كثيرا ما نجد الهواة أو الجدد في عالم التصوير يتفاخرون بكاميراتهم التي تحتوي حساسا بعدد كبير من البيكسيلات معتبرين أنه المعيار لدقة الصورة العالية فبنظرهم كلما ارتفع عدد البيكسيلات زادت الدقة و كذا النقاش يحتدم بين من يحمل جهاز هاتف نقال يحتوي كاميرا متطورة بميغا بيكسيل عالي و يقارنها بكاميرا احترافية أو شبه احترافية من ميغا بيكسيل مماثل أو أقل ظانا أن الصورة المنتجة من كاميرته أكثر دقة فهل هذا حقيقي أم هو مجرد وهم؟

أولا لا صحة لكل هذه الأوهام فدقة الصورة ليست من البيكسيلات بل هي من حجم الحساس فحساس الفئة المتوسطة ( Medium Format) هو الأدق و الأعلى كلفة و يأتي بعده الحساس بالإطار الكامل ( Full Frame ) و من ثم الحساس المجتزأ ( Croped Frame ) و في النهاية الحساسات الأصغر حجما ككاميرات الكومباك المدمجة و كاميرات الهواتف النقالة حتى لو كان عدد البيكسيلات أكبر إذ أننا نضطر كي نضع 24 ميغا بيكسل في حساس بحجم 16 * 10.6 مم مقارنة بحساس بقياس 24 * 16 مم إلى تخفيض حجم المستقبل الإلكتروني لكي نستطيع وضع هذا العدد الكبير من المستقبلات في مساحة صغيرة و هذا بالتالي سيؤثر على أداء هذه المستقبلات.

لذا فلنسأل أنفسنا لم نحتاج إلى هذا العدد الكبير من البيكسيلات؟

بكل بساطة … لنستطيع أن نطبع حجما أكبر!!

إذ كلما زاد عدد البيكسيلات مقارنة بالمساحة المطبوعة و دقة الطابعة التي تقاس بوحدة ( نقطة في الإنش DPI ) زادت الإمكانية لطباعة أحجام أكبر و كلما قل عدد البيكسيلات قلت هذه الإمكانية و عليه فإننا إذا قمنا بالتصوير بكاميرا ذات 6 ميغا بيكسيل و كاميرا ذات 12 ميغا بيكسيل و طبعنا كلا الصورتين بالقياس الأمثل لكليهما و قارنا الصورتين سنجد أنه لافرق أبدا بينهما إلا في الحجم كما أن عدد البيكسيلات الأكبر يفيد عند عمل اقتطاع كبير للصورة فلو اقتطعنا نصف الصورة المصورة بكاميرا ذات 12 ميغا بيكسيل لأصبح حجم الملف 6 و هو حجم جيد يكفي لطباعة الصورة بقياس 25 * 16 سم على دقة 300 DPI و هو حجم ممتاز بينما لو قمنا بهذه العملية على صورة من كاميرا ذات 6 ميغا بيكسيل و اقتطعنا نصف الصورة سيصبح حجم الملف 3 ميغا بيكسيل مما يسمح بطباعة الصوة بقياس 17.5 * 13 سم.

و حتى الصور بكاميرا ذات بيكسيل قليل يمكن أن تتم طباعتها بأحجام كبيرة و ذلك بتقليل DPI و لكن عندها يجب عرضها على مسافة أبعد من المشاهد لأن الصورة عن قريب ستبدوا محببة و غير دقيقة و لكن على المسافة المناسبة ستبدوا مطبوعة بدقة عالية و هذا شأن اللوحات الإعلانية الكبيرة التي تعلق على أسطع الأبنية إذ أنها تطبع غالبا بدقة 72 DPI فلو أخذنا صورة من كاميرا ذات 6 ميغا بيكسيل و قمنا بطباعتها بدقة 72 DPI فسنحصل على صورة مطبوعة بقياس 106.12 * 70.56 سم.

لذا زميلي المصور إذا لم يكن بك حاجة إلى طباعة أحجام كبيرة ولم تكن تنوي اقتطاع أجزاء كبيرة من صورتك فلا حاجة لك بدفع مبالغ إضافية قد تصل إلى 50 % إضافة لسعر الكاميرا التي تحتاجها فعلا فكاميرا بحساس يصل إلى 12 ميغا بيكسيل أكثر من كافية لتصور و تطبع بدقة عالية و بأحجام تناسب معظم الاستخدامات.

أرفق رابطا لموقع يحتوي حاسبة تمكن من احتساب الحجم المثالي بناء على عدد البيكسيلات و دقة الطابعة

http://www.photokaboom.com/photography/learn/printing/1_calculators.htm

هيثم فاروق المغربي

من هيثم فاروق المغربي

رئيس مجلس ادارة نادي فن التصوير الضوئي السوري مدرب عربي معتمد في الفوتوغراف من أكاديمية اوسان عضو في اتحاد المصورين العرب - مصور محترف عضو الاتحاد العالمي للمصورين المستقلين - مصور صحفي محترف- عضوية دائمة