تكبير الصورة

“السْقلين” الطائر المهاجر من “كندا” و”استراليا”

حسن محمد

عصفور صغير الحجم، سريع في ظهوره واختفائه، يأتي بداية الربيع ولا يغادر قبل نهاية موسم “التين”، مفيد في نواح عديدة، لكنه يسبب الأذى أحيانا لثمار الأشجار.

 

تكبير الصورة
السيد ماهر عمران

“السقلّين” من الطيور الخجولة من حيث عدم إصداره لأصوات قوية تنبه إلى وجوده، كما أنه سريع الحركة والتنقل حين يبحث عن طعامه، وعن هذا الموضوع يتحدث لمشروع “eSyria” الشاب “ماهر عمران” مزارع من ريف “طرطوس” بتاريخ “29/7/2011” بقوله:

«يعتبر “السقلّين” من الطيور الصغيرة، كما أنه معروف لدى جميع الناس في الريف لأن أعداده كثيرة، وهو يتنقل بخفه بين أغصان الأشجار والشجيرات وعلى ضفاف الأنهار باحثا عن طعامه، كما يتميز بأنه يظهر فجأة مع بداية موسم “الأكدنيا” ثم يختفي أو تقل مشاهدته كثيرا مع نهاية الموسم، ثم يعود بقوة مع موسم “التوت” ليختفي ويعود مرة أخرى مع نضج ثمار “التين” وحتى أواخر الصيف».

يشارك طائر “السقلّين” الإنسان في طعامه فيقوم بغزو أشجار “التين والتوت والأكدنيا”، وفي نفس الوقت يساهم بتوازن الطبيعة عندما يأكل الحشرات الضارة بمختلف أنواعها، فيقول في ذلك الشاب “ماهر”: «يقوم طائر “السقلين” بتناول مختلف أنواع الفواكه الربيعية بما يشكل نوعاً من المنافسة مع الإنسان، فيقوم مثلا بثقب عدد كبير من ثمار “الأكدنيا” لتناول لب الثمرة، وفي الطرف الآخر هو يأكل الحشرات الضارة التي تظهر مع بداية فصل الربيع، والتي تتسبب بدورها بأمراض

للفواكه والخضراوات وحتى للإنسان».

عصافير “السقلّين” من الأنواع التي يمكن مشاهدتها في أي مكان سواء في الريف أو داخل المدينة، بمعنى أنها توجد حيث يوجد “التين والتوت..”، وهذا الأمر ساهم بتقليص أعدادها بسرعة نتيجة سهولة صيدها، وفي السنوات الخمس الأخيرة قلت أعدادها بشكل واضح جدا، سواء كان السبب الصيد داخل “سورية”، أو الصيد في البلدان التي تهاجر منها هذه العصافير.

وعن هجرة طيور “السقلين” يحدثنا السيد “عماد حمود” هاوي تربية الطيور بالقول: «يأتي هذا العصفور إلى سورية بداية شهر آذار، قادما من مناطق في “أوروبا وآسيا”، وربما أبعد من ذلك لأني أذكر منذ 15 سنة حين كنا نصطاد العصافير بقضبان “الدبق” أني وجدت في قدم أحد عصافير “السقلّين” حلقة صغيرة مكتوب عليها “كندا” مع رقم كبير، وفي مرة ثانية أمسكت بآخر مكتوب على حلقة بقدمه “استراليا” أيضا مع رقم بجانب الكلمة، وفي كلتا الحالين تركت العصفور ليطير مرة أخرى، مع العلم أن هذه الفكرة تثير التساؤل عن كيفية قدوم هذه العصافير من مناطق تقع خلف البحار مثل “كندا واستراليا”».

ولإيضاح فكرة هجرة هذا العصفور نتعرف على أنواعه والكلام هنا للسيد”عماد” حيث يقول: «هناك نوع

تكبير الصورة
أشجار التين حيث يتواجد “السقلين” بأنواعه

من عصفور “السقلّين” استوطن منذ زمن بعيد في المناطق الساحلية وهو يتكاثر في هذه المنطقة، وهذا النوع لونه رمادي، أما “السقلّين” المهاجر والذي يأتي فترة فصل الربيع فإنه يتميز بلون أحمر على رأس الذكر واللون الأسود على رأس الأنثى، وهذا النوع لا يتكاثر في مناطقنا.

كذلك يوجد نوع ثالث مهاجر يسمى “صدر الباشق أو أبو زريق” وهو يتميز بلون رمادي على الصدر فقط و”عيون صفراء”، والنوعان الأخيران قليلا الانتشار مقارنة بالنوع الأول».

وبالعودة إلى سبب قدوم هذا الطائر إلى الناطق الساحلية يقول السيد “عماد حمود”: «إن الغذاء هو السبب الرئيسي لقدوم عصفور “السقلّين” إلى مناطقنا، حيث يأتي للبحث عن فاكهة الربيع “أكدنيا، توت، فريز، عنب، تين ..” والحشرات الطائرة “برغش، منّ، ناموس،..” التي تبدأ بالتزايد خلال شهر الإثمار، كما أن وجود الغذاء الكافي جعل بعض أنواع هذا الطائر المهاجرة تستوطن في منطقة الساحل وتتكاثر كما حصل مع طائر “الشحرور” المهاجر.

وعدا ذلك فإن سواحل البحر “الأبيض المتوسط” تعتبر ممراً لهذه الطيور باتجاه المنطقة الداخلية من “سورية” وحتى مناطق أفريقيا حيث تقوم بالتكاثر هناك».

النوع الذي استوطن المناطق الساحلية وتكاثر فيها يبني أعشاشه مع بداية فصل الربيع ككل الطيور، وعن ذلك يقول السيد “محمد يونس” وهو صياد ومربي طيور: «تضع أنثى “السقلّين” من أربع إلى ست بيضات، وتشرف مع الذكر على رعايتها، في حين تجد هذه العصافير كل مقومات الحياة وأهمها أنواع كثيرة من الطعام لغذاء صغارها، وفي تجربتي لتربية أفراخ “السقلين” نجحت بذلك بسهولة لكن ليس من داع لذلك لعدم وجود ميزات في صوت هذه العصافير أو أشكالها، حيث يبحث عنها لصيدها فقط».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.