https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/ https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/ https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/ https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xft1/v/t1.0-9/ https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xlp1/v/t1.0-9/ https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/ https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpa1/v/t1.0-9/

(بالصور) حول قضية المرأة في الفن المعاصر

(بالصور) حول قضية المرأة في الفن المعاصر

للفن علاقة وطيدة بما يستجد من أحداث اجتماعية وثقافية واقتصادية. والإنسان يواجه العديد من القضايا المعاصرة التي تؤثر في حياته ويحاول جاهدا إيجاد السبل المناسبة للتكيف مع هذه الأوضاع من حوله، فبجانب الفقر والتلوث والأمراض والحروب توجد قضايا إنسانية يغفل عنها أو بمعنى أصح يغيبها بدون نية مسبقة نتيجة للزحام المتراكم عليه حيث عصر العولمة وتفجر المعلومات. ومن هذه القضايا الهامة أسلط الضوء على قضية المرأة فهي الكائن العاجز المضطهد منذ أن وجدت البشرية، الكائن المستضعف المستهدف من بعض شرائح المجتمع الذي لا يأبه إلى الدور الفعال الذي تقوم به والمتمثل في الأم والأخت والزوجة والمرأة العاملة.

للمرأة حقوق اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تنشدها في كافة المجتمعات العربية والغربية الغنية والفقيرة فهل من مجيب وهل من آذان صاغية تستمع إلى مطالبها وتدرك حجم المشكلة التي تحاصرها؟ حتى عصرنا هذا وبالرغم من أن المرأة تقلدت مناصب هامة في بعض البلدان إلا أننا نجد حتى الآن نساء يعانين العنف والازدراء وامتهان الكرامة.. فمن أين يأتي هذا الوجع وإلى أين يمتد؟
وهل سوف يستمر الامتهان الجسدي والفكري لها بشكل يقربها من مستوى العبودية؟ وهل كان للفن الدور الفعال في تسليط الضوء على هذه القضية وتوجيهها بشكل جاد على الصعيد العام؟ هذا ما سوف أستعرضه في دراستي هذه.

تشدنا كل يوم عناوين مختلفة في الصحف والمجلات وأخرى في مواقع الإنترنت حول ما تعانيه المرأة من اضطهاد أستعرض منها الآتي:

ـ 25٪ من المطلقات في السعودية يعانين أوضاعا اقتصادية حرجة .
ـ دراسة بحرينية تكشف أن ربات البيوت هن أكثر فئة تتعرض للضرب والعنف من أزواجهن بنسبة 26٪.
ـ اكتشف باحثون في مدينة سياتل أن العنف الذي تواجهه النساء إما من أزواجهن أو من أصدقائهن هو حالة مزمنة اختبرها نحو 44٪ من الأمريكيات.
ـ ثلث نساء ألبانيا على الأقل يتعرضن للعنف الجسدي داخل نطاق الأسرة ولا تعترف الشرطة عموما بأن العنف في إطار الأسرة مسألة جنائية؛ ومن ثم لا تحقق في الادعاءات المتعلقة بالعنف المنزلي.
ـ 2.33 بالمائة من النساء المتزوجات في اليابان قد تعرضن للضرب والتهديد بالعنف في بيوتهن .
ـ اعتراض على السماح للنساء بحضور المباريات فهو أمر متعارض مع الشريعة الإسلامية في إيران.
ـ ارتفاع نسبة الزواج المبكر عند الفتيات اليمنيات حيث أن عمر الزواج ارتفع من (10 ـ 24) سنة إلى (14 ـ 70) سنة.
ـ 13 ألف امرأة في 16 ولاية جزائرية تعرضن للعنف اللفظي والجسدي.
ـ مركز أمان للنساء المعنفات في الأردن يكشف عن نحو 932 حالة من النساء المعنفات اللواتي راجعن الاتحاد خلال السنتين الماضيتين. النسبة الأكبر للنساء المتزوجات والتي وصلت إلى 46٪ والمطلقات 8٪ ، والمنفصلات 6٪ والعازبات 53٪.

إن تقسيم العمل بين الرجل والمرأة وبين العائلة على مر التاريخ. قدم تعريفا طبقيا للمرأة بحيث وضعت المرأة في الدرجة الثانية في المجتمع. ليس هذا فقط وإنما جلب معه الصراع الطبقي المتشدد وقسم المسؤولية بين الرجل والمرأة. وهكذا أصبح الرجل سيدا والمرأة عبدا. وتحملت المرأة كل اللامساواة والقسوة والاستبداد، وبهذا كان تقسيم العمل بداية لاضطهاد المرأة وبداية للاضطهاد الطبقي من قبل المجتمعي.

إن قضية المرأة تأخذ حيزا من الاهتمام في عدة بقاع من العالم. ففي عام 1851م قامت (ايرنستاين روز) العضوة في الحركة الوطنية النسائية بعقد مؤتمر حقوق المرأة في ووركستز وتلقت خلاله رسالة إحدى المهتمات بهذا الموضوع من فرنسا تناشدها بإغاثتها ونساء فرنسا الباكيات مرضا بمستشفيات لهن كما يطالبن بإنهاء وقت العبودية وإعطائهن حقوقهن كأعضاء في المجتمع.

برز منذ نهاية الستينات تمرد متزايد للنساء ضد ما يتعرضن له من اضطهاد بوصفهن جنسا ضعيفا إذ بدأت ملايين النساء عبر العالم، لاسيما النساء الشابات – الطالبات والعاملات وربات البيوت. كان أول بلد برز فيه تجذر النساء هذا كظاهرة جماهيرية هو الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1970.

واكتست هذه الحركة أشكالا متعددة: إضرابات اقتصادية ونضالات ضد الاضطهاد القومي ومظاهرات طلابية ومطالب لحماية البيئة .

وفي إسبانيا ارتفع عدد النساء العاملات حاليا ثلاث مرات بالمقارنة مع عددهن في عام 1930. وفي إنجلترا ظلت نسبة النساء العاملات مستقرة في حوالي 25-27٪ من عام 1881 إلى عام 1951. وكان تقريبا ثلثي النساء العاملات متزوجات.

وفي بلدان عديدة ما زالت القوانين تخضع النساء لتحكم الرجال قانونيا. ويشمل هذا بالخصوص القوانين التي تشترط ترخيص الزوج لعمل المرأة، متيحة للرجل التصرف في أجرة زوجته، أو القوانين التي تمنح أتوماتيكيا للزوج حضانة الأطفال ومسكن زوجته. وما زال تزويج النساء في بعض البلدان تجارة. كما يمكن اغتيالهن دون معاقبة بسبب المس بـ«شرف» الزوج.

استعرضت هموم النساء وسأقوم الآن باستعراض أعمال فنية تشاطرها أحاسيسهن من خلف فرشاة. قد لا تعدهن بشيء ولكنها تصبغ لهن أمل جديد. وقد اخترت في دراستي هذه بعض من اللوحات التشكيلية والأعمال التركيبية والصور الفوتوغرافية وأسلوب فن الفيديو، قوالب فنية تمس بعض هموم المرأة من الناحية الاجتماعية.

نستعرض ثلاثة أعمال فنية تركيبية للفنانة التشكيلية فيرجينيا ماكسيوماكز maksymowicz virginia» هذه الفنانة تخرجت من كلية بروكلي عام 1969م للفنون الجميلة وحصلت على شهادة AFM من جامعة كاليفورنيا في عام 1974م، لها عدة إصدارات ومعارض فنية وقد تلقت جوائز عدة وهي إحدى العضوات في منظمة النساء الحزبي للفن التي تأسست في عام 1972م والتي أسهمت في التثقيف حول كيفية إعطاء المرأة فرص متنوعة لعرض أعمالها ونشر كتبها حول الفن وتطالب باحترام الفرد.

من أعمالها (حديقة طيبات الأرض Garden of earthly delights) عام 1998م بمقاس 81/41 سم، بخامة الورق وأصباغ الآكريليك. يعبر عن وجوه النساء يحمل كل وجه نوع من الثمار الدالة على شخصيتها (المرأة الثمرة) والتي تتمتع بنكهات متعددة، إنها تستعرض بهذا العمل نظرة المجتمع المتدنية نحو المرأة تنتقدها وتسخر منها.

العمل التالي الذي استخدمت فيه خامة الخشب وأصباغ الآكريليك هو: (الحد الطبيعي لهذا العالم/ The physical boundaries of this world) عام 1995م ، تسخر به من نظرة الناس للمرأة وكأن هذا الجزء الذي ركزت عليه من جسد المرأة هو الهم الوحيد الذي يشغل بال الكثير من أفراد المجتمع . المرأة هنا في صراع مع الجدار الذي يمثل شريحة من المجتمع يقيد هو حريتها وتقاومه هي بقوتها نحو اتجاه.
(رؤية المحيط) لعام 2003م. وهو عمل نحتي لثلاثة أجساد نسائية تقهر زوايا الجدران والمتمثلة بشرائح المجتمع البائسة التي تضطهد المرأة بالنظر إليها باستهتار مجرح لا يتعدى مستوى نظره الجزء السفلي لها.
الفنانة التشكيلية جينيفر سوبوداJennifer Swoboda الحاصلة على شهادة BFA في الرسم عام 1992م من جامعة نبراسكا والماجستير في التربية الفنية عام 1998م من نفس الجامعة، أقامت معارض فنية عدة وقد اخترت من بين أعمالها المتميزة لوحتين عبرت بهما عن معاناة المرأة… منها:

لوحة (فك القيد Open Enclosure عمل فني بأسلوب الموزاييك، تنقلنا فيه إلى خبرة خاصة حول أثر ازدراء المجتمع للمرأة وكبت حريتها، إنها لوحة تعبيرية تعبر فيها حركة المرأة عن ضيق وتحكم لا يطاق يخنقها ، إنه المجتمع الذي لا يرى من المرأة سوى أجزاء هامشية تشكل لديه الشهوة والمتمثل في (فمها) بينما يتناسى بدوره «نافذة الروح» الذي تسمو به كل عينان تنطوي على أمل وأحلام وطموح لا ينتهي.
وعملها الثاني هو لوحة زيتية بعنوان (الغرز stitch)، خدوش تصيب المرأة ثابتة تأثيرها طويل الأمد قد لا يكون ظاهرا بل هو متأصل في داخلها من أثر الأقاويل والنظرات الجارحة لها.

الهند بلد العجائب والمتناقضات. فقد تسلمت فيها المرأة منصب رئاسة الوزراء وتقلدت نساء مناصب الوزارة بالحكومة المركزية ومناصب رئاسة الوزارات الإقليمية وحكام الولايات والقضاة والممثلين لدى الهيئات الدولية ، إلا أن الهند هي الدولة التي جرى فيها قتل (4) ملايين جنين بواسطة الإجهاض من بين (15) مليون حالة إجهاض في العالم خلال سنة 1997. وتمت 90٪ من حالات الإجهاض الهندية بعد التأكد من أن الجنيـن.. أنثى. وقد قدرت هيئة اليونيسيف أن ما يتراوح بين ٤٠-٥٠ مليون بنت قد «اختفت» في الهند خلال العقود التسعة منذ بدء هذا القرن.

وتعود ظاهرة «الاختفاء» هذه إلى عاملين رئيسيين: عدم السماح بولادة الأنثى وذلك بإجهاض الجنين أو بقتل الأنثى خلال ساعات وأيام من ولادتها، وهناك اعتقاد لدى بعض الأسر أن قتل الأنثى يضمن أن المولود القادم سيكون ذكرا.وما يدفع الهندوسي المعاصر إلى التخلص من بنته هو النفقات الباهظة وخصوصا في صورة (الجهاز والأثاث) – أو الدوطة – الذي يجب أن تحمله العروس إلى بيت عريسها وهو يكون عموما أكثر من مستوى أسرتها المالي، بل ويُملِى أهل العريس القائمة الطويلة للهدايا والبضائع التي يجب عليها إحضارها معها .. بل وتظل هذه القائمة تتوسع حتى في السنوات التالية للزواج. ويضطر أهل العروس إلى الوفاء بمطالب زوجها وأسرته .. وجزاؤها القتل حرقا إن فشل أهلها في تلبية المطالب اللامتناهية.

(شاروفي أجراوال) فنانة تشكيلية من الهند جاء احترافها للفن بتأثير من والدتها الرسامة والشاعرة الموهوبة إلا أن النظام الاجتماعي كبت موهبتها الإبداعية وبتشجيع والديها سمت بفنها واتخذته طريقا هادفا ترسو به في الحياة. (أردهاناريشوارا) مثل هندي قديم يعني نصف رجل ونصف امرأة عبرت به من خلال لوحتها ذات الجسد الواحد بكلا الجنسين فتقول: إنهما يأكلان من نفس الطبق ويعيشان في نفس المنزل ويتشاركان حياة واحدة فلم لا يكونان حقيقة خالدة وهي أنهما يمثلان جزأين متحدين!!.

اتخذ العقل العربي ستارا حريريا دينيا تمثل في حديث الرسول «ص»: (النساء ناقصات عقل ودين) وهو مقطع صغير من حديث رواه البخاري والذي جاء عن الرسول الكريم في مناسبة ما خصت نساء الأنصار إنه الستار الذي يرتكز عليه كل شخص يرغب في تحطيم المرأة وإلغاء وجودها ثقافيا وسياسيا ورأى أنها أخذت ما يكفي من حقوق.

لو تأملنا في حديث الرسول «ص» فلن نجد أنه ينقص مستوى الفهم والاستيعاب وجميع العمليات العقلية لدى المرأة بل هو نقص عارض مؤقت نتيجة للتغيرات الطبيعية المعروفة كالولادة مما يؤدي إلى انشغالها بأمور بيتها عن الحياة الخارجية وإدراك ما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.ولكن كل ذلك لا يتعارض مع اشتراكها مع الرجل في مسؤولياته الإنسانية العامة والمدنية وحق التصرف بالأموال وحق الشهادة.

موقف الإسلام من المرأة:
ولو فكرنا في موقف الإسلام من المرأة فلن نجده ظالما لها فقد خصص لها الاحترام والتقدير الكفيلين بأن تعيش في مكانة مساوية للرجل ومثال على ذلك موقف السيدة خديجة من الرسول «ص» عند بدء الدعوة حين هدأت من روعه وطمأنته وساندته. كما ذكر القرآن الكريم مواقف لنساء جليلات لم يتخاذلن عن مشاركة الرجل في الحروب وإسداء رأيهن في أصعب المواقف في عهد الرسول «ص» منهن أم سلمة في يوم الحديبية.وتحدث القرآن عن ذكاء امرأة العزيز حاكم مصر وعن حكمة وحسن تدبير ملكة سبأ وحسن تصرف بنات سيدنا شعيب عليه السلام.

بينت إحدى الدراسات في المملكة العربية السعودية والتي تتحدث عن التكيف الشخصي والاجتماعي والأسرى والاقتصادي للمرأة السعودية المطلقة، أن أهـم أسـباب الطـلاق تتمـثل فـي اخـتلاف وجـهات النـظر بين الزوجـين، وعـدم التفاهـم والاتفـاق بينهما، والتـدخل من قـبل أهـل الزوجـين، إلى جانب عـدم احـترام الزوج للزوجـة وسـوء معامـلته لها، فضلا عن عـدم عـمل الـزوج وتحـمله للمسـؤولية. وحددت المشـكلات الاجـتماعـية في تـحمل مسؤولية رعايـة الأبـناء ومشـكلة نـظرة المـجتـمع إلـيهن كمطلقات ومشـكلة المعاناة من رقـابـة الأهـل عـليهـن.

أما المشـكلات الاقـتصادية، فقد ذكرت الدراسة أنها تتمثل بمشـكلة تـحمل مسـؤولية الصرف على الأبـناء ومشـكلة تسـديـد مخـتلف الفـواتير ومشـكلة عـدم نفـقة الطـليق على أبـنائه ومشـكلة البـطالـة ومشـكلة دفـع إيجـار السـكن.

ولو ألقينا الضوء على الأردن لوجدنا إن الحالات التي تصل إلى دار النساء المعنفات لا تنحصر فقط في البيئات الفقيرة والمعدمة اقتصاديا بل تجاوز الوضع لينتقل إلى العديد من العائلات التي تتمتع بقدرات اقتصادية كبيرة حيث تتعرض النساء إلى العنف أيضا من خلال سوء سلوك الزوج أو الابن إضافة إلى اعتداءات جنسية وإساءات أخرى بسبب حياة الترف المبالغ فيه.

وكشفت رئيسة اتحاد المرأة الأردنية آمنة الزعبي عن الفئة العمرية للمراجعات اللواتي يتعرضن للعنف بين 26 – 35 تليها الفئة العمرية 36 – 45 عاما، أما الفئة العمرية للمعتدي فقد ظهر أن الفئة العمرية الأكثر توجها للاعتداء هي بين 26- 45 عاما أما بالنسبة لوضع المرأة فقد كشفت الإحصائيات أن النسبة الأكبر والتي تصل إلى 80٪ من النساء هن من غير العاملات ، أما بالنسبة للمعتدي فقد أثبتت الدراسات أن المعتدين من الفئة العاملة بنسبة 56٪.

أما بالنسبة للعلاقة بالمعتدي فقد أوضحت الدراسات أن الزوج يحتل المرتبة الأولى بين المعتدين بنسبة 54٪ ويليه الأب بنسبة 20٪ ومن ثم الأخ بنسبة 7٪.

وحول طبيعة المراجعات أوضحت الزعبي أن تصنيفات العنف الواقع على النساء كان موزعا على العنف الجسدي بنسبة 56٪ ، والعنف النفسي 96٪ أما العنف الجنسي فكانت نسبته 6٪.
والعنف الموجه إلى المرأة يعود في أسبابه إلى :

1- ازدياد ضغط الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
2- تعقيد سبل العيش .
اليمن لم تسلم فتياتها من نفس المعاناة فقد أعلنت دراسة عن اندفاع الأهل إلى تزويج بناتهن في سن صغير وسبب ذلك يعود إلى الفقر، والسبب الثاني يتمثل في معتقدات وقيم من نوع العفاف والطهر، وتجنب التمرد عليها بسبب تأخر سن الزواج المبكر، وهو ما أشار إليه 183 شخصاً، يليه أسباب أخرى مثل التخلص من الفتاة، والخوف من العنوسة، ووجود عرض للزواج من قبل شخص غني.

والعائلات الفقيرة تلجأ ببناتها إلى الزواج على اعتبار أنهن عالة على موارد الأسرة بعكس الأبناء الذين هم أساس هذه الموارد فهم وإن قام الأب بدفع تكاليف الزواج لهم ، فعلى المدى البعيد يتم استردادها.

أما في البحرين فقد قامت إحدى الباحثات د. بنة بوزبون بدراسة 53 حالة من المترددات على مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري التابع للجمعية البحرينية لمناهضة العنف الأسري واستنتجت بأن 6.84٪ من الزوجات اللاتي تعرضن للعنف تقع أعمارهن بين (31 و40 سنة)، و40٪ من الأزواج الذين استخدموا العنف ضد زوجاتهم تقع أعمارهم بين (31 و40 سنة)، و3.40٪ من حالات العنف تقع لدى عمر الزوج من 13 سنة فأكثر، و5.72٪ من الزوجات المتعرضات للعنف لديهن من 2 إلى 4 أطفال، و3.50٪ من المعنفات مطلقات.

وتؤكد الدكتورة أن الدراسة كشفت أيضا أن 7.37٪ من الزوجات المعنفات حاصلات على تعليم ثانوي، و3.43٪ من الأزواج الذين استخدموا العنف ضد زوجاتهم حاصلين على تعليم ثانوي فقط، و4.40٪ من الأزواج الذين استخدموا العنف ضد زوجاتهم يعملون في وظائف تخصصية، و2.51٪ من الأزواج مستوى دخلهم بين 201 و400 دينار.

عرّف قاسم أمين الحرية بأنها: «استقلال الإنسان في فكره وإرادته وعمله وعدم خضوعه خارج هذه الحدود لإرادة غيره وهي بذلك تشكل عنوان التقدم وغايته». في رأيه أن المرأة التي يحجر عليها الرجل ولا يسمح لها بالخروج لا يحترم حريتها كذلك الحال لدى المرأة التي يتم تزويجها دون الأخذ برأيها والتي أيضا تحرم من العلم سوى فروض العبادة وبعض مبادئ العلوم. وفي نظره أن المرأة التي لا تعيش بنفسها ولنفسها بل بالرجل وللرجل وهي في حاجة إليه في كل شأن من شؤونها، لا تفكر إلا بعقله ولا تنظر إلا بعينه ولا تسمع إلا بأذنه ولا تريد إلا بإرادته فهي مسلوبة الحرية.

لقد رأى ابن رشد ما لدى المرأة من قوة تمكنها لو استخدمت بطريقة صحيحة، أنْ تُغيِّر الكثير، ليس فقط في النظرة حولها كامرأة، وإنما أيضاً في دورها الفاعل في البناء الاجتماعي. فقد أوضح أن العبودية تقضي على قوى المرأة، وقوى المجتمع معاً. لهذا عدّ تخلفها تخلفاً اجتماعياً. والوعي أيضا أحد مسببات نجاح المرأة في حياتها وتقدم الشعوب. ولعل انشغالها بإدارة المنزل وتربية الأبناء والاهتمام بالزوج أبعدها عن الاهتمام بجوانب الحياة الثقافية وبلوغ الوعي الذي يؤهلها لفهم حقوقها والظلم الواقع عليها فلم لا تبدأ المرأة بالتفكير بإصلاح حالها مما ينعكس على بيتها ومجتمعها!.

(لوحات التشكيلي العراقي شوكت الربيعي) تستعرض معاناة المرأة العراقية، المرأة بالنسبة له أهم الموضوعات الإنسانية فهي الأم، الأخت، والزوجة والتي تشكل وحدة ملتحمة مع التربة العراقية.

تحول هذا الفنان من الانطباعية في اللون والمعالجة إلى التعبيرية أسلوبا وصياغة يجمع في تجربته بين البصرية والذهنية والعاطفية. ويمثل اللون الأخضر حياته الريفية التي عاشها بإحساس طفولي يبحث من خلاله عن قريته الريفية الآمنة في زحام المدينة ،إنه يراه في كل شيء السماء والأرض والوجوه السمراء.

يتصدر عمله كيان المرأة ليبين أهميتها من وجهة نظره في المجتمع وفي ذات الوقت ينتقد ظلمه لها فنرى أنه رمز بالشعر المسدل على وجهها بالستار والعازل الذي يخفي هويتها وحضورها الفعال ويقمع وجودها الهام بجانب الرجل.

وهناك الكثير من الفنانين والفنانات الذين شاركوا المرأة همومها ولم تكن مشاركتهم تلك عبر اللوحات الفنية فقط بل أن هناك فنانين سخروا عدسات الكاميرا لالتقاط لحظات هامة تسرد قضايا تمس المرأة قد يغفل عنها المجتمع .

شيرين نشأت فنانة تشكيلية إيرانية أقامت معرضها الأول في عام 1993م لمجموعة صورية بعنوان «نساء الله» والذي ركزت فيه على وضع المرأة الإيرانية التي عانت من مجتمعها في فترة الحرب العراقية الإيرانية إذ أنه ظلمها باسم الدين ومارس عليها ضغوطات . لذا أحبت هذه الفنانة أن توصل كلماتها التالية من خلال الصور المعروضة: فتقول فيها :

ـ البسي ثوب الحشمة المكسو الطويل المطرز بالأعمال المستحبة .
ـ حني يديك بالدعاء وارفعيهما إلى السماء حتى يستجيب الله لك .

(منال الدويان) فنانة تشكيلية سعودية، تحمل شهادة البكالوريوس في إدارة المنظومة المعلوماتية والماجستير في تحليل النظم والتصميم .عملها يجسد صورة فوتوغرافية بعنوان (قيد الزواج) لقطة تجسد العالم الذي تراه متغيرا. يرى أحيانا جميلا مسالما وأحيانا أخرى مروعا ومخيفا. الصورة تمثل عروس تسير في اتجاه شيء مبهم قد يكون شركا لا فرار منه ربما يسبب لها السعادة أو الحزن إنها رؤية غامضة لا تتضح معالمها ، تحمل العروس مصادفة أساور سوداء هي التي نقلت لفنانتنا إحساسها بالقيد الخانق الآسر لهذه العروس. والتقاط الفنانة للصورة باللونين الأسود والأبيض يغيب البهجة مما يجعلنا ننظر إلى تفاصيل العمل بعمق أكثر بعيدا عن خصوصية الألوان.

فن الفيديو ألقى الضوء على هذا الموضوع… وهو فن الواقعية الجديدة أي الأفلام التي تستخدم فيها أشياء فعلية. إنه استغلال جديد للوسائط وعمل مشترك في مجال الإستاتيكا والتكنيك الهادف وهو تكنولوجيا جديدة توحد بين الطاقة والزمن والمادة والمكان.عمل هذا الأسلوب على تبدل سبل التلقي وفي النتيجة تبدلت لغة الفيلم نفسها.

ومن الفنانات الخليجيات اللاتي اتجهن إلى هذا الفن:
(ميسون صقر) إحدى الفنانات اللاتي شاركن المرأة همومها وجعلت هذه القضية من أهم القضايا التي تنفرد بقسم كبير من أعمالها ،إنها فنانة تشكيلية وشاعرة إماراتية أقامت عدة معارض على مدى ٠٢ عاما منها (خربشات على جدار التعاويذ – الوقوف على خرائب الرومانسية – السرد على هيئته – الآخر في عتمته – جناح طائر). وتتوزع هذه المعارض بين الإمارات ومصر والأردن وتونس والبحرين وفرنسا.

الصور المستعرضة لقطات من الفيلم التسجيلي (خيط بعد خيط عام 2005م) حيث اعتمدت هذه الفنانة على التلميح أكثر من التصريح ونقل رسالة بصرية فيها غموض يفتح شهية المتلقي لإعمال ذهنه والتجاوب وجدانيا مع العمل. استخدمت في عملها وسائط تكنولوجية متعددة دون الحاجة إلى الحوار مدة الفيلم 10 دقائق تحكي من خلاله قصة امرأة تستيقظ من نومها متجهة بالصلاة إلى الله فهي بذلك ترتشف رحيقا يمدها بالحياة لتجابه يومها بطوله ثم تنتقل إلى عملها المعتاد وتتنقل من مكان إلى آخر غير مكترثة لمن حولها من شراذم البشر الذين يمتهنون جسدها وعقلها في المجتمع ، فهي المرأة التي كرمها الله ومنحها حق البقاء مرفوعة الهامة.

(أمل العاثم) فنانة قطرية تخرجت من جامعة قطر بدرجة البكالوريوس في التربية الفنية عام 1995م وهي عضو في مجلس إدارة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية أقامت معرضا شخصيا بعنوان «تراثيات معاصرة» في البحرين ومثلت قطر في سامبوزيوم للرسم في لبنان عام 2003م.

(من الظلام إلى النور) عمل فني بأسلوب الـ video art في مدة استغرقت ست دقائق وثلاثين ثانية ودون حوار تحكي فيه عن قصة امرأة خليجية تخرج من الماء الذي شكل لها الظلمات لتتخطى السور المحكم وتقف بكل قوة وعزم أمام النار فتلقي فيها كل معنى للتخلف والانكسار والعبودية وتتجه إلى النخلة التي تمثل لها الصمود وتستمد منها العزيمة تسير وتسير باتجاه الشمس وفي خطاها الثابتة أمل متجدد وبصمات لحياة مشرقة. لقد اعتمدت هذه الفنانة على الضوء والظل كتأثير هام يوصل للمشاهد إحساسا بالحالة والحدث.

خاتـمة:
قضية المرأة هي أيضا قضية الرجل فهي نصفه المكمل له في كل أوجه الحياة، لا الرجل يستطيع الاستغناء عن المرأة ولا هي بدورها تقلل من أهميته في حياتها. وكما رأينا مما سبق أن الأعمال الفنية المستعرضة لم تساهم بها الفنانة التشكيلية بل أيضا وعى الرجل إلى خطورة القضية وآزرها عن طريق الفن بالإضافة إلى الأقلام الجريئة التي تعتبر رسالة صريحة ينشد من خلالها توعية المجتمع إلى إيقاف العنف والاضطهاد على هذا الكائن الرقيق، مما يدل على أن هذا الموضوع صرخات لم تطلقها وتسمعها المرأة فحسب بل أن الرجل شاركها في التعبير عن قضيتها بل وسارع في المطالبة عنها بكل ما يستطيع تقديمه من عون معنوي ومادي.

قرأت في كتاب «مشكلة الفن» أن الفن يعكس بيئة اجتماعية فهو يعبر عن قضايا اجتماعية وموضوعات تمس المجتمع ولكنه هنا لا يعني عالم الجمال بل التعبير الفني ويختار تلك الموضوعات ليصوغها فنيا للتعبير عنها فيقوم بتوحيد الفن مع الأفراد الآخرين فهو مشاركة وجدانية وتعاطف مع الآخرين.

الفن لا يمثل في الحياة الاجتماعية مجرد نشاط عابث ينطوي على تبديد القوى وفقدان الطاقة دون أثر إنتاجي مترتب عليه فالفنان هو ذلك المخلوق المبدع الذي يواجه بيئته الاجتماعية بكلمة «لا» والذي يجد في نفسه من الشجاعة ما يستطيع معه أن يرفض شتى المعايير القائمة.وفقا لما نشر بصحيفة الجديدة.[/JUSTIFY]



من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.