لماذا سمي البحر الأحمر بهذا الاسم
بواسطة: إيمان الحياري
البحر الأحمر يُسمى البحر الأبيض أيضاً ببحر الحبشة أو بحر القلزم، ويُشكّل مع الخليج العربي مدخلاً ومنفذاً لمياه بحر المحيط الهندي، ويحتلّ موقعاً بين قارتي إفريقيا وآسيا. يقع هذا البحر الشاسع المساحة في ناحية من الوادي المتصدّع الكبير، ويشترك بحدود مع المحيط الهندي من الناحية الجنوبيّة بمضيق باب المندب وخليج عدن، أمّا من الناحية الشمالية فيشترك بحدود مع خليجي العقبة والسويس وشبه جزيرة سيناء، ويُشار إلى أنّ الصندوق العالمي للحياة البرية بيّن أنّ البحر الأحمر ضمن المحميات البيئيّة البالغ عددها مئتا محميّة. تمتدّ مساحة البحر الأحمر إلى مسافة تصل إلى أربعمائة وثمانيةٍ وثلاثين ألف كيلومتر مربع، ويصل طوله إلى ما يفوق ألفين ومئتين وخمسين متراً، وتبلغ أوسع نقطة في البحر الأحمر ما يقارب ثلاثمائة وخمسةٍ وخمسين كيلومتراً مربّعاً، أما فيما يتعلق بالعمق فتكون أعمق نقطة عند 2.211 متر، ويعدّ غنياً بالحياة البحرية والمرجانية، فيضمّ في مياهه ما يفوق الألف نوع من اللافقاريات، ومئتي نوعٍ من الشعاب المرجانية بأنواعها. التسمية تَضاربت الآراء حول سبب تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم؛ إذ تُشير بعض الأقاويل إلى أنّه سمّي بهذا الاسم نظراً لكونه منطقةً محظور الدخول إليها لخطورتها ضمن الخرائط البرتغالية؛ حيث تكون المياه الموسميّة ذات لون أحمر، ووفق رواية أخرى فإن اسمه مستمد من إحدى القبائل التي أقامت في اليمن وتُسمّى قبيلة حمير. الرأي الأصح هو أنّ العلماء العصريين يشيرون إلى أنّ هذا الاسم مستمدٌّ من المؤشر المشير إلى الجنوب على البوصلة، وكما هو الحال في البحر الأسود الذي اتخذ اسمه من اللون المشير إلى الناحية الشمالية، وجاء ذلك وفقاً لاستخدام أسلوب الاتجاهات السماوية في التسمية. علم المحيطات يمتدّ البحر الأحمر بين مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية، ويُعتبر وسطاً ملائماً لعيش ونمو الشعاب المرجانية في كافة مساحات مياه البر الأحمر، وذلك نظراً لعمقه الكبير، بالإضافة إلى الكفاءة في أسلوب توزيع مياهه، بالإضافة إلى قلّة ملوحة المياه إثر تبادل مياه البحر الأحمر مع مياه كلٍّ من مياه المحيط الهندي والبحر العربي من خلال خليج عدن، ويُساعد ذلك على تحفيز تبخّر مياه البحر من الناحية الشمالية، وارتفاع درجة حرارتها نسبياً في الناحية الجنوبية. ينفرد البحر الأحمر بمناخٍ خاص به وهو مناخ البحر الأحمر؛ إذ تهبّ عليه رياح موسميّة شمالية شرقية وجنوبية غربية، وذلك نتيجة الفروقات الواضحة في درجات الحرارة ما بين سطحي البحر والأرض؛ حيث تكون درجة الحرارة القريبة من السطح عادةً عالية جداً، وتتركّز بها الملوحة بنسبةٍ عالية؛ إذ يُعتبر هذا البحر من ضمن البحار ذات الملوحة والسخونة العالية.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.