نشر بواسطة Youness EL Alaoui · ·
صفحة مجلة فن التصوير ترصد لكم
” فوتوغرافي من مدينتي…. أحمد بوزيان ”
يونس العلوي . أكادير – جنوب المغرب
احمد بوزيان صاحب العدسة الذي وثق وارشف فوتوغرافيا الاعلام البشرية والجغرافية لمدينة اكادير.
شخصية كثومة هادئ الطباع يعمل في صمت، إن لم يكن وراء عدسته تجده بجوار احد .الجارورات يرتب الشفافات السلبية لكل تلك الصور التي التقطط.
قليلا ما تجده في عطلة يشغل وقته دائما في صيانة مصوراته وإعداد الخلفيات المتميزة لكل تلك الصور التذكارية التي التقطها زبناؤه وجعلوا من عنايته ورعايته لهم في التوجيه وتنظيم الهندام وتعديل في تسريحة الشعر بطريقة لبقة وبابتسامة عريضة العملة التي آثرها غالبية الاكاديرين لديه عوضا عن باقي المصورين بالمدينة.
كانت واجهة محله دوما ولا تزال معرضا مجانيا للصور سواءا للاعلام البشرية او لمناظر وبنايات باكادير تجلبنا بجماليتها ولمسات مصورها الذي لم يكن الا بوزيان الاب الذي عكست صوره اليوم احترافية كبيرة اعتمدت حينها على العمل اليدوي القائم بالاساس على مهارات اختيار الزاوية المناسبة في التقاط الصورة ثم البراعة في تقنية مزج السوائل الكميائية التي ينجح في تناغم وملائمة الالوان بشكل واضح في غياب اللمسات الرقمية التي نعرفها اليوم.
كل هده الميزات جمعت في احمد بوزيان ذي 88 سنة فهو من مواليد 1936 بأمزميز وبها حاز شهادته الابتدائية .سنة 1954 بمدرسة الاطلس حاليا امتهن حرف عدة بدئها بالفخارة فالنجارة ثم الحلاقة واخيرا استقر واختار التصوير مهنة قبل ان تكون هواية.
مهن وحرف قاسمها المشترك الابداع والتربية على امتلاك حسن الذوق والصبر والاجتهاد في الابتكار .
تأبط احمد بوزيان مصورته في ريعان شبابه راحلا ومرتحلا في مختلف ربوع المملكة ملتقطا صور المناظر والوجوه والواجهات والبنايات ولم تسلم اكادير من عدسته وهو القادم اليها مرار في .استراحاته متيما بادق جزئيات المدينة وطباع ساكنتها. وبها استقر منذ 1965 رفقة زوجته التي دخلا معا عش الزوجية منذ 1956 .
اقترن اسم بوزيان باسم ستوديو الهلال بتالبرجت اسم.يورد ابنه حسن انه من اختيار والده شخصيا الذي كان مغروما بالصورة محبا لمدينة الانبعاث ومجتهدا في توثيق ذاكرتها عن قصد فهو واع بأهمية الصورة ملحاح في التنبيه الى ضرورة التنظيم وظبط الشفافات السلبية لصورة بارقام ترتيبية وسلسلة السنوات التاريخية .
غيور على مصوراته عاشق لها رافضا لكل عبث بها او استهتار في وضعها مخافة افساد الصورة التي كانت تحمل يومها في “كليشيهات” يستحيل ترميمها في حالة تعرضها للتلف.
هذا الوعي بقيمة الصورة لمدينة قل فيها محترفوا الفوتوغرافية ومبدعوها جعلوا من احمد بوزيان مؤرخابالمجاز لاكاديروالجهة من خلال ما راكمه سواءا من صور الابيض والاسود او من خلال نوعية المصورات التي تعد بحق اليوم نفائس تستحق العرض بالمتاحف .
تطورت المهنة وزاحم الرقمي التقليدي فواكب احمد بوزيان العصر خاصة انه استطاع سنة 1968 ان يكون ضمن لائحة المصورين المعتمدين بناء ا على مذكرة مصلحية رقم 1014 بتاريخ 4 نونبر 1968 .
مسار عمري صاحبه تجربة مهنية لم يبخل بها عن مريديه علمهم ابجديات التصوير واسراره فكانوا ثلاميذ نجباء فتحوا استديوهاتهم ونشروا رسالة الابداع الفوتوغرافي بمختلف مدن المملكة .
ومن صلب بوزيان الاب كان ميلاد ثلاثي اشهر من نار على علم كانت ولا تزال مصوراتهم وكاميراتهم توثق غالبية صور البطائق المدرسية وجوازات السفر وبطائق التعريف الوطنية لساكنة اكادير ، وكم من مناسبة اجتماعية كانت كاميرات استديو الهلال موثقة لها ومستفيذة من توظيبها ولمساتهم الفنية فسافرت بالمناسبات الى ديار الغربة سفر بالصورة والابداع من ايادي وعدسات تمرست على يدي الاب احمد بوزيان .
انهم حسن بوزيان الابن البكر والاخ عبد الحق ثم الاخت كريمة حواء الاولى باكادير التي احترفت التصوير وسبرت اسراره وجعلت نفسها مفتاحا لولوج الاسر الاكاديرية والسوسية التي تحفظت في بدايتها الاولى من إماطة اللثام امام العدسات.
فريق بوزيان بقيادة الميسترو الاب استطاع ان يراكم ارشيفا مهما لتوثيق ذاكرة الاعلام البشرية والجغرافية للمدينة والجهة ، وان يفسح المجال لخلفه من الا بناء للاستثمار التقنيات الحديثة في توثيق ذاكرة المدينة بجمالية انصع ولمسات ارفع . فهل تدرك المدينة قيمة ماتوفر لدى المحترف بوزيان واستثماره في مشروع متحف اكادير خاصة وان غالبية الصور التي تؤتث بها عيادات خاصة ومقاهي وادارات عمومية فضائاتها هي صور عن ذاكرة اكاديرمنبعها مابجعبة احمد بوزيان وابنائه من الذرر .
فهل من معتبر قبل ان تقرصن الذاكرة وينسب العمل لغير فاعله ومبدعه ؟
بقلم محمد الرايسي
