1- كان هذا المكوك الصدئ جزءًا من طليعة ابتكارات برنامج الفضاء السوفيتي، وهو أحد المركبات الفضائية المتهالكة التي تم العثور عليها بواسطة المكتشف والمصور الروسي “Ralph Mirebs” بموقع “مركز بايكونور الفضائي” في كازاخستان.

تسلل أحد المصورين الفوتوغرافيين، ويدعى رالف ميرب، إلى مركز بايكونور الفضائي الدولي، وهو أقدم مركز فضائي في العالم، أصبح الآن مهجورًا، وهو مركز دولي تشاركت في بناؤه كل من روسيا وأوكرانيا وكازخستان، ويقع في وسط كازاخستان، وافتتحه الاتحاد السوفيتي عام 1955، وخصص في البداية كقاعدة لتجربة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، إلا أنه استخدم في إطلاق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء. وعرضت مجلة “فوكاس” الإيطالية مجموعة صور تظهر ما آل إليه حال ذلك المركز الفضائي العريق. وشهد هذا المركز إطلاق القمر الصناعي سبوتنك ويوري جاجارين يبلغ ارتفاعه 90 كم وعرضه 85 كم. ولايسمح لأي مواطن عادي بدخول مركز بايكونور الفضائي، إلا أن ميرب نجح في التسلل إليه والتقاط هذه الصور ونشرها على مدونته الخاصة وعلى إنستجرام. وأغلقت تلك المنطقة من المركز منذ نحو عقدين من الزمان، وتركت فيه هاتين المركبتين الفضائيتين، اللتان كانتا مخصصتين لاستخدامهما في أحد البرامج الفضائية الروسية، يسمى بوران، إلا أنهما دفنا في مكانهما هذا. انطلق البرنامج الفضائي الروسي بوران عام 1988 إلا أن تدهور حال الاتحاد السوفيتي ثم انهياره عرقل مواصلة البرنامج. ويذكر المصور أن المركز مزود ببوابتين حديديتين على جانبيه، ضخمة الحجم بما يكفي لمرور من خلالهما مكوك فضائي، وصممت الحوامل المستخدمة في المركز من نوع خاص من الصلب، كي تتحمل الصدمات الناتجة عن الانفجارات المحتملة. يذكر أن المركبتين الفضائيتين الموجدتين في المركز كانت تستخدم لأعمال تجارب ما قبل الانطلاق، واندهش المصور من مدى التقنية المتطور المنتشرة في كل مكان من المركز على الرغم من الحالة المتردية له. وأعلن إغلاق المركز رسميًا عام 1993 من قبل الرئيس الروسي بوريس يلتسين، وجناح المركبة مغطى بطبقة سميكة من فضلات الطيور التي تراكمت عبر عشرات السنين، وتوجد رافعة في المركز يمكنها تحمل حتى وزن 400 طن. يظهر في الصور تفاصيل جسم المركبة الفضائية وتفاصيل تكوينها الداخلي والبوابة الحديدية الضخمة التي تغلق المركز.
بالصور .. الكشف عن بقايا برنامج الفضاء السوفيتي

استعرض تقرير نُشر على موقع “سي إن إن ترافل” عدداً من الصور التي تكشف النقاب عن بعض الآثار المتبقية من برنامج أبحاث الفضاء الخاص بالاتحاد السوفيتي، والتي وجدت بموقع مهجور في دولة كازاخستان مغطاة بالأتربة والروث، وذلك على الرغم من أنها تعد جزءًا نادراً من تاريخ تطور أبحاث الفضاء في جميع أنحاء العالم.

2- من المرجح أن تلك المركبات الفضائية كانت جزءًا من البرنامج السوفيتي “بوران” الذي بدأ العمل فيه عام 1974، إلا أنه توقف عام 1993.

3- واحد فقط من نماذج المركبات الفضائية السوفيتية التي عُثر عليها هو الذي قام فعلياً برحلة إلى الفضاء الخارجي في عام 1988، ولكن تم تدميره عندما انضم إلى هذا الموقع في عام 2002.

4- يضم موقع “مركز بايكونور” جزءًا لا يزال مُستخدما حتى الوقت الراهن، وهي قاعدة “Gagarin’s Start” التي شهدت انطلاق المركبة الفضائية التي حملت رائد الفضاء الروسي “يوري جاجارين” أول شخص يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي في عام 1961.

5- بعد سنوات من الإهمال، أصبحت الفوضى تعم المكان حيث النوافذ المكسورة والأجهزة المتهالكة، فعندما وصل المكتشف “Ralph Mirebs” إلى الموقع لم يكن مغلقاً فضلاً عن خلوها من وجود أي شخص بالداخل.

6- يرغب “Ralph Mirebs” في منح المزيد من الاهتمام لهذا الموقع الذي يشكل أهمية خاصة في تاريخ أبحاث الفضاء بالعالم، كما يأمل أن يصبح الموقع وما يحتويه من أجهزة ونماذج للمركبات الفضائية والمعدات متحفاً.

7- وتم أيضاً العثور في الجوار على مبنى مهجور كان يُستخدم لاختبار نموذج الصاروخ الفضائي “Energy-M”.

8- سعى المصور الروسي “Ralph Mirebs” لاكتشاف هذا المكان الذي قرأ عنه بالكتب من أجل التقاط مجموعة من الصور التي تعطي لمحة نادرة عن بقايا اختراعات وابتكارات من عصر آخر.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.