http://jordanface.com/sites/default/files/field/image/

التصوير الفوتوغرافي والعصر الحديث – بقلم الفوتوغرافي “محمود المحمود”

نحن نعيش في عصر يتقدم بسرعة لا توصف، وهذا التقدم الهائل جعل للصورة مكانة كبيرة حتى أصبحت من الضروريات القصوى مما يتحتم على الجميع تعلمه إن أراد ان يواكب العصر.
الصورة دخلت كل الجامعات بكل مساقاتها العلمية والعلوم التي نتعايشها والمهن التي نمارسها، وكل مصنع وكل مركز أبحاث، فلم نعد نستغني عنها مطلقاً بل أصبح لزاماً علينا جميعاً بلا استثناء تعلمها ان أردنا مواكبة العصر كما أصبح الحاسوب مهماً بحياتنا ووجب على الجميع تعلمة او نُترك خلف الاقوام المتقدمة.
مليارات الدولارات هي سيولة تجري عبر الانترنت في الأمور التجارية وعمودها الفقري هو الصورة، لن يستطيع أحد تسويق بضاعته من غير الصورة، وكلما زادت جودة الصورة وفنونها زادت نسبة البيع، وهكذا أصبحت الصورة قوة اقتصادية كبيرة.
السياحة قوامها الأكبر ونكاد نقول الاوحد هو الصورة، وبدونها لن يأتي أي سائح من آخر المعمورة على وصف لمكان ان لم تتقدمه صورة جميلة معبرة بقوة عن الشيء المطلوب تسويقه.
يجب على الصورة ان تسبق المنتوج قبل تسويقه للسوق المحلية او التصدير الخارجي، وهي من يخلق الانطباع الأول لدى الزبون طالما صوّرها من يعي التصوير بحرفية، وقد تأتي بنتائج سلبية على المبيعات ان كانت صورة تفتقد لمقومات الصورة الحرفية والتي روعي فيها أمور علمية يعرفها الفوتوغرافي جيداً.
لا يوجد كتاب علمي واحد غير مدعم بالصور، ولولا الصورة لاحتاج الكتاب الى الكثير من الشرح كي يعوض الصورة مما يزيد من حجمه مع خسارة كبيرة في الوقت، ورغم هذا وذاك فقد لا يفي الشرح بما توصله الصورة في لمحة بصر من المتلقي.
البحوث العلمية تعتمد اعتماد كلي على الصورة، سواء كانت بحوث في الهندسة الزراعية ام في المعمار او حتى في علوم الفلك.
الدول المتقدمة اعطتها أهميتها التي تستحقها وأصبحت تعلمها من المراحل الإعدادية وبالجامعات، وتعطي دورات تصوير لطلاب الطب والهندسة (الزراعية والمعمارية والصناعية وغيرها) وكل قسم يحتاج الى الصورة لتوثيق الأمور او تسويقها بالصورة.
التصوير لم يعد هواية يمارسها بمتعة رجل مقتدر مادياً كما هو مشاع في مخيلاتنا، هذه الفكرة أصبحت قديمة ولا تصلح لهذا العصر، ان الصورة تعدت مرحلة التسلية والمتعة بل اصبحت من الضروريات المهمة اقتصادياً وعليماً على الدولة بشكل عام.

بقلم الفوتوغرافي
محمـود المحمـود

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.