إبراهيم التميمي – عيوني البرواز

الغزل

الفوتوغرافي: عدسةٌ.. فابتسامةٌ.. ف«ارتقاء»

رؤية – سلافة سعد الفريح

منذ أن أبدع الله الكون وخلق الزوجين الذكر والأنثى والناس مشغولون بأمر الحب. الحب هو سر الحياة وسر السعادة وسر الجمال، وهو سر الأسرار الذي عجز العلماء عن فك رموزه وحل طلاسمه؛ فتأثير الذوق والميول والجاذبية وتوافق الأرواح لا يمكن تفسيره ومعرفة كنهه. إذ أن الحب لا يكون للأجمل ولا للأفضل ولا للأكمل، وإلا لما رأينا كثير من الرجال يفتنون بنساء أقل جمالا من غيرهن، ولما رأينا كثيراً من الفتيات يعشقن الصياد أو الراعي ويفضلنه على رجال المال والجاه والسلطة. وفي هذا الكثير من القَصَص العالمي والتراث العربي عبرالعصور وإلى يومنا هذا.. الجميل أن سلطان العشق والهوى يعصف بقلوب الملوك والقواد والسياسيين والعلماء، والبسطاء والجهلة والعبيد على حد سواء، ولا ينجو منه أحد حتى الطير والحيوان، إنه الحب! لا للرفاهية والكماليات بل لأنه إحساس فطري جُبِلَ عليه الأحياء.

والشعراء هم أكثر من عبّر عن هذه العاطفة، اتخذوا من الغزل وسيلة للتعبير عن لوعات الاشتياق وأنّات الفراق ووصف الجمال ولذيذ الوصال، فاشتهر شعراء الغزل وذاع صيتهم وكتب لهم ولقصائدهم الخلود وتناقلت أخبارهم الأصقاع، فقط لأنهم ذابوا عشقا وعبروا عن عشقهم شعرا. كجميل بثينة وقيس بن الملوح وقيس العامري مجنون ليلى وعمر بن أبي ربيعة وعروة بن حزام وابن زيدون وشعراء العصر الحديث ما يضيق عنهم المقام.

والمصورون شقائق الشعراء إلا أن الشاعر يسخّر الكلمات ، والمصور يطوّع الضوء للتعبير عن عاطفته. وبحكم البيئة والعادات والتقاليد كانت العفة من مزايا الرجولة التي يفخر بها الرجال كالشجاعة والكرم، فلا يستطيع الشاعر البوح بصريح مشاعره؛ لذا يلجأ إلى التلميح والرمزية في صوره الشعرية، وكلما زادت ثقافة الشاعر توغلت رمزيته إلى حد الغموض أحيانا.


فتحي العيسى – سيمفونية الورد

كذلك المصور لا يصرح بالغزل الضوئي بطريقة مباشرة، ولكن يلجأ إلى طرق كثيرة في التعبير كأن يميل إلى تصوير “الورود” لتجسيد جمال المرأة ورقتها وعذوبتها، مثل عمل “ملك التوليب” الفنان خالد الحربي الغني عن التعليق. ومن الطرق أيضا “الرموز والإيحاءات” وترك الحرية لخيال المتلقي ماشاء من رسم المشاعر والأفكار مثل عمل المبدع المفاهيمي الفنان عمر عبدالعزيز. ومنها أيضا تصوير “اللحظات الرومانسية” وما يرافقها من إحاسيس عبر الظل والضوء لخلق قصة أبطالها مفردات الحب؛ كعمل الفنان المرهف صالح بن حسين الدغاري. ومنها تجسيد مشاعر الألم أوالفرح أوالشوق والحنين من خلال “إيماءات وحركات الجسد” مع دقة اختيار المكان والزوايا والإضاءة لتحكي المعاناة التي يريدها المصور؛ كعمل الفنان المبدع أحمد الشيمي. ومنها كذلك الجنوح إلى “مخاطبة الطبيعة” وتخيل الحبيبة في تشكيلات السحب وهطول المطر وتمايل أغصان الشجر فيعيش الفنان حالة من التوحد مع الطبيعة؛ على غرار شعراء العصر الأندلسي الذين أغرموا بالطبيعة وتغزلوا بالحبيبة عبر مظاهرالطبيعة؛ وقد نحا شاعر الضوء الفنان المتميز عوض الهمزاني منحى شعراء الأندلس فقاده عشق الطبيعة إلى الالتحام بأدق تفاصيلها في تناغم فريد ليخرج بفلسفة ضوئية أيقظت جذور الهوى التي فضحها الهوى. ومنها تصوير “مشهد حقيقي” بين عاشقين ورؤيته من وجهة نظر خاصة كعمل الفنانة سلافة الفريح. ومنها تصوير “الأطفال (طفل وطفلة) ” في لقطات تحكي أحاديث المحبين والحنين إلى ذكريات الحب الأول كعمل الفنان المتألق إبراهيم النصّار. ومنها “استخدام وسائل التقنية الحديثة” من جوالات وسماعات وأجهزة للتعبير عن نوع مستحدث من الحب مثل عمل حب النت للمصور ماجد الزايدي. والكثير الكثير من الطرق التي لا يحدها إبداع المصور العاشق. والمفارقة العجيبة أنه رغم رقة المصورات ورهافة حسهن وتدفق عواطفهن إلا أن المصورين تفوقوا في أعمال الغزل الضوئي؛ لنفس السبب الذي اختفى من أجله شعر الغزل النسائي !!!


عمر عبدالعزيز ( لمودل الملاكم فهد عبدالملك )

صالح بن حسين الدغاري – الانتظار

خالد الحربي

أحمد الشيمي – ظلم المشاعر

عبدالرحمن سالم الفايز – احترق

سديم عبدالله البدر

سلافة الفريح – لا تقل نفترق

إبراهيم النصّار – عشق الطفولة

ماجد الزايدي – حب النت

فهد بن سعود – هدية

البندري القبلان – لا تجرحني أكثر

عوض الهمزاني – جذور الهوى

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.