سحر-الزارعي

لقاء المبدعة المصوّرة / سحر الزارعي / الفنّانة التشكيلية الإماراتية…وصيتها للمصورين ألا يركنوا للواقع مهما كان إيجابياً ويجب أن يكون طموحهم فريداً من نوعه ..
– أجرى الحوار : عبدالرحيم العرجان ..
سحر الزارعي
الفن الفوتوغرافي العربي ” افاق وتطلعات ”
حوار حصري لمجلة عرجان الفوتوغرافية
اجرى الحوار : عبدالرحيم العرجان …………… حزيران 2014
الأكاديميون العرب في مجالنا نادرون كثيراً والصورة تكتسب المزيد من الأهمية كل يوم
وصيتي للمصورين ألا يركنوا للواقع مهما كان إيجابياً، يجب أن يكون طموحهم فريداً من نوعهسحر الزارعي من فنانة عشقت الضوء وسحرت باللون ، تناولت لغاتة بطموح التجديد والابداع، نظرت اليه نظرة ثالثة بعيدة المدى وانية بنفس اللحظة ، صقلت الموهبة بالعلم وكرستهما في العمل وتحديد الهدف، لتشكل حصيلة ادارية استحقت التميز والتكريم.
فنّانة تشكيلية إماراتية ومصوّرة محترفة، حاصلة على دبلوم عالٍ في الإدارة من جامعة كامبريدج/ بريطانيا في العام 2011، وبكالوريوس لغات أجنبية وترجمة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في العام 2000. تعمل عضو تحكيم في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ عام 1999، وحالياً هي الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي و عضو مجلس أمناء الجائزة، تعمل سحر جاهدةً لنشر ثقافة التصوير الضوئي وتوسيع رقعة الاهتمام بهذا النوع من الفنون على مستوى العالم والتواصل مع مجتمع الهواة والمحترفين في الشرق الأوسط من خلال حوالي 90 مقالاً صحافياً وآلاف المتابعين في قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة.
إنجازات
حاصلة على عدد من الجوائز، أحدثها فوزها بجائزة “الإنجاز المتميز Excellent Achievement Award” من المجلس الدولي للتصوير IPC التابع لهيئة الأمم المتحدة و يعتبر الأول من نوعه ، حيث لم يسبق للمجلس الذي أسس منذ 40 عاماً منح هذه الجائزة من قبل.كما فازت بجائزة ستيفي العالمية (جائزة المرأة للأعمال غير الربحية – فئة الإنجاز المستمر) وهي أول امرأة إماراتية تفوز بالجائزة في هذه الفئة. والميدالية الفضية لأفضل صورة على مستوى العالم، ضمن المعرض الدولي الثامن في الصين 1998، وجائزة الجمعية الدولية ISP للتصوير الفوتوغرافي لتصوير الهواة والمحترفين 2006، والمركز الأول في التصوير ببطولة أبوظبي الدولية لجمال الخيول العربية عام 2009. شاركت سحر في أكثر من 52 معرضاً وحدثاً ومتعلقاً بالتصوير الضوئي، إلى جانب تمثيلها كعضوٍ في لجان التحكيم في مسابقات محلية وعربية في مجال التصوير ومساهمتها في تأسيس جمعية الإمارات للتصوير الفوتوغرافي عام 2005. أطلقت مشروع «فلوة غاليري»، والذي كان خطوة رائدة في مجال الفنون للسيدات في الإمارات، وهي عضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية منذ العام 1995، وعضو الجمعية القطرية للتصوير الضوئي 2005، وعضو برنامج رواد الأعمال 2008 وعدة جهاتٍ أخرى.
هناك فجوة ما بين التقدم للفن الفوتوغرافي في الغرب على نظرائهم في الوطن العربي، الى ماذا يعزى ذلك وما هي السبل الكفيلة بتحجيم هذه الفجوة والتقليل من اتساعها ؟
هذه الفجوة “معمّرة” وليست جديدة، وإذا نظرنا للموضوع من زاويةٍ أوسع فهي ليست متعلقة بالفن الفوتوغرافي فقط ! بل بشتى أنواع الفنون. هناك عوامل عديدة ومتشعّبة خلقت هذه الفجوة منها القوالب الفكرية العربية ومواقفها تجاه الفنون، بالإضافة إلى سوء تقييم دور فن صناعة الصورة في أبجديات الحياة الحديثة. أما تحجيم الفجوة فهو مشروعٌ ضخم وأنا أصنّفه تحت خانة المشاريع الفكرية التي تتطلّب المجهود والوقت كي تبدأ في إثبات وجودها. نحن في الجائزة نعمل وفق خططٍ طويلة الأمد لنشر ثقافة التصوير الضوئي والتوعية بدور الصورة الذي يزداد أهمية وقيمة كل يوم.
ما من بلد عربي إلا وبه جمعية أو نادي فوتوغرافي واحد على الاقل، سواء اكانت مندرجة ضمن القطاع الحكومي او الخاص، هل تقوم بدورها الامثل في خدمة أصحاب هذه الهواية ” هواة ، محترفين ، فنانين ” ؟
لا أستطيع أن أصدر حكماً عاماً كوني ضد عقلية “التعميم” لكن وجود هذه الأندية ظاهرة صحية ولها انعكاساتها الإيجابية في الأغلب من حيث التوعية والتعليم والتدريب وصقل المهارات وغيرها من الأنشطة. لن أخوض في فكرة “هل تؤدي دورها الأمثل أم لا” لأني لا أمثّل سلطة رقابية عليها، ولست مع من ينتقدون سلبيات هذه الجهات لأنها مهما كانت فهي تقدّم إضافة بشكلٍ ما لهذا الفن الحيوي الهام. ومن يقدّم هذه الإضافة يمثّل قيمة فنية وثقافية أكبر بكثير ممن يتفرغون للانتقاد وحسب.
ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي برأيكم هل قامت على بناء جسور تعاون وتبادل ثقافات وخبرات عربية عربية وعربية دولية ؟ واين اماكن القوة والضعف فيها ؟
التواصل الاجتماعي هو القفزة الكبرى في مسلسل قفزات صناعة التواصل البشري، في الحقيقية طبيعة استخدام هذه المواقع والعقلية التي تحدّد الأهداف من ذلك هي من تقرّر حجم القوة والضعف. تأثير هذه المواقع هائل في تكثيف التواصل الفني والثقافي وإبراز منصات لعرض المواهب والإبداعات وإيجاد الفرص لتلاقي الرؤى الفنية والتلاقحات الفكرية. هذه نقاط القوة التي أراها أما نقاط الضعف فهي استغلال بعض المدّعين للمبتدئين المتعطشين للمعلومة بتنظيم دوراتٍ تدريبية وورش تصوير وهم غير مؤهلون نهائياً لذلك.
التدريب هو صلب التطور ومفتاح التقدم، ما هي الصفات الفكرية والمعلومات العملية الواجب توفرها بالمدرب الفوتوغرافي؟
في البداية يجب أن يكون المدرب الفوتوغرافي مصوراً محترفاً وذو خبرة وتجربة طويلة، ويكون واسع الاطلاع ومتابعاً لكل مستجدات عالم صناعة الصورة حول العالم. ومن ناحيةٍ أخرى يجب أن يكون لديه حس المدرّب ومهاراته والإتقان في عملية التواصل والتأثير البشري. التصوير الفوتوغرافي فن شديد الحساسية ومن يرغب أن يكون مصدراً للمعلومة والمهارة للمبتدئين يجب أن يدرك ذلك ويمنح نفسه وقتاً كافياً حتى يمتلك جميع الأسس اللازمة لذلك. أنصح كل مصور محدود الخبرة ممن بدؤوا في تنفيذ دوراتٍ تدريبة في التصوير أن يتوقف فوراً لأنه يسيء لنفسه ولفن التصوير أيضاً.
مازال مقتنيين الاعمال الفنية بالوطن العربي لا يولون اهتمام كافي باقتناء الأعمال الفوتوغرافية ، الى ماذا يعود ذلك؟
هذا ليس محصوراً في الوطن العربي فحسب، في أغلب دول العالم حتى الآن مازالت الغلبة للأعمال الفنية التشكيلية على الأعمال الفوتوغرافية لأسبابٍ يطول حصرها. لكن الصورة تكتسب المزيد من الأهمية كل يوم في كل بقاع الأرض، هذا سيجعلها منافساً عنيداً لكل الأعمال الفنية، لكن لا أعتقد أن يتم ذلك في المستقبل القريب.
حضرتكم زرتم الكثير من المعارض والملتقيات الفوتوغرافية في العالم، ما الشيء الذي وجدتموه هناك ولم تلمسوه في عالمنا العربي؟
العطش للتنوّع والعمق في قراءة الأعمال الفوتوغرافية وتحليلها وتقديرها، بالإضافة لاتساع الرؤية التي تتقبّل وجهات النظر الأخرى حتى المضادة منها.
الشهرة الفنية مبنية على صدق الرسالة ، فهل وصل الفنان الفوتوغرافي الى الحد الذي تأمن له شهرته حصانة وحماية لأفكاره ورسالته ؟ وهل هو محمي ؟
الحماية مفهوم واسع ومتشعّب في المقياس الفني، بما يخص الفنان المشهور فشهرته لا تمنحه الحصانة من النقد أو أولوية الفوز بالجوائز الفنية على سبيل المثال، أما من ناحية حماية أفكاره وحقوقه فهذا موضوع آخر حيث يجب عليه أن يكتسب المعرفة الكافية فيه ليمتلك حقوق صوره ويحمي نفسه من إساءة استخدامها.
النقد الفني الفوتوغرافي العربي محدود، بالمقارنة بالنقد الفني العربي التشكيلي، لماذا هذه المحدودية بنظركم ؟ ولماذا مقتصرة على عدد بسيط من الإعلامين المتذوقين للفن لا على أساتذة أكاديميين ؟
الأكاديميون العرب في مجالنا نادرون كثيراً، وبالتالي أغلب النقاد يعتمدون على الخبرة والممارسة الطويلة وليس على دراسةٍ أكاديميةٍ متخصصة. السبب هو غياب التخصصات الجامعية الفنية المباشرة في الوطن العربي، لذا فالأكاديميون حاصلون على درجاتهم العلمية من الخارج وهؤلاء في الغالب لا يمكثون طويلاً في الوطن العربي لأنهم لا يحصلون على التقدير اللازم فيه من جميع النواحي. بكل الأحوال النقد الفوتوغرافي المعتمد على معاصرة كل جديد في عالم الصورة بمستوى مقبول ولا أتوقع تطوّره في القريب العاجل.
الكتاب الفوتوغرافي هو خير موثق وخير مصدر للمعلومة، في الغرب هناك دور طباعة ونشر مختصة فقط بالنشر الفني وإبداعاتة الفكرية ، لماذا انحسر الانتاج العربي في هذا القطاع مع انه فترة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم شهدت اصدار العديد من الكتب الفوتوغرافية سواء أكانت تعليمية ام توثيقية ؟
الكتب موجودة في كل زمان ومكان لكن جودة المعلومة ومعاصرتها تتباين حسب ظروفٍ عدة منها المزاج العام ومنافسة التعليم الالكتروني بالإضافة لطبيعة المبادرات الشخصية. أما دور النشر فهي تبحث عن النجاح والانتشار في المقام الأول وحالياً الكتاب الفوتوغرافي ليس من قوائم المبيعات المنافسة للأسف. الكتاب بشكل عام لم يعد المرجع الأول لهذا الجيل لوجود عشرات المنافسين من أوعية المعلومات المتطورة.
في نهاية الحديث بإسم أسرة مجلة عرجان الفوتوغرافية نشكركم على ما تقدموه من جهود في إثراء الفن الفوتوغرافي العربي ونظرتكم الطموحة نحو غد اكثر نجاح وتميز، فماذا توصي من عشق الضوء وحب الفوتوغراف؟
أنا لا أقدّم سوى الواجب تجاه كل عشاق العدسة المستديرة وأطمح أن أكون على قدر توقعاتهم بما تسمح به أبعاد الواقع، أبارك لكل من عشق الضوء ووقع في غرام الصورة لأنه تأكد من رهافة حسه وسموّ روحه وأن طريقة رؤيته للحياة تتجاوز أصحاب الرؤى الروتينية، لذا يجب أن يكون فخوراً بهذه الذائقة المميزة التي أعتبرها نعمة من الله.
وصيتي للمصورين ألا يركنوا للواقع مهما كان إيجابياً، يجب أن يكون طموحهم فريداً من نوعه، فالمصور الحقيقي قادر على تخيّل الأفضل مهما كانت جودة الواقع. قادر على تصوير الأفضل وإيصال الفكرة الأفضل للعالم، لذا هو في حالة منافسةٍ حادةٍ مع نفسه طوال الوقت

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.