https://scontent-cdg2-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

واجهة قصر الحير الغربي في المتحف الوطني بدمشق

يقع قصر الحير الغربي إلى الجنوب الغربي من تدمر في وسط بادية الشام، عند تصالب الطرق التجارية بين الرقة ودمشق وحمص وشبه الجزيرة العربية، بالقرب من جبل رواق على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي تدمر.
أمر ببنائه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وهو من أبرز القصور الأموية المشيدة في بادية الشام مع نظيره الشرقي.
تم بناؤه على أنقاض دير يعود إلى العهد الغساني، وذلك في عام 109 هـ/ 728 م، ويأخذ القصر شكلاً مربعاً، حيث تبلغ أطوال أضلاعه 70 × 71 متراً، أما مساحته الكلية فتبلغ 4970 متراً مربعاً، ويتميز بجداره الخارجي الذي يحتوي أبراجاً دائرية وأخرى نصف دائرية، باستثناء الجدار الشرقي الذي تتركز في منتصفه البوابة الرئيسية المحاطة ببرجين مزخرفين نصف دائريين، ويليها مجموعة من الصفوف المتناوبة المركبة من مداميك الطوب والآجر والشرائح الخشبية، مما يجعل المظهر العام للقصر أشبه بالحصن.
باشر أعمال التنقيب فيه في ثلاثينات القرن العشرين على يد الآثاري الفرنسي شلومبرجيه، حيث كشفت التنقيبات والأعمال الآثارية في القصر، عن رسومات جدارية وأرضية رائعة، تناولت موضوعات دينية وموضوعات من الحياة اليومية والرسمية والخاصة للخليفة بشكل غني ورائع، بالإضافة إلى مواضيع أخرى متعددة غطتها النقوش المنتشرة في أرجاء غرف القصر وأروقته، فكان منها عناصر معمارية تؤلف سلسلة من المحاريب والقناطر والأعمدة والأقواس، ورسوم هندسية، ومواضيع نباتية عناصرها من أوراق العنب وسعف النخيل والورود والأزهار، ومشاهد تمثل حيوانات وأشخاصاً في أوضاع مختلفة. وقد نُقلت الرسوم الجدارية وبعض التيجان ومشابك الأبواب والنوافذ للمتحف الوطني بدمشق، ويعتبر هذا القصر ومكوناته من روائع العمارة الأموية.
أعيد بناء واجهة قصر الحير الخارجية مع البرجين اللذين يحيطان بالباب الرئيسي في حديقة المتحف الوطني بدمشق. وأصبحت المجموعة المعمارية الباقية من قصر الحير، والتزيينات التي انتهت إلينا من الزخارف الجصية التي جمعت من آثار القصر، مصدراً رئيسياً لمعرفة منشأ الفن العربي الإسلامي.
بقي أن أشير إلى أن عدد الكِسَرَ الأثرية التي بنيت الواجهة من خلالها يفوق الـ 54000 قطعة، وكان للمرحوم الآثاري نسيب صليبي والورشة التي عملت معه الدور الأبرز بإعادة هذه الواجهة للحياة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.