كتبت – يسرا سلامة:
كيف تبدو الأماكن التي جرت فيها أحداث الثورة إذا مر عليها بعض الوقت؟، ذلك التساؤل كان يدور في ذهن المصور الصحفي الحر محمود خالد، أجاب عليه من خلال إحدى عشر صورة، التقطها لأماكن شهدت أحداث ثورة يناير، ثم عاد مرة أخرى بعد قرابة السبعة أشهر ليعيد تصوير المكان ذاته.
الألبوم الذي أعطاه المصور اسم “الثورة مستمرة” لم تكن فكرته جديدة، مضيفا لـ”مصراوي” إن الفكرة تكررت من مصورين أجانب وبمدة أكبر من عدة أشهر، لتصل إلى 100 سنة لدى بعض المصوريين، لصور التقطها آخرون، التقط المصور أحداث للثورة في منطقة وسط البلد وأيضا ميدان التحرير، كأكثر مناطق شهدت زخم ثورة يناير، وألتقط صورا فيما بعد لتلك الأماكن وهى في حالتها الطبيعية، بعيدا عن الثورة.
حالة من الحنين للميدان كانت رد فعل المتابعين للمصور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويتذكر المتابعين تلك الصور وأحداثها وزخمها، فعلى الرغم من أن الصور تم نشرها في 2012 العام التالي للثورة، إلا أن التعليقات والاعجاب بالفكرة يأتي للمصور عقب كل ذكرى لثورة يناير، ويضيف المصور أن الكثير أعجبوا بالفكرة وأعطتهم تذكرة وحنين لأحداث الثورة.
شاركت الصور في معرض جماعي كان يضم مجموعة من المصورين في جريدة الشروق، والتي كان محمود مصورا بها في هذا التوقيت، المعرض يتناول شكل المدينة بعدما تغيرت بفعل الثورة، وتغيرت بعد هيئة الشوارع مثلما ظهرت الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة في عدد من شوارع وسط البلد.
ذلك الربط بين الماضي والحاضر، على قصر المدة، أعطى زخما للصور، ووفقا لمحمود هو الي أعطى الصور قوة، يرى أن الأيام التي حدثت بها الثورة صعب نسيانها مهما اختلفت المواقف حول ثورة 25 يناير، يقول “كانت أفضل أيام حصلت، ولما الناس بتشوف الصور بيترحموا عليها، الثورة مش مجرد مظاهرة عدت”.
لا يرى المصور الحر جدوى في إعادة تصوير نفس تلك الأماكن الذي التقطها بعدسته مرة أخرى الآن، بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة، لم تختلف تلك الأماكن عما كانت عليه في المرة الثانية، بجانب الخطر الذي بات محدقا في حالة تصوير تلك الأماكن، وسط تشديد أمني.
أكثر تلك الصور في ألبوم “الثورة مستمرة” تأثيرا في مصورها هى صورة التقطها لأحد المواطنيين يتعرض للضرب أثناء الثورة، وفي الصورة الثانية المكان خالي ومكتوب على الحائط “لا للطوارئ”، التي كانت تسير في ذلك الوقت.
