http://www.arb-photo.com/imgnews/

 

منتدى دبي للصورة 2    بقلم الفنان سعيد الشامسي

خاص لعرب فوتو
سعيد الشامسي – دبي

الحراك الثقافي الفني و الحوارات و المناقشات و الندوات تثري المعرفه و تنمي ثقافة الاطلاع على خبايا و جوانب الغير مرئيّة بالنسبة للهواة او المختصين و كذلك الحال بالنسبة لفن التصوير الضوئي.

منتدى دبي للصورة وضع منحى لم تتطرق اليه كثير من الفعاليات السابقة و الكثيره خلال السنوات الماضية و  القائمين عليه يعتبروا سباقين في توظيف هذا الحدث عملياً و معرفياً،
و سيكون له صدى قوي لو تم توثيقه و نشره ، تباعاً لمن لم يحالفه الحظ في الحضور المباشر. و انا من
هؤلاء الاشخاص الذين لم اتمكن من الحضور لأسباب شخصيه.
لكن من الملاحظ في عناوين حوار الندوة و كذلك استراق بعض الدقائق من النقل المباشر عبر Periscope ، تبين ان هناك مواضيع مهمه و تداخل اختصاصات و تضاربها حسب العناوين الرئيسة التالية:
.. معايير النقد و التحكيم العالمية و حقيقتها
.. مؤهلات الناقد و المحكم في المسابقات التصوير الضوئي
.. التحكيم المحايد و التحكيم المرتبط بمستوى المشاركات
.. دور التحكيم في القضاء على الممارسات الخاطئة
( المشاهد المعده مسبقاً و الممارسات ضد الطبيعة و الممارسات الغير اخلاقية …
لا توجد صلة بين الناقد الفني و بين المحكم . الناقد او النقد هو اختصاص اكاديمي بحت، لديه معرفه علميه و تخصصية في الفن البصري و تطور مراحله عبر التاريخ و المدارس التي اثرت على الفن و بالتالي لدينا ندرة في النقاد في الوطن العربي وهم محصورون ضمن النطاق الاكاديمي في الكليات و الجامعات المختصة بالفنون.
اما ما نراه و نسمعه عن “النقاد” شبه اليومي فهو مجرد اراء لناس لهم خبرة عبر السنين في مجالات مختصره على بعض الفنون و ليسوا نقاد حقيقةً.
اما التحكيم فهو اختصاص و خبرة اكتسبها الشخص عبر سنين من معرفة خبايا الصوره من حيث القوة و ندرة المضمون و لديه المام تام بالقراءة الصحيحة لعناصر و محتوى الصورة الضوئية لعموم المسابقات. و الإلمام التام بالشروط و القوانين الخاصة بالمسابقات الدولية و التي تكون تحت رعاية المنظمات الدولية المعروفة.
للاسف لم اسمع بالمحكم المحايد، طيلة اشتغالي بهذه الهواية او اثناء ممارسة التحكيم المحلي او الدولي منذ عام 2004 . فالحكم المحايد هي صنيعة عربية فقط.
الحيادية بمفهومها البعد عن الشبهه ، هي اختيار الحكام الذين لديهم معرفه تامه بطقوس و خبايا الصورة الصحيحه في الزمن و البعد و الانتماء الى الحقائق و الشروط و الأبعاد التنافسية و ان يكون مطلع على ما هو جديد و ممارس للتحكيم دون انقطاع.
الحيادية تكون ايضاً،، بعدم مشاركة المنظم او اي من الإداريين القريبين او البعيدين و اي شخص اطلع على صور المشاركين في المسابقة، ضمن لجنة التحكيم.
اما دور المحكم في القضاء على المشاهد المعده مسبقاً ،، فهذا اولاً يرجع لمتطلبات و شروط المسابقة، و لا دخل للمحكم لا من قريب و لا من بعيد في القضاء عليها.
لكن لتوضيح هذا الامر ، يجب علينا معرفة حقيقة مشاهد التصوير المعده مسبقاً،، فالصور الموجودة في أيامنا الحالية أغلبيتها معده و مبرمجه مسبقاً، سواء كانت صورة ذات صبغة مهنية او فنية، حتى تلك الصور التي كنا نحسب لها الف حساب في الطبيعه او المكان او البشر هي في الحقيقة لها جزئية معده مسبقا”. فترى الشركات الخاصة التي تأخذك بالطائرة لأماكن قريبه من تواجد الحيوانات في البراري الافريقية و من ثم تتبعها بالسيارة بمجسات خاصة تأخذك الى اقرب نقطة للتصوير، و تلك الصور للنسور و هي تلتقط السمكة، هي في الحقيقة ضمن بحيرة تعودت تلك الطيور الجارحة على التقاط السمك المجمد الذي يرميه منظم الرحلة من القارب.
حتى بعض من مصوري مجلة الناشونال جغرافيك ، لديهم من معدات الإضاءة الاصطناعية لجعل المشهد المراد تصويرة معد مسبقاً، و يتم عبر فريق مساعد للمصور.
اذا المسأله هي ليست في الصورة المعدة مسبقاً ام لا، المسألة في الابداع الذي تأخذه الصورة النهائية.
و في النهاية، تبقى الحوارات و الندوات و مخرجاتها، ليست مرجعاً، يجب الاستدلال أو الاستأناس به، بل هي نتائج و مفهوم و مدى خبرة المتحدث و مدى تشعب معرفته النهائية فيما يحصل في عالم التصوير الضوئي، و هو عالم سريع لمن لا يواكبه.
و اخيراً يجب القول بأن المنظمين لهذه الندوات ، يشكروا عليها لما لها من فائده فنيه و ثقافية علاوة على تحريك المشهد الفني ، و الذي نحن بأمس الحاجة له.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.