والاستاذ نور الدين حسين ، من مؤسسي (الجمعية العراقية للتصوير)  ، ورئيسا لفرعها في الموصل لدورات عديدة .كما انه عضو في نقابة الصحفيين العراقيين ، ونقابة الفنانيين العراقيين . وقد كرم بشارة الرواد بصفته أحد رواد الفوتوغراف في العراق .وقد منح  في 12-1-1998 لقب (المصور الاول ) في الموصل من لدن ( مجلس الشعب المحلي )

               

وبتوقيع المحافظ انذاك الفريق الركن محمد عبد القادر عبد الرحمن الداغستاني  ، مع العلم ان الموصل كانت تضم انذاك قرابة (1000 )مصور فوتوغرافي مابين هاوٍ ، ومحترف .ومما يجدر ذكره ان تكريمه كان مع نخبة من رموز الموصل منهم الاستاذ سعيد الديوه جي والاستاذ نجيب يونس والاستاذ غربي الحاج احمد .

  

ومن حسن الحظ ؛ فإن الاستاذ نور الدين حسين يحتفظ – بحكم كونه رئيسا للجمعية العراقية للتصوير -فرع الموصل  لسنوات -من بين ارشيفه الغني بسجل يحمل عنوان :”  دليل  أسماء المصورين في الموصل ”  وهو مرتب حسب الحروف الهجائية  ، يضم اكثر من 1182 مصورا فوتوغرافيا ويحمل الفوتوغرافي الرائد مراد عبد الله الداغستاني الرقم (1 ) في حين يحمل الاستاذ نور الدين الرقم ( 3 ) . أما الرقم (2 ) فكان من نصيب الفوتوغرافي عبد الله علي محمد الحمداني .
كما يحتفظ الاستاذ نور الدين حسين ايضا ببعض محاضر انتخابات الهيئات الادارية للجمعية العراقية للتصوير في الموصل ولسنوات عديدة ومنذ السبعينات من القرن الماضي .
الناقد الاستاذ الدكتور نجمان ياسين كتب عنه مقالا في مجلة (الاذاعة والتلفزيون )  البغدادية العدد ( 268 )الصادر في 15 ايار سنة 1978 بعنوان : ” الرحلة مع التراث العربي :الطبيعة ..النموذج الشعبي ” قال فيه بالنص :” إن من يدرس حركة الفوتوغراف في الموصل ،لابد أن يولي أهمية بارزة  لما قدمه  نور الدين حسين،  فإن رؤيته ، وتجربته الفوتوغرافية ، تتحرك على ثلاثة أبعاد اساسية ؛ فهو يتناول معطيات التراث العربي الاسلامي ، ويركز على جمال واشراق الطبيعة ، وتناول النموذج الشعبي بقيمه البسيطة الصادقة …إن النموذج الشعبي في أعماله يظهر مثلا في لوحة (صانع التنور ) في لحظة إنغماره بالعمل ، وبدرجة تكاد تحس التعب المتمثل في إنحناءة الظهر ، ويصدق هذا على لوحة (بائع الزنابيل ) حيث إستكانة الصبي البائع ، وخلفية الصورة الفنية .. وإذا كانت هذه هي سمة عالم نور الدين حسين الاساسية ، فإن ثمة سمات اخرى تظهر بشكل قوي تارة يكاد يحولها الى سمة اساسية كما هو الحال في التقاطه الصور المعبرة عن مسيرة الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية والثقافية في العراق المعاصر  . ولعل صورة (عامل فني ) تُعبر بصدق عن ظهور وتبلور هذا الاتجاه عنده .على أن سمة ثانوية اخرى تظهر ايضا في إلتقاطه لصور ذات تعابير انسانية ، كما هو الحال في صورة (طيور الحي  ) أو صورة (الكف ) ذات الدلالة الرمزية الموحية .
ومن سمات رؤيته الفوتوغرافية اهتمامه ب (وجه الانسان ) خاصة في الكثير من التعبيرات الجميلة والجذابة ، وكل ذلك دليل على اتساع (عالم نور الدين حسين  ، الواقعي،  والفوتوغرافي ، وجديته،  وثراءه ) .
في واحد من معارضه وقف الاستاذ الدكتور هاشم يحيى الملاح المؤرخ المعروف،  ليقول كلمته ، فكتب في سجل الزوار يوم 24 اذار سنة 2012 :”  ان الصور التي ضمها  معرض الفوتوغرافي نور الدين حسين تشكل وثيقة تاريخية حية،  تصور الحياة في مدينة الموصل …انها وثيقة تنبض بالحياة ، وتدل على القدرات الفائقة لهذا الفنان الكبير …أما الصور التي ضمها المعرض لولده الشهيد نمير فإنها تكاد تكون وثائق تاريخية فريدة من نوعها ..إنها تصور قسوة الاحتلال الاميركي،  ووحشيته .كما تؤرخ بالصور الحية لعمليات القتل التي مارسها المحتلون الاميركان ضد الصحفيين وهم يؤدون واجبهم في تغطية الوقائع والاحداث ” .وقد يكون من المناسب هنا ان نشير الى ان ولد الاستاذ نور الدين حسين  الشهيد نمير ، وهو مصور فوتوغرافي  كان يعمل في وكالة رويترز ، قد  استهدفته  طائرة اباتشي اميركية لعينة وقتلته يوم 12 -7-2007 وهو يؤدي واجبه عامدة متعمدة  كما اتضح  ذلك فيما بعد من الافلام التي عرضتها القنوات الفضائية الدولية ومنها قناة (الجزيرة ) . وقد  وثقت سيرته في كتاب مصور باللغة الانكليزية بعنوان :” أعمال نمير نور الدين من خلال إسهامه في مكتب رويترز في بغداد”THE WORK OF NAMIR NOOR -ELDEEN , A TRIBUTE FROM REUTERS BAGHDAD BUREAU  ، والكتاب صدر بمقدمة كتبها الدكتور نبيل شقيق المرحوم نمير الذي اشار الى ان نمير نشأ في أحضان والده الصحفي والمصور الفوتوغرافي الرائد الاستاذ نور الدين حسين أحد اعمدة التصوير الفوتوغرافي في العراق .. وان ما دفع نمير لولوج ميدان التصوير انه شاهد المصورين الاجانب يغالطون انفسهم ويشرعنون للاحتلال البغيض ، وقد انبهر مصورو  رويترز بإبداعاته وعمل معهم وكانت لديه عين ثاقبة ، وموهبة نادرة في التقاط الحدث ومن زوايا مختلفة . وممن قدم للكتاب ايضاDran Yates و Mariam Karouny من مكتب رويترز في العراق.
أشر الاستاذ إياد البكري القيمة الفنية للصور الفوتوغرافية التي يلتقطها الاستاذ نور الدين حسين ، بقوله : ” إن صوره تميزت بتوزيع دقيق للظل والضوء ، وهي في هذه الحالة اقرب الى اللوحات التشكيلية ” . وقد شخص هذه الحالة اكثر من مختص واكاديمي في علم الضوء .وحول الصور بالابيض والاسود قال :” ان نور الدين حسين يقتنص اللقطة تبعا للحدث ؛ فالحدث هو الذي يستوجب استخدام الاسود والابيض للحصول على صورة متكاملة من حيث الظل والضوء ” .الكاميرا يقول نور الدين حسين هي  : ” اداة للتعبير عن بعض أحاسيس الفوتوغرافي ؛ فبالصورة ينقلها أي ينقل هذه الاحاسيس  للاخرين” . ان هدفه من التقاط الصورة ليس لاحتكارها بل اشاعتها بين الناس وهذا ما جعل الفوتوغراف عند نور الدين حسين ليس حرفة بحد ذاتها ، بل رسالة انسانية كذلك .

تعرف من خلال عمله في جامعة الموصل على تشكيليين بارزين منهم الاساتذة نجيب يونس،  وراكان دبدوب ، وضرار القدو ، وفوزي اسماعيل  ، وطلال  صفاوي ، وافاد من احتكاكه بهم .كما اطلع على مصادر ومراجع بلغات مختلفة  عندما كان طالبا في هيئة الانسانيات (كلية الاداب فيما بعد ) عن التصوير في المكتبة المركزية لجامعة الموصل لم تكن متوفرة في مكان اخر من المدينة . وبعد عام ونصف من تأسيس تلفزيون الموصل نقل خدماته اليه ، وعمل فنيا ومصورا ومعدا  لبرنامج  كان يعده عن مشاكل الناس وهمومهم بعنوان :”تحت الاضواء ” والذي نال شهرة كبيرة لانه كان يعالج مشاكل الناس وهمومهم وعرضها على السمؤولين بأسلوب مباشر واحيانا بمشاهد تمثيلية ناقدة وساخرة وقد اسهم معه في هذا البرنامج مقدم البرنامج سالم حسين الطائي وصباح ابراهيم وموفق الطائي ونداء محمد مخلص واستمر البرنامج قرابة عشر سنوات .
كما توطدت علاقته بالفوتوغرافي  الكبير مراد الداغستاني ، وعملا معا من اجل تأسيس فرع للجمعية العراقية للتصوير سنة 1977  في الموصل . وقد أفاد من عمله وتجربته في العمل الفوتوغرافي ، والذي استغرق قرابة أل ( 40 )  سنة أقام خلالها اكثر من (  30  ) معرضا داخل العراق وخارجه .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.