا) إخراج قاسم حول 1979 إضافة إلى (الشمس في يوم غائم) إخراج محمد شاهين 1985 وفيلم (صعود المطر) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد 1995 و(النهر) إخراج كريستين دبغي 1993 و(الترحال) إخراج ريمون بطرس 1996 و(حراس الصمت) إخراج سمير ذكرى 2010 . 
وأخرج الخوري للسينما العديد من الأفلام القصيرة كفيلمي (مؤتمر القمة) 1971 ولؤلؤة على المتوسط عام 1995 أما في مجال التصوير التلفزيوني فقد أنجز عددا من المسلسلات التلفزيونية من أبرزها (شجرة النارنج) إخراج سليم صبري 1985 (الخريف) إخراج باسل الخطيب 1994 و(القلاع) إخراج مأمون البني 1997 و(الجمل) إخراج خلدون المالح 1999 إضافةً إلى مسلسلات :(القادم الغريب) إخراج خالد الطخيم 2003 (الظاهر بيبرس) إخراج محمد عزيزية 2005 (على طول الأيام) إخراج حاتم علي 2006 (الانتظار) إخراج الليث حجو2006 (عصر الجنون) إخراج مروان بركات 2008 (كيلوباترا) إخراج وائل رمضان 2010. 
كما أقام الفنان الراحل خلال مسيرته الطويلة العديد من المعارض المختصة في مجال التصوير الضوئي وحصد العديد من الجوائز المحلية العربية والدولية التي جعلت من اسمه علامة فارقة في مجال اللوحة الضوئية بأبعاد تشكيلية بحتة حيث كان الخوري بحق شاعر الصورة وكاهنها الذي فرق على الدوام بين أنواع فنية عدة عمل في مجالها لكنه ظل مصراً على القيمة الجمالية وأبعادها كعين فريدة في تحديد زوايا الكاميرا وقدرتها الباهرة على خلق مناخات جديدة دون أن يتنازل عن شروطه الفنية سواء في السينما والتلفزيون أو الفوتوغراف. 
يذكر أن الفنان الراحل جورج لطفي الخوري من مواليد دمشق 1939 وهو شقيق الفنانة نادين (نادية لطفي الخوري) درس التصوير السينمائي على يد اختصاصيين يوغسلافيين بين عامي 1960 و1965 ثم سافر إلى كل من بلغاريا ويوغسلافيا لإجراء دورات اطلاعية فكان أول إنتاجات المؤسسة العامة للسينما في العام 1965 فيلم (سائق الشاحنة) الذي كان من تصويره بإدارة المخرج بوشكوفوتشينتش. 
بديع صنيج
ولد جورج لطفي الخوري في دمشق 1939 ، درس التصوير السينمائي على يد اختصاصيين يوغوسلاف بين عامي 1960 و1965 ، كتب للسينما فيلم (القادمون من الأعماق) وعمل في أفلام (اليازرلي) إخراج قيس الزبيدي 1974 .(حبيبتي) إخراج هنري بركات 1974 (الخاطئون)إخراج سيف الدين شوكت 1975 (الأبطال يولدون مرتين) إخراج صلاح دهني 1977(عشاق على الطريق) إخراج فيصل الياسري 1977 (عائد إلى حيفا) إخراج قاسم حول 1979 إضافةً إلى ( الشمس في يوم غائم) إخراج محمد شاهين 1985 وفيلم (صعود المطر) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد 1995 و(النهر) إخراج كريستين دبغي 1993 و(الترحال) إخراج ريمون بطرس 1996 و(حراس الصمت) إخراج سمير ذكرى 2010.انجازات

أنجز جورج لطفي الخوري عددا من المسلسلات التلفزيونية من أبرزها (شجرة النارنج) إخراج سليم صبري 1985 (الخريف) إخراج باسل الخطيب 1994 و(القلاع) إخراج مأمون البني 1997 و(الجمل) إخراج خلدون المالح 1999 إضافةً إلى مسلسلات ..(القادم الغريب) إخراج خالد الطخيم 2003 (الظاهر بيبرس) إخراج محمد عزيزية 2005 (على طول الأيام) إخراج حاتم علي 2006 .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.