عبدالرحمن العويس يتوسط المصورين المشاركين. تصوير: عمران خالد

حمدان بن محمد: الإمارات تُفاخر بمبدعيها

« أربعون مبدعاً.. للذكرى الأربعيـــن »

التاريخ::
المصدر:

  • محمد عبدالمقصود – دبي
  • وزير الثقافة خلال تكريم المبدعين والمشاركين. تصوير: عمران خالد

قال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إن الوطن يُفاخر بأبنائه المبدعين، وهو يحتفل بالذكرى الـ40 لتأسيس الاتحاد، الذي فجر طاقات الإبداع، مشيراً إلى أن احتفالات الدولة بهذه المناسبة الغالية، هو احتفال «بيوم المجد الذي لا ينسى. يوم الثاني من ديسمبر، يوم أن أشرقت الشمس على وطن أحب شعبه، فأحبوه». جاء ذلك في كلمة لسموّه حلت في صدر مجلد خاص تم الكشف عنه، مساء أول من أمس، خلال احتفال أقامته اللجنة المنظمة لجائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي في فندق الميدان في دبي، شهد تكريم 40 مصوراً إماراتياً تضمنت نماذج مختارة من اعمالهم، الإصدار نفسه، الذي اتخذ عنوان «أربعون مبدعاً.. للذكرى الأربعين».

المفاجأة التي انتظرت عشاق هذا الفن، الذين أصبحوا يتابعون تفاصيل جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، في هذا الحدث تحديداً، هو أن الإصدار تضمن صوراً التقطها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بعدسته الشخصية يتم الكشف عنها للمرة الأولى، ليصبح «أربعون مبدعاً.. للذكرى الأربعين» بمثابة كشف آخر في أحد جوانب سموّه الفنية، وهي أعمال قدمها سموّه بمثابة مساهمة فنية في المشهد الاحتفالي باليوم الوطني، وشدّ على ايدي المبدعين من أبناء الوطن في مختلف المجالات.

«روح الاتحاد»أكد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مجلس أمناء الجائزة، عبدالرحمن العويس، أن كلمة السر، سواء في ما يتعلق بتوقيت إصدار الكتاب، أو عدد المبدعين الذين تضمن أعمالاً لهم، هو رغبة سموّ الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن تكون التظاهرة مواكبة لاحتفالات الدولة بالذكرى الـ40 لتأسيس الاتحاد، مشيراً إلى أن تاسيس سموّه هذه الجائزة يتيح إطلالة عالمية للمصور الإماراتي.وكشف الأمين العام للجائزة علي خليفة بن ثالث، أن عدد الدول المشاركة في الجائزة حسب جنسيات المصورين الذين قدموا أعمالهم بالفعل بلغ

79 دولة، مؤكداً أن عالمية الجائزة، تسير جنباً إلى جنب أهداف عديدة أخرى يتصدرها دعم تنمية مواهب المصورين المحليين، وتوفير مجالات أرحب لهم، سواء في ما يتعلق بالاحتكاك بمدارس عالمية مختلفة في هذا المجال، أو تجاوز أعمالهم أسوار المحلية من خلال شراكات تعقدها الجائزة مع جهات عالمية مختلفة. المصورون الإماراتيون الذين تم تكريمهم، عبروا عن استبشارهم بأن «فن التصوير الضوئي اصبح له من يرعاه»، بحسب خميس الحفيتي الذي تضمن الكتاب بعض أعماله، فيما اعتبرت حمدة الرئيسي نشر أعمال لسموّ الشيخ حمدان بن محمد، ضمن الكتاب ذاته الذي يحوي أعمال مصورين إماراتيين، دعماً لا محدود للمصور المواطن، وهي أجواء دفعت هاويين،أولهما يعمل في «شرطة دبي» وثانيهما في «بلدية دبي»،هما محمود الماجد، وحمدان الشامسي، يعربان عن أملهما في الفوز بإحدى جوائز المسابقة التي تغلق باب استقبال الطلبات أواخر ديسمبر.

الحفل الذي حضره وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مجلس أمناء الجائزة، عبدالرحمن العويس، استثمر مثالية الطقس من جهة، واستوحى نزوع المبدعين في مجال التصوير الضوئي من جهة اخرى إلى الأجواء المفتوحة، والآفاق الرحبة، فاختير له ساحة مفتوحة مقابل أحد مداخل «الميدان» الرئيسة، وراح يستوحي في فقرته الفنية، بيئة حضرت في الكثير من الأعمال المصورة، وهي البيئة الصحراوية، عبر تشكيلات رملية أبهرت الحضور برسم ملامح لوحاتها، الشابة شيماء المغيري، بعد أن أبهرت ملايين المشاهدين العرب الذين تابعوا مهاراتها في برنامج خاص بالمواهب بثته قناة «إم بي سي» الفضائية.

موسيقى ومؤثرات صوتية ترافق سلاسة أنامل تتحرك بإتقان لتنثر رمالاً ثم تحولها وجوهاً ومشاهد نعرفها، كان مدخلاً رائعاً للاحتفالية، وكأن المغيري ترسم على شاشة لتكشف اللوحة الأولى عن وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما سعت في لوحات أخرى لعكس مشاهد من معالم الإمارات، قبل أن يتعانق المبنى الرملي، بالمعنى الشعري عبر صوت قصيدة «فخر الأجيال» التي بُثت بصوت سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فيما راحت المغيري تختم مشاهدها بصورة على الرمال لسموّه وهو يحمل الكاميرا الفوتوغرافية.

الدخول إلى عوالم الإصدار، يأخذنا إلى بعض الجوانب من اهتمامات سموّه، فتفاصيل الصور التي التقطتها عدسة سموّه، تبوح بصيغ تقترب من البوح الشعري، مثل تلك الصورة التي تُصور «سلقاً» في حالة مطاردة أرنب بري، يكاد يطير فزعاً من هول المطاردة، وقد يتحير المتلقي في أي التفاصيل يوجه جل اهتمامه، وسط خضم المشاعر التي تلتقطها الصورة.

وفي حين تكشف الصورة السابقة عن أحد جوانب اهتمامات سموّه، وهي «الصيد بالسلق»، فإن صورة أخرى لمهرين يتأهبان للانطلاقة. وقال سموّه إن «التصوير هو الفن الذي يمنحك القدرة على أن تأسر إحساسك بكل ما يدور حولك من مخلوقات وطبيعة، أو معالم خالدة، أو حركة وسلوك، وتنقله من عالم الحقيقة إلى عالم الضوء، وفق تسلسل زمني متقن، يأخذ المتلقي، ويضعه في بيئة الحدث».

وفي صور أخرى التقطها سموّه يظهر لطائر يحمل في منقاره سنبلة قمح، وسط ارض رملية تبدو قاحلةٍ، وأخرى لصقرين يحلقان أيضاً فوق قمة صخرة، وخلفهما بحر منفتح على أفق ممتد، فيما أحدهما يبدو للمدقق بأنه حظي بصيد يسير من هذا البحر.

ومن وحي سباقات الهجن التي يتابعها سموّه بشغف، تبدو صورة بعض الجمال التي تسير بتوازٍ ملحوظ، بتوجيه من راعيها، فيما تتضمن الأعمال المعروضة، صورة نادرة لسوق شعبية، تمكنت عدسة سموّه من رصد أدق تفاصيله.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.