كتب- محمد مهدي وإشراق أحمد:

9 سنوات فقط، هي عمر حديقة الحيوان الوحيدة بخان يونس بغزة، مرت سريعًا غير أنها كانت بطيئة وقاسية على الحيوانات، الذين عانوا من شُح الطعام وعدم توافر الرعاية الصحية الكافية، فضلًا عن إصابة بعضهم بجروح في الحروب التي شنتها إسرائيل المحتلة على القطاع، مما أسفر عن نفوق عددا منها، في نهاية الأمر أدت هذه الأوضاع، إلى حصول الحديقة على لقب الأسوأ في العالم، ومحاولة إنقاذ الحيوانات بنقلهم إلى دول أخرى.

undefined

من أيام بدأت جمعية “المخالب الأربعة” الدولية لرعاية الحيوان في إرسال أفراد تابعين لها إلى قطاع غزة، لتخدير ونَقل عدد 17 حيوانا، من بينهم النمر “لذيذ” وعدد من القردة والطيور، بتنسيق مع مالكها “محمد عويضة” الذي استسلم للأمر الواقع بعد فشله في الحفاظ على الحيوانات نظرًا لضيق الأوضاع في القطاع.

ومن المفترض أن يُنقل “لذيذ” ورفاقه إلى دولتي الأردن وجنوب أفريقيا، رغم تصريحات “عويضة” بأنه وافق على إرسالها إلى مدينة عمان فقط، باعتبار وحدتها مع فلسطين -على حد وصفه- والعلاقات القوية بينهما.

كانت قصة نقل الحيوانات قد أثارت سخرية البعض في القطاع المحاصر، لتخرج التعليقات حال “الأسد له واسطة قوية”، أو تغبط حصول قرد على تصريح السفر خارج غزة للعلاج بعد تصنيف حديقة حيوانات الجنوب أنها الأسوأ في العالم، بالوقت الذي يقبع به نحو 10 آلاف مصاب، جراء الحرب الأخيرة عام 2014، ومنهم مَن يحلم أن ينكسر الحصار، ليتلقى العلاج ليس خارج البلاد، لكن داخل فلسطين.

undefined

وقبل عامين، بعدوان الخمسين يوما، لم يترك القصف الاسرائيلي مكان بغزة إلا ونال منه، وكان لحديقة خان يونس نصيب، إذ اشتعلت النيران بالمكان جراء الاستهداف، فضلا عن موت وإصابة الحيوانات بشظايا إثر القصف، ونتيجة للوضع الاقتصادي المتدني، الذي يعيشه أهل القطاع، وليس الحيوانات عنه ببعيد، مما أدى لجوء القائمين على الحديقة، بتحنيط ما ينفق، علها تكون رسالة تعبير عن سوء الأحوال.

وبلغ عدد الحيوانات النافقة بالعشرات، حيث لم يتمكن القائم على الحديقة –وفق تصريحات صحفية سابقة- أحيانًا من الذهاب إلى الحديقة في أيام الحَرب، فضلا عن عدم وجود مؤسسات بالقطاع لحماية الحيوانات من الضرر الواقع عليها، مما دفع إلى اللجوء لتحنيطها ليبقى آثر ما جرى في المكان حيًا لأكبر وقت ممكن.

undefined

هذه ليست المرة الأولى التي يتم بها نقل حيوان خارج القطاع، إذ تشهد حيوانات الحدائق الخمسة المتواجدة في غزة المصير ذاته، إما الموت جوعا أو جراء القصف، وهو ما أدي لمؤسسة نمساوية خاصة برعاية الحيوان إلى بدء علميات إخلاء الحدائق، حال الثلاثة أسود الذين انتقلوا إلى الأردن في عام 2014.