تعد واحة سيوة، واحدة من أهم الواحات المصرية بل أجملها على الإطلاق، وتقبع في قلب الصحراء الغربية.

ويحوط الواحة، أشجار النخيل والزيتون التي تشتهر بزراعتهما الواحة الفريدة وتنتشر عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للمصور الرومانية القديمة في قراها “مشندت والمراقى وبهي الدين وأبو شروف وأم الصغير”، لتكون لوحة فنية رائعة في قلب الصحراء الغربية.

ويعتبر موقعها النائي وعادات أهلها وتقاليدها المختلفة عن عادات سكان باقي المحافظات ولغتهم الخاصة زاد من اجتذاب السياح الذين يفدون إليها من كل أنحاء العالم.

أثار الواحة الفريدة

من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز الدميري مدير منطقة أثار مطروح، إن سيوة تعتبر من أهم المناطق السياحية حيث يوجد بها معبد آمون أحد أشهر عرافي العالم القديم وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى ومعبد الوحي أو التكهنات.

وأضاف: “تُعتبر منطقة شالي أو سيوة القديمة من أهم المعالم السياحية والأثرية في الواحة حيث شيدها الأهالي في الجبل وبُنيت بطبقة الكرشيف وهي المونة الممزوجة بالملح والطين، ويقبل عليها السياح من كل أنحاء العالم لزيارة تلك المناطق الأثرية والتي تعتبر من أهم معالم سيوة”.

السياحة العلاجية.. الدجاجة التي تبيض ذهبًا

تشتهر واحة سيوة برمال جبل الدكرور الساخنة حيث يزيد بها حمامات الدفن في الرمال والتي يأتي إليها السياح العرب والأجانب للاستشفاء من أمراض الروماتيزم والروماتوبد والتهاب المفاصل، وتبدأ موسم السياحة العلاجية منتصف يونيو من كل عام وحتى منتصف سبتمبر، حتى ترتفع درجة الحرارة ويتمكن المريض من الدفن لمدة أربعة أيام متتالية مقسمة من 20 إلى 30 دقيقة يوميًا.

ويُمكن استغلال فكرة الدفن في الرمال بجبل الدكرور الشهير للترويج للسياحة العلاجية والتي تعتبر الدجاجة التي تبيض ذهبًا والتي تمثل جزءا هاما في تنشيط السياحة الوافدة لمصر، كما يوجد بئر كيفارا بقرية أم الصغير، والذي تتدفق منه المياه من باطن الأرض وتصل درجة حرارة المياه إلى 67 درجة ويمكن استغلاله للاستشفاء.

الصرف الزراعي يهدد الواحة بالفناء

يقول عبد الرحمن بكرين من أهالي سيوة، إن مشكلة الصرف الزراعي هي أهم مشاكل الواحة وترجع أسباب المشكلة إلى وجود آبار رومانية قديمة كانت تستخدم في الزراعة ومع زيادة التوسع في الرقعة الزراعية تم إنشاء العديد من الآبار السطحية لري الزراعات، وحيث أن الواحة تقع في مكان منخفض أدى ذلك إلى زيادة كمية المياه وتجميعها في بحيرات.

محافظ مطروح: خبراء كوريون لوضع حلول فورية

وأكد اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا لمنطقة الساحل الشمالي وواحة سيوة خلال الفترة الماضية.

وتابع: “قمت بزيارة كوريا الجنوبية برفقة وزير التنمية المحلية السابق اللواء عادل لبيب للإطلاع على أحدث أنظمة المعالجة والاستفادة من الخبرة الكورية في هذا المجال وبالفعل نجحنا في التعاقد مع كبرى الشركات الكورية والمتخصصة في مجال معالجة الصرف، وبدأت الشركة الكورية التي زارت الواحة مؤخرا في إعداد الدراسات اللازمة لإيجاد حلول فورية لمشكلة الصرف الزراعي خلال 3 أشهر”.

وأضاف المحافظ أن الشركة الكورية ستنشئ 3 محطات لمعالجة الصرف الصحي أحداهما بواحة سيوة والأخريين بمدينتي العلمين ومرسى مطروح، مشيرا إلى التعاقد خلال المؤتمر الاقتصادي الذي تم عقده بمطروح فى أكتوبر الماضي على إنشاء منتجع سياحي استشفائي عالمي للاستفادة من المقومات الطبيعية وكنوز واحة سيوة الفريدة.

ولفت إلى أن وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي صدق على تشغيل جزء من مطار واحة سيوة كمطار مدني خلال العام الحالي، بهدف جذب العديد من الاستثمارات خلال الفترة القادمة.

بحيرات سيوة مناجم الملح الطبيعي

تعتبر واحة سيوة واحة الأساطير فبعد عيون المياة المتدفقة من باطن الأرض والتي يصل عددها إلى أكثر من 200 عين، ورمالها الساخنة التي تشفي بعض الأمراض، مازالت الواحة تبح بسر جديد من أسرارها حيث تحولت البحيرات الموجودة فيها مؤخرا إلى أراضي ملحية بعد أن أصيبت الأراضىى بسبب مياه الصرف الزراعي فأصبحت بحيرات للملح والذي يعتبر من أجود أنواع الملح الطبيعي، الذي يتهافت عليه الدول الأوروبية نظرا لاستخدامه في العديد من الصناعات واستخدامه في إذابة الجليد في ممرات الطائرات بالمطارات.

من جانبه، يقول عبدالسلام عمرات من أهالي الواحة إن هناك 4 بحيرات رئيسية في سيوة، هي بحيرة الزيتون وهو مصرف زراعي قديم شرق سيوة وتبلغ مساحته 5760 فدانا ويبدأ من حطية الزيتون الأثرية، وبحيرة اغورمي شمال شرق الواحة وتبلغ مساحتها 960 فدانا، وبحيرة سيوة والتي تقع غرب مدينة شالي القديمة ومساحتها 3600 فدان، وبحيرة المراقي غرب الواحة تبلغ مساحتها700 فدان.

وأضاف أن مساحة البحيرات تزداد وتنحسر حسب كمية المياه الواردة لها من المصارف، كما أن هناك 7 بحيرات أخرى غنية بالملح بمساحة إجمالية تقدر بحوالى 55 ألف فدان، وتُقدر كمية الملح الموجود بها حوالي 60 مليون طن جاهزة للاستخراج وهي ثروة متجددة حسب تقديرات لجنة علمية من هيئة المساحة الجيولوجية والهيئة العامة للثروة المعدنية وتقدر قيمة العائد من استخراج الملح ما يقرب من 90 مليار جنيه.

أكبر مصنع للصناعات الحرفية والبيئية

يوجد بواحة سيوة أكبر مصنع للصناعات البيئية بعد أن اعتمدت وزارة التعاون الدولي مبلغ 42 مليون جنيه لإنشائه على مرحلتين، يضم ثلاجة لحفظ التمور وبه خطوط لإنتاج عسل البلح كما يوجد بالمصنع جزء للمنتجات البيئية واليدوية مثل السجاد اليدوي ومجموعات التحف التي يتم صناعاتها بالخامات البيئية كجريد النخيل.