معرض نادي التصوير الضوئي في ثقافي أبو رمانة

أفتتح في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، المعرض الفني الثاني والثلاثون لنادي فن التصوير الضوئي بعنوان «سورية التاريخ» وذلك يوم الأحد 11 كانون الأول2011، قام بافتتاحه الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة، وبحضور الدكتور مروان مسلماني المؤسس الأول لنادي التصوير الفوتوغرافي، والسيد خلدون الخن رئيس نادي التصوير الضوئي، والسيدة الهام سليمان مديرة المركز الثقافي، و عدد كبير من التشكيليين والفوتوغرافيين، والصحفيين ومن محبين التصوير الضوئي و من رواد المركز الثقافي.

ضم المعرض أكثر من 85 مصور فوتوغرافي و تضمن أكثر من 100 عملاً فوتوغرافياً، لأروع الأماكن السورية القديمة وذات التاريخ العريق والحضارات المشهودة، مثل قلعة برقش التاريخية وقلعة جندل، إضافةً لصور لقلعة حلب، و حائط قلعة دمشق، ولوحات للبيوت الدمشقية القديمة ومنها واجهة بيت عبد القادر الجزائري بدمشق، إضافة إلى لوحات تعبر عن جمال الطبيعة في طرطوس، ومحلات الصناعات اليدوية التي تتحدث عن تاريخ هذه الصناعة، واللحظات الجملية التي يحملها غروب الشمس وشروقها إلى التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع من خلال التصاق الجامع بجانب الكنيسة، وقد تم تكريم الدكتور مروان مسلماني، وأعطى شهادات للمصورين المشاركين في هذا المعرض ليكون لديهم الدافع الأكبر لإيصال الرسالة السورية التاريخية إلى العالم.


الدكتور علي القيم 
معاون وزير الثقافة

ويحدثنا السيد الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة عن نظرته لهذا المعرض من خلال هذه اللوحات التاريخية قائلاً: «إن نادي التصوير الضوئي نادي قديم وعريق له الدور الكبير للتعرف بآثارنا الحضارية وطبيعتنا الساحرة، وقد تدرج على رئاسته مجموعة من الفنانين المشهود لهم بالقدرة والكفاءة العالية، وفي هذا المعرض نجد لوحات تعبر عن جمالية سورية وتاريخها، وعن وجوه شعبها هذا الشعب الذي يتمتع بصفات نبيلة وكريمة، وسعادتي في هذا المعرض كان من خلال تكريم الدكتور مروان مسلماني الذي كان أول من أوصل رسالة للعالم من خلال لوحاته التي تتحدث عن سورية، وهذا تكريم له معاني كثيرة وكبيرة لهذا الفنان الذي جاهد منذ سنوات ليكون لهذا النادي دور كبير على صعيد الثقافة والفن».

ويؤكد على مرافقة هذا النادي للمعارض الفن التشكيلي واللوحة الضوئية لها، و الدور ثقافي وحضاري وذلك من خلال المشاركة في المعارض العربية والعالمية وإظهار حضارة سورية عبر لوحات التصوير الضوئي، وذلك منذ عام 1976 وإلى الآن مازالت مستمرة بشكل رئيسي وفعال، وإن نادي التصوير الضوئي بمعارضه مازال قادر على التشدد بالرغم ما هو حاصل في مجال الطباعة الالكترونية و الكاميرات الحديثة، ولكن تبقى عدسة المصور وطريقة التقاطه للصورة من خلال عدسة هذه الكاميرا تعبر عن مكنونات الذات والطبيعة في سورية، ونحن وزارة الثقافة سنقدم الدعم الكبير لهم وأول الأمر سنقوم باختيار مقر لهذا النادي الكبير والقديم.


من أجواء المعرض في ثقافي أبو رمانة

من جهته يقول الدكتور مروان مسلماني عن تكريمه في هذا المعرض قائلاً: «اشكر الدكتور علي القيم والفنان خلدون الخن و جميع المصورين الفوتوغرافيين على هذا التكريم، وإن التطور الذي حصل في مسيرة نادي التصوير الضوئي منذ بداياته وإلى الآن أراه تطوراً سريعاً قد فاجئني من خلال لوحات حصدت نسبة 40% من هذا المعرض بمناظر جميلة وعجيبة، ولم أكن متوقع بظهور العمق الفني لهذه اللوحات لأنها حملت الطابع الإنساني ولكن بلون الطبيعة الخالبة، ولكن ظهور الكاميرات الجديدة قد أساءت لفكر الإنسان، لأن الفنان القديم كان يفكر باللقطة والضوء وفتحة العدسة أي بالمكونات التي تجعل هذه اللوحة جميلة، ولكن لم يعد هذا الجهد الفني الذي كان يعطي الفنان التفكير لإظهار صورته تلك الجمالية».

ويتابع إن وجود عدد من اللوحات بلون الأسود والأبيض تعطي للمشاهد تعابير أكثر جمالية من اللوحات الملونة وتشعرنا برهبة أكبر، ومن خلال هذا المعرض وعدم مشاركتي بأي لوحة لأن جميع معارضي تحمل طابع العلمية والتخصص، وسيكون لدي معرض قريب في دول أمريكا الجنوبي للمغتربين السوريين بعنوان سحر وشعر، وهو يجسد التاريخ والحضارة السورية . 


من أعمال الفنان ناصر سلامة عبيد في ثقافي أبو رمانة


أما الفنان خلدون الخن رئيس مجلس إدارة نادي فن التصوير الضوئي عن هذا المعرض قائلاً: «لقد تأسس هذا النادي عام 1979 وتم إشهاره عام 1982، وهو النادي الوحيد المرخص للفنانين الضوئيين بسورية، ولكن هذا النادي يعاني من مشاكل كثيرة أهم وأولها عدم وجود مقر له رغم الوعود الكثيرة من المسئولين، وقد ضم لوحات تاريخية لجميع المحافظات السورية، ولوحات تعبر عن الرأي الداخلي للفنان، وهذا المعرض عبارة عن تظاهرة كاملة بالنسبة لنادي التصوير الضوئي كل سنة يعرض مرة ويتم نقله إل 5 محافظات بعد محافظة دمشق كل شهر محافظة، وكانوا المشاركين من جميع المحافظات السورية لإيتاحة المجال لهم في الظهور، ولقد أصدرنا دليل لهذا المعرض يوجد فيه أسم الفنان وصورته وسيرته ذاتية، ليكون مرجع للمصورين».

ويضيف نحن نادي التصوير الضوئي رغم الإمكانيات البسيطة نقوم بمنافسة المصورين الغرب والعرب، وقد ترجم ذلك بحصول الفنان أنس شحادة المركز الرابع لمعرض هامبورغ، وبهذا نجد التطور الكبير لهذا النادي في كل عام، ومقارنةً مع معرض 2010 لقد كانت لنا انطلاقة في هذا المعرض أن نقوم بتحويل الفوتوغراف لقطة البوستر، إلى لقطة يمكن أن تكون مادة فوتوغرافية، وتتحول إلى لوحة تشكيلية، وقد طرحت هذه الفكرة على وزارة الثقافة وطبقة في افتتاح معرض خان أسعد باشا، لأن هذه اللقطة يمكن أن تكون بحد ذاتها قصة أو حكاية معبرة ورسالة لجميع العالم متحدثة عن نفسها وعن تاريخ سورية.


الفنان فرج الشماس

وفي لقاء مع الفنان فرج الشماس يحدثنا عن صورة جميلة 
لمعلولا و هذه البلدة الملهمة للفنانين قائلاً: «تمتاز معلولا بجمالية رائعة تعطي الفنان النظرة الجميلة في التقاط الصورة، و معلولا على مر الأزمان هي المرجع الأول للفنانين الفوتوغرافيين لما تمتلكه من حضارة وتاريخ تعود إلى 300 ألف سنة، وقد أكتشف بجانب معلولا في يبرود حضارة تعود إلى 60 ألف سنة، وكانوا يعيشون أهلها بمغارات وقاموا بحفرها و ببناء قرية ومجتمع آنذاك، وقرية معلولا تقع على جبل ولوحتي كانت عبارة عن صورة لبلكون داخل منزل تظهر السقف الخشبي القديم والأثاث القديم في المنزل، وتطل على القرية التي تتمتع بالبيوت المتلاصقة مع بعضها، وعلى الكنائس الدينية، وتصف الحياة المصغرة لهذا المجتمع العريق، والذي يمتاز بحضارته وآثاره التاريخية، وبلغته الآرامية لغة السيد المسيح، ومن خلال هذه اللوحة الظاهرة بلون الأسود والأبيض لأن التدرج من الأسود إلى الأبيض يجعلك ترى أكثر من لون، ولكن الأسود والأبيض أعطى جمالية أكثر وتعبير عن التاريخ القديم والجميل للمدن والقرى السورية».


من أعمال الفنان مصطفى مغمومة في ثقافي أبو رمانة

وبدوره يحدثنا الفنان محمد حاج قاب عضو نادي التصوير الضوئي و رئيس فريق جوالة الأرض قائلاً: «الهدف من مشاركتي في هذا المعرض هو إظهار اللوحات التي تعتمد على البحث والاكتشاف، وقد ترجمت ذلك من خلال اللوحة الأولى التي تتحدث عن مكان يدعى برقش يقع بين سورية ولبنان وفلسطين، والآن محيطه عبارة عن ثكنات عسكرية، وهو من الحضارات الجميلة ويوجد فيه مغارات غير معروفة، وهو عبارة عن منطقة جبلية ممتدة من قلعة جندل في برقش إلى منطقة نخلة، واللوحة الثانية عن منظر طبيعي للأشجار تلبس ثوب من الثلج، وبذلك أعطيت المتلقي الذي يعتمد على النظرة المباشرة والغير المباشرة نوعاً من المعرفة التاريخية للمناطق الغير معروفة من قبل الناس والتي تتمتع بسحر جميل وقديم».


الفنان جمعة سليمان


وبدوره يحدثنا الفنان جمعة سليمان عن لوحتين معبرتين قد شارك بهما قائلاً: «كانت مشاركتي من خلال لوحتين لهما موضوع وقصة بحثية ولم أتطرق للمناظر الطبيعية، فالصورة الأولى تتحدث عن مسن بلغ من العمر 90 سنة لا يرى ولا يسمع ولكن يتحسس الأرض من خلال أصابع قدميه ويتشبث بهذه الأرض، وذلك بعد مراقبة لهذا المسن ليعطيني حكمة أنا الإنسان من هذه الأرض ومهم حصل له يجب أن يبقى متشبث بالأرض».

ويضيف: «اللوحة الثانية وهي تحكي عن شبك قبر لرجل من الصالحين في منطقة ساروجة يأتي الناس ويضعون الأقفال على هذا الشبك من أجل حل مشكلة أو قضية فإذا حصل الحل قاموا بنزع هذا القفل، فهنا نرى أن لكل شخص قضية يريد حلها وقد مر على هذا الشباك الكثير من الناس على مر التاريخ يريدون أن تحل قضاياهم، والفنان جمعة من مدينة دير الزور وهذه المشاركة الثانية الجماعية في دمشق بعد مشاركته في خان اسعد باشا في لوحة بيت قديم، وله معرض فردي بعنوان الفرات في الذاكرة، وكانت أول صورة له في مسيرته الفنية منذ عام 1970 وإلا الآن لقطة في عام 1969 لجسر معلق في مدينة دير الزور، وهذه المدينة الجميلة والتي تتمتع بنهر الفرات واللوحات المعبرة في وصفه، وقد كان يرى في التصوير الضوئي البحث والاكتشاف والفكرة من خلال الصورة الجديدة».


من أعمال الفنان علي الحسين في ثقافي أبو رمانة

وبدوره يحدثنا الفنان ناصر ريشة عن مشاركته قائلاً: «شاركت في هذا المعرض من خلال لوحتين تحت عنوان سورية التاريخ، الأولى هي عبارة عن صورة تتكلم عن جامع وكنيسة بجانب بعضهما وهي أكبر فكرة للتعايش بين الطوائف، وهذا التعايش السلمي كان موجود في سورية بالأخص منذ القدم، وهنا الصورة تحكي وتروي قصص كثيرة عن المحبة والألفة، والصورة الثانية هي حائط لقلعة دمشق هذه القلعة الكبيرة والصامدة لأن ما تمر به سورية وهي القلعة الصامدة في العرب، وهي عبارة عن رمز وصورة من صور التاريخ السوري القديم، وهنا نجد أن هذه اللوحات تروي حكاياتها عن نفسها وعن تاريخها لتكون منارة لجميع الناس».


من أعمال الفنان محمد حاج قاب في ثقافي أبو رمانة

وفي لقاء مع الفنان رهف الجلاد عضو نادي التصوير الضوئي، وعضو أمانة عامة لاتحاد المصورين العرب تخبرنا عن مشاركتها قائلةً: «شاركت من خلال لوحة واحدة تتكلم عن قرية ريفية من خلال صورة للقبب الطينية القديمة، وهذه القرية قد نسيت مع مرور الزمن، ولقد سلطت الضوء عليها لنحافظ على تراثنا القديم، وكانت بلون الأسود والأبيض لأن هذا اللون يعطي الصورة حقها في العرض والروعة ويتحدث عنها تاريخياً وأكثر ايضاحاً من الصورة الملونة، والمصور الضوئي يمتاز بعدسة عينيه في أخذ اللقطة وحتى في الكاميرا الغير احترافية يمكن أن يأخذ صورة معبرة أكثر ولها موضوع وبحث، فإن عدسة الفنان ورؤيته هي التي يتميز بها المصور الضوئي، والفنان رهف خريجة معهد الفنون التطبيقية منذ عام 1998 وأول صور لها عن مدينة الهامة بدمشق عام 1997».


الفنان إبراهيم الشلبي

وبحدثنا الفنان إبراهيم الشلبي عن مشاركته في معرض سورية التاريخ قائلاً: «شاركت في لوحتين قد جمعت بين القديم والأقدم، والقديم كانت عبارة عن باب خشبي يعود إلى أكثر من 200 عام في حارة من حارات دمشق القديمة، وهذا الباب تاريخ لوحده ولمن مروا عليها وهو يحافظ لدرجة معينة عن لونه وزخرفته الجميلة، والأقدم هي كنيسة تقع في مرتفع جبلي فوق مدينة صيدنايا، والأكثر جمالاً أن هذا الحجر لم يفقد لونه مع مرور الزمن وبقي تاريخ يحكي عن الناس وعن الزوار، ومن خلال هذه المشاركة أردت أن تكون اللوحات تاريخية وغير معروفة من قبل الناس، لأننا نبحث عن الصور الجديدة والقديمة، وهذا هو هدف المصورين الضوئيين، والفنان إبراهيم وهو عضو نادي التصوير الضوئي وهذه المشاركة الثالثة له في المعرض السنوي، وبعد شهر سيكون لديه المعرض الفردي الأول في المركز الثقافي الروسي بدمشق».

يشار أن نادي التصوير الضوئي تأسس عام 1979، بجهود ثمانية عشر فناناً حيث شهدت صالة الرواق بالعفيف أول معارضه بمشاركة خمسين عضواً من المؤسسين والمنتسبين، والآن يضم النادي أكثر من 265 عضواً، من جميع المستويات العلمية والثقافية وعلى جميع مستوى المحافظات السورية، ويقيم كل سنة ثلاثة معارض فنية ضوئية، والهدف منها إبراز أهم المعالم السياحية و الثقافية والأثرية التي تتميز بها كل محافظة من المحافظات السورية.

 

عبد القادر شبيب – دمشق

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.