مي زيادة – ريحانة الشرق

 

  

              

ولدت مي زيادة في بلدة الناصرة بفلسطين 1886 من أب لبناني هو الياس زيادة، وأم فلسطينية هي نزهة معمر، واسمها الأصلي كان ماري زيادة
            

تلقت مي مبادئ القراءة والكتابة في الناصرة، ثم في مدرسة عينطورة «مدرسة الراهبات» وكانت في الثالثة عشرة من عمرها.
  

وعندما تسلطت روح الإستبداد والقهر، والإضطهاد العثماني في لبنان، كانت في المقابل الحريات سائدة في مصر التي هاجر إليها الياس زيادة مع عائلته في العام 1908.
 
  

دخلت الجامعة ودرست تاريخ الفلسفة العامة وتاريخ الفلسفة العربية، وعلم الأخلاق على المستشرق الإسباني «الكونت دو جلارزا» وتاريخ الآداب العربية على الشيخ محمد المهدي وتاريخ الدول الإسلامية على الشيخ محمد الخضري.
 وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة
    

ولا ريب أن الآنسة مي زيادة كانت منار للشهرة وشغلاً للرأي العام وإثارة لطبقة المثقفين ورجال السياسة والأدب ، فقد جمعت بين جمال الروح والجسد في تناغم عجيب، وألمت بالثقافة العربية والغربية إلماماً مدهشاً


    
    مصطفى صادق الرافعي                   عباس محمود العقاد

كما أتقنت اللغات الأجنبية وفضلا عن ذلك كان جمالها الروحي والجسدي مغريا للأدباء بحبها والتعلق بها وقد اشتهر بحبها مصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد وجبران خليل جبران الذي عرفها عن بعد وهو في المهجر الأمريكي واقتصرت العلاقة بينهما على تبادل الرسائل ولا شك أن صالونها الأدبي الذي كان يجتمع فيه كبار مثقفي العصر، زادها شهرة وتقديرا فالصالون الأدبي فكرة غربية محضة اشتهرت بها بعض كاتبات الغرب فضلا عن كتابه وإنشاؤه وترسيخه في المجتمع العربي الخارج لتوه من عصرالظلمات فكرة خلاقة مدهشة تؤكد أن المرأة ليست مجرد وجه جميل ورحم ولود، هذا الصالون الذي أنشأته الآنسة مي زيادة زاد في شهرتها وفي تقدير المجتمع لها , خاصة طبقة المثقفين
 أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بـجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة


 
                           جبران خليل جبران

ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931. واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة وهو الوحيد الذي بادلته حباً بحب وإن كان حباً روحياً خالصاً وعفيفاً
 ولم تتزوج مي على كثرة عشاقها.
   

وفي العام 1941 ماتت ريحانة الشرق مي زيادة قهراً ويأساً، الأديبة الآنسة التي كانت الزهرة الفواحة في روضة الأدب العربي وعندما أسلمت الروح لم تجد حولها لا صديقاً ولا نسيباً ولا رفيقاً، بل رأت سقفاً مظلماً تدلت منه خيوط العنكبوت، وكانت جنازتها مثالاً في البساطة، نعش قاتم سار وراءه نفر قليل من الأصدقاء

 وقالت هدى شعراوي في تأبينها ” كانت مي المثل الأعلى للفتاة الشرقية الراقية المثقفة”
 من أشهر أعمالها: كتاب المساواة , باحثة البادية , سوانح فتاة ,الصحائف , كلمات وأشارات , غاية الحياة , رجوع الموجة , بين الجزر والمد , الحب في العذاب , ابتسامات ودموع , ظلمات وأشعة , وردة اليازجي , عائشة تيمور , نعم ديوان الحب  , موت كناري
رحم الله ريحانة الشرق مي زيادة
المصدر – الموسوعة الحرة

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.