• جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي توائم بين دعم الهوية والتطلع إلى المشاركة العالمية. تصوير: تشاندرا بالان
  • جائزة «حمدان بن محمد للتصوير الضوئي» تجسد جمالـيات دبي.. ومجموع جوائزها مليون درهم

    مصوّرون يتعقبون جــماليات الأرض

    المصدر: محمد عبدالمقصود – دبي

كشف مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن برامج وآليات الدورة الأولى من الجائزة التي جاء الإعلان عن إطلاقها بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل أيام عدة، بناء على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وقال الأمين العام للجائزة علي خليفة بن ثالث، إن توجيهات سموه لإطلاق الجائزة التي تعد الأكبر من نوعها في ما يتعلق بقيمة مجموع جوائزها، البالغة مليون درهم، تأتي في سياق خدمة حزمة من الأهداف، بعضها يتعلق بنهج سموه الدائم الداعم لكل ما من شأنه أن يدعم الهوية الوطنية، عبر احتفاء عدسات الإماراتيين بجماليات وطنهم، فضلاً عن دعم الواقع الثقافي والفني، محلياً وإقليميا ودولياً، وإعلاء قيمة أساسية مرتبطة بعلاقة الإنسان بالأرض في ما يتعلق بتيمة المحور الأول للدورة الأولى.

وكشف بن ثالث أن الجائزة ستبدأ في تلقي مشاركات المصورين المحترفين والهواة اعتباراً من أول شهر مايو المقبل، وحتى نهاية ديسمبر، من أجل إتاحة فرص التقييم أمام لجنة تحكيم يترأسها الإماراتي عبداللطيف الشامسي، وتضم في عضويتها خبراء وأعلاماً عالميين في مجال التصوير الضوئي، بحيث يتم إعلان النتائج خلال شهر فبراير من العام المقبل.

عرس فني

 

قال أمين عام جائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، علي خليفة بن ثالث، إن سمو الشيخ حمدان بن محمد أعاد الأضواء لمن هم خلف الكاميرات يرسلون إبداعاتهم صوراً فنية من دون أن يتعرضون لدائرة ضوئها من خلال إطلاق الجائزة، مشيراً إلى أن الصورة الفنية أضحت تعادل 100 ألف كلمة، وليس فقط ،1000 فيما وصف زملاء عاملون في مهنة التصوير الصحافي الحدث بـ«العرس الفني»، متوقعين أن يثير مخيلة أصحاب اللمسات الساحرة في هذا المجال.

وقال رئيس قسم التصوير في جريدة البيان وليد قدورة، إن المشاركة ستتطلب جهداً استثنائياً من المصورين المحترفين والهواة، مشيراً بشكل خاص إلى حرفية تضمين الألوان الأربعة الرئيسة للصورة الضوئية ضمن شعار الجائزة، فيما أكد المصوران في مجلة الصدى، عاد العوادي وفايز منصور، أنهما سيبدآن فعلياً في استقراء أفكار لصور استثنائية تناسب محوري «حب الأرض» و«جماليات دبي» بشكل خاص.

من جانبه أكد رئيس لجنة التحكيم عبداللطيف الشامسي، أن إطلاق الجائزة في هذا التوقيت تحديداً جاء استباقاً لواقع تقني جديد من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد، ستكون الصورة وسيطاً يومياً لتناقل المعلومات، ليس لأغراض إعلامية وفنية فقط، بل ضمن نمط تقني واجتماعي لا يمكن الانسجام معه من دونها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي دعا إليه المكتب الإعلامي لسمو ولي عهد دبي في فندق جراند حياة بدبي أمس، وتحدث فيه بشكل رئيس، إلى جانب بن ثالث، عضو مجلس أمناء الجائزة مطر بن لاحج، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس الأمناء الذي يضم كلاً من مدير المكتب الإعلامي لمكتب سمو ولي عهد دبي ماجد البستكي، وسحر محمد واديب شعبان وهندي دالال.

وتتضمن الجائزة التي يترأس مجلس أمنائها وزير الثقافة والشباب وخدمة المجتمع عبدالرحمن العويس، ويشغل الأديب محمد المر منصب نائب رئيس مجلس الأمناء، محورين آخرين إلى جانب المحور الرئيس الذي تم تخصيصه لتتبع عدسات المصورين مشاهد تعكس خصوصية العلاقة بين الإنسان والأرض، وهو محور عام يستطيع المصور اختيار موضوع صوره، فيما تتمحور الفئة الثالثة من المشاركة حول دبي بتجلياتها المختلفة عبر عدسات المصورين، سواء في ما يتعلق بصور قديمة تم التقاطها في فترات زمنية سابقة، أو خلال فترة انعقاد الدورة، وفي الوقت الذي يتم فيه استقبال الصور من مختلف أنحاء العالم، فإن إفراد جوائز خاصة للمصورين الإماراتيين بغض النظر عن التصنيف في فئتي الهواة والمحترفين، يأتي في إطار السعي لاثراء الساحة المحلية بعدسات موهوبين جدد، فضلاً عن تشجيع أصحاب الخبرات الموجودين بالفعل على الساحة الإماراتية في هذا المجال.

وقال بن ثالث إن محور الأرض الذي يتضمن ست جوائز موزعة بالمناصفة بين المصورين من مختلف أنحاء العالم، والمصورين الإماراتيين تبلغ القيمة المادية لجائزة المركز الأول 150 ألف درهم، وهو عدد الجوائز نفسها الخاصة بالمحور العام، الذي سيوزع مناصفة ايضاً بين ثلاث جوائز للمصورين من مختلف انحاء العالم، ومثلها بالنسبة للمصورين الإماراتيين، في ما تقرر أن يقتصر المحور الخاص بدبي على جائزة وحيدة.

وتوقع بن ثالث أن يتوافر لدى مجلس أمناء الجائزة مع إنجاز دورتها الأولى قاعدة لأرشيف مهم من الصور طبقاً لكل فئة، لافتاً إلى أن «دبي التي هي محور عدسات المصورين من مختلف أنحاء العالم، لا تمتلك سوى نزر يسير مما تم التقاطه لكثير من جمالياتها بالفعل، فيما ستشجع الجائزة الجديدة على بعث تلك الصورة الكامنة، وتحفيز أصحاب المواهب المميزة أيضاً على التفاعل مع مفردات بيئتها، سواء الطبيعية أو الحضارية والعمرانية وغيرها».

وأشار بن ثالث إلى أن الجائزة سيصاحبها الكثير من الآليات والبرامج الهادفة إلى نشر الثقافة المهنية والتقنية لفن التصوير عالمياً ومحلياً، عبر تنسيق مع عدد من أعرق الجهات والأسماء العالمية في مجال التصوير الضوئي، فضلاً عن نشر ثقافة تذوق إبداعات الفنانين في هذا المجال، لاسيما أن كل دورة ستتوج بمعرض مهم، ومـوسوعة سـنوية تضم مبدئياً أفضل 500 مشاركة على مدار العام.

وتوقع الأمين العام للجائزة أن تكون المدارس والجامعات على اختلاف مقارها إحدى الارضيات التي يتم من خلالها التعريف بالجائزة على مستوى العالم، فضلاً عن وجود آليات للتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة لتحقيق أحد الأهداف الرئيسة للجائزة، وهي دعم قاعدة التماس الجماهيري مع فن التصوير الضوئي، سواء في ما يتعلق بالممارسة أو التذوق.

من جانبه، أشار عضو مجلس أمناء الجائزة مطر بن لاحج، إلى أن بيئة إمارة دبي خصوصاً تحفز ازدهار هذا الفن تحديداً سواء لجهة ثرائها الطبيعي أو تطورها العمراني المتجدد، فضلاً عن الحراك الفني والاجتماعي الذي يميزها، مؤكدا أن مجلس الأمناء لن يتدخل في سير أعمال أعضاء لجان التحكيم التي ستعمل بشفافية مطلقة، وفق معايير فنية محددة، على نحو يحقق أجواء منافسة إيجابية تصب في إطار خدمة أهداف إطلاقها.

ورفض بن لاحج الربط بين الجائزة ومجموع جوائزها، أو إسدال الستار على كل دورة من دوراتها بإعلان هوية أصحاب المراكز الأولى، مضيفاً «الأمر يتعلق بحراك ثقافي وفني جديد ذي بعد عالمي يراعي في السياق نفسه خصوصية الدولة»، متوقعاً أن تبقى «جائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي» علامة فارقة في حضور وحظوظ هذا الفن في ما يتعلق بموقعه بين الأجناس الفنية الأخرى على خريطة الفنون البصرية بصفة خاصة.

من جانبه، نفى ماجد البستكي أن يكون الكشف عن إطلاق الجائزة بمثابة مرحلة جديدة، يتقلص فيها اهتمام مكتب سمو ولي عهد دبي بفنون أخرى، وعلى رأسها فن الشعر، لمصلحة الانشغال بآليات الجائزة الجديدة، مضيفاً «تبقى علاقة الفنون جميعاً علاقة تكاملية، تسهم في نضوج المشهد الجمالي، سواء كانت الوسيلة في ذلك الكلمة الشعرية أو النثرية، وأيضاً المشهد البصري، وسواء كان ضوئياً أو لونياً تشكيلياً وغير ذلك»، متوقعاً أيضاً حالة تكامل بين الجائزة وما عداها، لاسيما أن المسابقة الجديدة تسعى إلى استيعاب إبداعات فناني التصوير الفوتوغرافي أنى وُجدوا، مع دعم خاص للمواهب المحلية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.