الإضاءة

هناك نوعان أساسيّان من الإضاءة في عمليات التصوير الضوئي، وهما: الضوء الطبيعي والضوء الصناعي. فالضوء الطبيعي الذي قد يطلق عليه أيضًا الإضاءة المتاحة أو الإضاءة القائمة موجود في مواقع خارجية وداخلية وتأتي هذه الإضاءة في الأغلب من الشمس، وفي بعض الأحيان من المصباح الكهربائي. أما الإضاءة الصناعية للتصوير الضوئي، فتتولد من أنواع مختلفة من وسائل الإضاءة كمصباح الضوء الخاطف أو أجهزة الضوء الخاطف (الفلاش) الإلكترونية.ولكل من الإضاءة الطبيعية أو الصناعية خصائصها المعينة التي تؤثر بشدة على نوعية الصورة، وتشمل هذه الخصائص الآتي: 1- الكثافة 2- اللون 3- الاتجاه

الإضاءة الخارجية
الشمس هي المصدر الرئيسي للضوء في أغلب الصور المسجلة في الخارج. فعندما يكون المنظر مواجهًا للشمس يضاء الوجه بوضوح، ولكنه قد يدفع من نصوره إلى إغماض عينيه قليلا. ويشكل ضوء الشمس ظلالاً على الجانب الآخر عندما يسقط على أحد جوانب المنظر. هذه الظلال يمكن غمرها بالضوء باستخدام مصباح الوميض (الفلاش) أو أي مصدر ضوئي آخر.

ضوء الشمس من الأمام

ضوء الشمس من الجانب

العمل بضوء مصباح الوميض (الفلاش)

الكثافة

هي كمية التألُّق الضوئي، ويقيسها المصورون لتحديد النسبة الضوئية للمنظر، أي الفرق بين كثافة أكثر المناطق ضياءً وأقلها. ففي الأيام المشمسة أو في حجرة إضاءتها ساطعة يكون احتمال ارتفاع النسبة الضوئية واردًا. أما في الجو الغائم أو في الداخل، فيرجح أن تكون النسبة الضوئية منخفضة.

والنسبة الضوئية تؤثَّر على درجة التباين في الصورة. فتولِّد النسبة العالية خيالاً حاد التفاصيل مع ألوان فاتحة وداكنة، أما المنخفضة فإنها توجد خيالاً ناعمًا وله مدى واسع من الألوان المتوسطة. وتزيد نسبة الإضاءة العالية الشعور بالإثارة المسرحية أو التوتر عند مُشاهِد الصورة، أما النسبة المنخفضة فتناسب التصوير الشخصي المقرِّب للأفراد، وأيضًا المناظر الساكنة لتظهر على طبيعتها.

وتُستخدم أغلب نسب الإضاءة عند التصوير بالفيلم الأسود والأبيض، أما مع الفيلم الملون فقد تسبب النسبة العالية ظهور بعض الألوان زاهية أو داكنة بعمق.

اللون

تضفي الأشعة الضوئية على الصورة صبغات لونية مختلفة طبقًا لنوعية المصدر الضوئي، وهذه الصبغات لاتظهر للعين البشرية أثناء التصوير. فمثلا تصبغ المصابيح المنزلية الصورة بلون ضارب إلى الحمرة، بينما تضيف إليها أشعة الفلورسنت مسحة زرقاء مخضرة. ويتغير لون الأشعة الشمسية على مدار اليوم، فيكون أزرق في الصباح، وأبيض ظُهرًا، ومحمرًا بلون الورد قبل الغروب مباشرة.

وهذا التغيير في اللون يترك أثرًا ضعيفًا عند التصوير بالفيلم الأسود والأبيض ولكنه يولد تأثيرات مختلفة ولمدى كبير على الصورة الملونة. ولكي نسيطر على هذه التأثيرات نستخدم مرشِّحات تركب أمام العدسة أو فيلمًا ملونًا خاصًا مصممًا للتصوير مع نوع محدد من الإضاءة في الداخل أو الخارج.

الإضاءة الداخلية

الاتجاه

يشير الاتجاه إلى الجهة التي يسقط منها الضوء على المنظر. فالضوء قد يسقط على المنظر من الأمام أو الخلف أو الجانب أو من أعلى، أو قد يغطي المنظر من جميع الجهات في الوقت نفسه. واتجاه سقوط الأشعة الضوئية يؤثِّر بشكل كبير على كيفية ظهور المنظر في الصورة.

الإضاءة الأمامية تنبعث من مصدر قريب من آلة التصوير أو خلفها، وهذا النوع من الإضاءة يعرض تفاصيل واضحة، ولكن يجب تجنب هذا الاتجاه الضوئي عند تصوير الأشخاص؛ لأنه يضطرهم للتحديق بعينين نصف مغلقتين بالإضافة إلى أنه يُسقِط ظلالاً تحت قسمات الوجه.

الإضاءة الخلفية. يصدر الضوء من خلف المنظر ليغمره بالظلال فنحتاج في هذه الحالة لضوء إضافي إلكتروني أو مصباح وميض من أمام المنظر لإظهار تفاصيله. وتُسمَّى هذه الإضافة الضوئية وميض الملء. وعندما يكون المصدر الضوئي الخلفي في أقصى درجات سطوعه، فإن صورة المنظر قد تعرض الحدود الخارجية له فقط. وتُستخدم الإضاءة الخلفية بهذا الأسلوب لإيجاد صورة ظليِّة.

الإضاءة الجانبية. تسطع هذه الإضاءة على أحد جوانب المنظر، بينما يمتلئ الجانب البعيد عن المصدر الضوئي بالظلال التي يمكن إزاحتها بضوء الملء، والإضاءة الجانبية هذه لاتبين تفاصيل السطح بوضوح كما تفعل الإضاءة الأمامية، ولكنها تُوجِد شعورًا قويًا بالعمق والشكل.

الإضاءة العلوية تأتي من مصدر فوق المنظر مباشرة، وتُستخدم بكثرة لتجنب اتجاهات الإضاءة الأخرى التي قد تسبب وهجًا أو انعكاسات ضوئية تفسد اللقطة، كما هو الحال عند تصوير أسماك الزينة من خارج الأحواض الزجاجية أو المعروضات داخل المعارض الزجاجية، لأنه مطلوب في مثل هذه الأوضاع ألا تنعكس الإضاءة على الأسطح الزجاجية، وهذا ما تحققه الإضاءة العلوية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.