تكبير الصورةhttps://scontent-lhr3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

الحلاوة الحمصية من “حمص” إلى كل العالم

أمارة طعمة

الثلاثاء 26 آب 2008
https://scontent-lhr3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/https://scontent-lhr3-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

«رايح على “حمص” وحياة عينك تحلينا بقلاوة وشعيبية ولا تنسى الحلاوة الحمصية»،عبارة نقولها لأي شخص ذاهب إلى “حمص”. (الخبزية، حمراء وبيضاء، سيلان بعسل، قرمشلية)…

كلها أسماء تطلق على الحلاوة الحمصية المشهورة التي لابد لك عند شرائها أن تسمع العبارة التالية: «بتلف كل “سورية” وغير عنا ما بتلاقيها، إلا إذا زرت سوق الحشيش بـ”حمص”».

موقع eHoms تجول في “سوق الحشيش” في 23/8/2008 والتقى صاحب أحد المحلات في السوق الحاج “بدر محمد الصفوة” الذي يبلغ من العمر (38 عاماً) والذي حدثنا عن أصل الحلاوة وتاريخها قائلاً: «الحلاوة الحمصية أصلها تركي وأول مرة صنّعت فيها كان عام/1850/ في مدينة “عنتاب” والتي هي حتى الآن مقصد كثر ليتذوقوا منتجاتها من الحلاوة. ومنها انتقلت إلى بعض المدن السورية بحسب الصناع الذين اتخذوها مسكناً لهم و”حمص” واحدة منها وهي الوحيدة التي حافظت عليها لأن إعدادها يحتاج إلى وقت طويل جداً وجهد وصبر، ومع ذلك فهي تباع بأسعار رخيصة نسيباً».

أما عن تاريخ عمله وتاريخ عمل أجداده بإنتاج هذه الحلاوة وأنواعها قال: « معملنا يعود لعام /1973/م، حيث أن جدي الذي ورث المهنة عن جده أسس المحل وانتقلت الصنعة بالتدريج حتى وصلت إليّ وكنت بعمر الثماني سنوات عندما نزلت إلى المعمل لأول مرة، وللحلاوة أنواع وأشهرها “الحمرا و بيضا”، وهي أصعبها صناعةً ذلك لأنها يدوية الصنع مئة بالمئة».

وعن مراحل

صناعتها شرح لنا الحاج “بدر” الطريقة القديمة والتقليدية قائلاً: «يظن الكثير من الناس أننا نجمع الخبز اليابس ونغسله ونجففه ونصنع منه الحلاوة ولكن هذا بعيد عن الصحة فالخبز لا يغسل ولا يجف ولا تزال عنه العفونة، وقبل شهر من الآن أي قبل أن ندخل الآلة في صناعتها كنا نصنعها على المراحل التالية:

المرحلة الأولى تمتد حوالي (15) يوماً ولضمان الجودة النوعية الممتازة لدينا طبخة كل عشرة أيام بالتمام وفيها نستخدم الطحين الأبيض الذي يخلط وبمقادير معينة مع الماء والملح ليصبح مزيجاً أقرب للماء أي سائل جداً، وهذا السائل يسكب بمعيار دقيق على دفعات فوق المرآة (وهي مقلاة كبيرة مسطحة دون حواف) التي تدهن بالزيت أو السمن النباتي وتحمى على النار لدرجة كبيرة وبعد سكب السائل لمدة ثواني قليلة يصبح كرغيف مدور رقيق جداً لننزعه عن المرآة وننشره على منشر وتترك جميع الأرغفة يومين أو أكثر لتجف بحسب الطقس، وبعدها تترك لترتاح (15 يوماً) داخل ما يسمى (بأكياس السكر) وهي أكياس بيضاء لا يدخل فيها النايلون حتى لا تتعفن الطبخة.

أما في المرحلة الثانية التي تستغرق حوالي اليومين فإننا نخرج الرقائق المكسرة ونقليها داخل وعاء نحاس مملوء بالزيت أو السمن

تكبير الصورة
النباتي باستخدام قفص حديد أو كروم (سلة للقلي) ونستمر بذلك حتى تنتهي الكمية وتترك من جديد لتجف وترتاح يوماً أو يومين لتوضع بعدها من جديد في وعاء نحاس آخر ويسكب عليها القطر ونحركه بكف حديد ليخلط جيداً مع ضمان عدم الالتصاق وآخر مرحلة تكون بوضعه على طاولات رخام لمدة نصف ساعة ويعبأ بعدها بالتدريج اللون الأحمر ومن ثم الأبيض ليزان ويقفل الكيس حسب الوزن الذي يباع على أساسه وبالنسبة للون الأحمر فإننا نستعمل الصباغ الغذائي الذي لا يضر بالصحة».

“بلاط جهنم كمان حلاوة”

لا يتوقف الحديث عند هذا النوع وإنما توجد أنواع أخرى ولها أسماء غريبة وطريفة، وعنها تابع الحاج “بدر” حديثه: «”بلاط جهنم” ونسميه الآن “بلاط الجنة” حلاوة على شكل مستطيلات صغيرة مرتّبة وهي تشبه الحجارة التي ترصف بها أرض المنازل لذلك سميت بهذا الاسم. ولدينا أيضاً “البشمينة” أو حلاوة “البنات” وكمان حلاوة “ست الكل” وهي أكثر الأنواع طلباً ولا سيما من الجنس اللطيف كونها تصنع من رقائق رفيعة جداً من الطحين والسكر وطعمها لذيذ في الفم أما “السمسمية” فهي عبارة عن عجينة السكر بالسمسم، تقطع إلى أقلام رفيعة ويرش عليها السمسم ولا تصنع إلا بما يسمى (شرش

تكبير الصورة
الحلاوة) وهو نبتة لا توجد إلا في (معرّة النعمان) ولا يمكن إيجادها أو زراعتها في المناطق الأخرى، بالإضافة للجوزية والغريبة والشوشية وهي أنواع لذيذة ومطلوبة».

وختام الحديث كان عن جديد شهر “رمضان”: «في هذا الشهر الكريم نزيد الكمية بحوالي عشرة أضعاف ولا سيما من الحلاوة “الدايت” كي يستطيع مرضى السكري أن يتذوقوا الحلاوة ويتمتعوا بتحلاية الفطور دون خوف، ونضيف على كثير من الأنواع مكسرات مختلفة وابتكارات تناسب جميع الأذواق، ولنا في كل عام من المعارض نصيب فنحن نشارك بها ونطلّع على الجديد من المنتجات ولا سيما التي تقام في “تركية” لنزيد من جودة منتجاتنا وخدمة لزبائننا».

ومن الجدير بالذكر أنه يقام في “حمص” خميس للحلاوة والذي تقدم فيه جميع أنواع الحلاوة المعروفة وهو عيد تحتفل به كل الفئات الشعبية في “حمص” وذلك منذ زمن بعيد أي من تاريخ صنع الحلاوة وله تاريخ محدد والذي يصادف يوم “الخميس” الذي يقع قبل عيد الفصح الشرقي بأسبوع، ويشتري الناس الحلاوة لبيوتهم وأقاربهم ويوزّعوها على كل من يحبونه ويتذكروه، والأهم أن الحلاوة توّزع على أرواح الأموات، وعلى الفقراء الذين يتواجدوا في المقابر لمعرفتهم بهذا العيد، بالاضافة إلى أن الحلاوة مأكول دائم في “حمص” وهناك كثير من المغتربين الذين يقصدون “حمص” لتذوقها.

إضافة ‏‏3‏ صور جديدة‏ من قبل ‏‎Fareed Zaffour‎‏.

الحلاوة الحمصية (الخبزية، حمراء وبيضاء، سيلان بعسل، قرمشلية)… تغزو العالم – أمارة طعمة ..

موقع eHoms تجول في “سوق الحشيش” في 23/8/2008 والتقى صاحب أحد المحلات في السوق الحاج “بدر محمد الصفوة” الذي يبلغ من العمر (38 عاماً) والذي حدثنا عن أصل الحلاوة وتاريخها قائلاً: «الحلاوة الحمصية أصلها تركي وأول مرة صنّعت فيها كان عام/1850/ في مدينة “عنتاب” والتي هي حتى الآن مقصد كثر ليتذوقوا منتجاتها من الحلاوة. ومنها انتقلت إلى بعض المدن السورية بحسب الصناع الذين اتخذوها مسكناً لهم و”حمص” واحدة منها وهي الوحيدة التي حافظت عليها لأن إعدادها يحتاج إلى وقت طويل جداً وجهد وصبر، ومع ذلك فهي تباع بأسعار رخيصة نسيباً».

http://www.almooftah.com/vb/showthread.php…

صورة ‏‎Fareed Zaffour‎‏.
صورة ‏‎Fareed Zaffour‎‏.
صورة ‏‎Fareed Zaffour‎‏.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.