انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الظفرة .. عالم تراثي بامتياز يحتفي بالماضي الجميل وأدواته

 

مهرجان الظفرة .. قصة نجاح وتطور

 

من وحي مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيّب الله ثراه – “من لا ماضي له ليس له حاضر”، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله، وبدعم متواصل من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أقيمت الدورة السادسة من مهرجان الظفرة خلال الفترة من 15 ولغاية 29 ديسمبر 2012، على أرض مدينة زايد في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي.
يهدف المهرجان إلى صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات والمنطقة ككل، والمحافظة على الموروث الشّعبي للإمارات الذي لا زال الإماراتيون يفخرون به حتى هذه اللحظة، إلى جانب تفعيل الحركة الاقتصادية في المنطقة الغربية، وتعريف عشاق السياحة التراثية من مختلف أنحاء العالم ببوابة الربع الخالي مدينة زايد، واستقطاب المزيد منهم لحضور المهرجان وزيارة مدن الغربية. فضلاً عن أن هذا الحدث المميز قد أصبح فرصة وملتقى للقاء سنوي متجدد بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
سنوات من النجاح والتطور، شهدها مهرجان الظفرة منذ أن بدأت دورته الأولى في إبريل من العام 2008، حيث استطاع أن يتحوّل خلال فترة ليست بالطويلة إلى حدثٍ عالميّ ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة التي لا زالت تميّز الإنسان العربي حتى هذه اللحظة..
اجتمعت الجهود المخلصة لانطلاقة حدث يعنى بحماية التراث البيئي والتاريخي ويعزّز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره. وتتمحور استراتيجية وأهداف المهرجان في صون التراث الثقافي المحلي لدولة الإمارات ونقله للأجيال القادمة، كأحد أهم المسؤوليات والمهام التي يريد من خلالها الشعب الإماراتي، تعميق صلته بالأجداد وبالماضي البعيد، الشيء الذي يجعل التقدّم نحو المستقبل المشرق لدولة الإمارات أكثر إصراراً وتمسكاً بالهوية الأصيلة ذات الحضارة الغنية.
الدورة الأولى من الحدث، والتي بدأت في 4 أبريل 2008، أسست للفعاليات الكثيرة والمتنوّعة التي جعلت من المهرجان لاحقاً حدثاً عالمياً يتخطى حدود الإمارات والخليج العربي، توج بنجاح كبير في استقطاب عدد كبير من المشاركين بما يزيد عن 15 ألف جمل.
وحتى تكتمل عناصر التراث الإماراتي، أطلقت إدارة المهرجان، السّوق الشّعبي تحت شعار (إماراتية 100% يدوية الصنع 100%)، للمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها. حيث استمرت هذه الفعالية طيلة أيام المهرجان وأصبحت فيما بعد حدثاً أساسياً ضمن ذلك الحدث الضخم والفريد من نوعه عالمياً.
ومع التطورات التي وصلت إليها الدورة الثانية من مهرجان الظفرة، والتي أقيمت في ديسمبر 2008 وامتدت حتى يناير 2009، استطاعت مزاينة الإبل ضمن فعاليات المهرجان أن تستقطب أكثر من 2000 من ملاك الإبل، ممن يشاركون في فئات وأشواط المسابقة بما يزيد عن 24 ألف ناقة. ووصل مجموع الجوائز المقدّمة في مختلف المسابقات، إلى ما يزيد عن 40 مليون درهم إماراتي (أي حوالي 11 مليون دولار أمريكي). وبلغ عدد العاملين في هذه الدورة أكثر من 500 شخص بين منظمين ومساندين.
كما شهدت هذه الدورة العديد من المسابقات المبتكرة والفريدة من نوعها والتي استقطبت مئات المشاركين. وفي مقدّمة هذه المسابقات مسابقة التمور، ومسابقة أجمل القصائد الشعرية في وصف الإبل ووصف مهرجان الظفرة، إضافة لمسابقة مزاينة الظفرة في عيون المصوّرين، ومسابقة تراثية للحرف اليدوية. مع وجود أساسي للسوق الشعبي الذي ضمّ أكثر من 150 محلاً لإماراتيات تراوحت أعمارهن بين 16-66 سنة.
وابتداءً من 30 يناير ولغاية 8 فبراير 2010، أذهلت الدورة الثالثة من مهرجان الظفرة التي استقبلت آلاف السياح والمشاركين في بوابة الربع الخالي، الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية. خاصةً مع مشاركة 1200 من ملاك الإبل بأكثر من 28 ألف جمل ضمن 42 شوطا لفئتي المحليات الأصايل والمجاهيم. تصدرها شوط البيرق. وقد وصل مجموع جوائز المهرجان في مختلف المسابقات والفعاليات إلى ما يقارب الـ 42 مليون درهم إماراتي (ما يُقارب 12 مليون دولار أمريكي).
شهدت المسابقات والفعاليات في الدورة الثالثة من المهرجان تطورات عديدة على صعيد التنظيم والمشاركة. وهي: مسابقة “مزاينة الظفرة للإبل”، مزادات الهجن، مسابقة أفضل أساليب تغليف التمور، مسابقة مهرجان الظفرة في إبداعات الشعراء، مسابقة للطهي باستخدام لحوم وألبان الإبل، عدة مسابقات وفعاليات تراثية ثقافية موجهة للأطفال، ومسابقة الظفرة في عيون المصورين الفوتوغرافيين. فضلاً عن إطلاق المهرجان مُسابقـة “الحلاب” التي تهدف لاختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب من فئتي المحليات الأصايل والمجاهيم. كما أقيم سباق تراثي للهجن وللمرة الأولى بناءً على قرار اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.
وأمّا الدورة الرابعة من مهرجان الظفرة والتي عقدت من 16 ولغاية 25 ديسمبر 2010، فقد امتدت فعالياتها على عشرات الكيلومترات المربعة من صحراء المنطقة الغربية. واستقطبت مزاينة الإبل فيها أكثر من 800 من ملاك الإبل، ممن يشاركون في فئات وأشواط المسابقة بما يُقارب 20 ألف ناقة. وقدّرت أشواط مزاينة الإبل فيها نحو 42 شوطاً. بينما وصلت جوائز المهرجان في مختلف مسابقاته لـ 35 مليون درهم إمارتي، حيث كان عدد السيارات المهداة للفائزين 102 سيارة.
وعلى غرار الدورة الثالثة، حملت الدورة الرابعة للزوار والمشتركين فعاليات كثيرة متنوعة تميّزت بقدرتها على إثارة الحماسة والتشويق بين الجميع. وزيّنت المنتوجات التراثية كل مكان من المهرجان، والتي كان مصدرها الأول السوق الشعبي.
من جهتها حملت الدورة الخامسة التي عقدت في ديسمبر 2011 ، الكثير من التجديد في مسابقتها الرئيسية، منها زيادة عدد أشواط مزاينة الظفرة لـ 56 شوطا، حيث تجاوزت المشاركات في هذه الدورة دول مجلس التعاون الخليجي، حتى وصلت إلى اليمن والأردن. وقد استقطبت مزاينة الإبل فيها أكثر من 1300 مُشارك من ملاك الإبل، شاركوا في فئات وأشواط المسابقة بما يُقارب 20 ألف ناقة. وكان جديد الدورة الخامسة سباق السلوقي وسباق الصقور إلى جانب استمرار مسابقات الدورات السابقة.
وبشكلٍ عام فاقت جوائز المهرجان في مختلف مسابقاته الـ 35 مليون درهم إماراتي، وبلغ عدد السيارات المهداة كجوائز للفائزين 155 سيارة.
وأما الدورة السادسة والتي أقيمت من 15 حتى 29 ديسمبر 2012، فقد ارتفع عدد أشواط مزاينة الإبل فيها إلى (70) شوطا، من أجل استيعاب المشاركات التي تزيد عاماً بعد عام والتي أصبحت تأتي من أماكن كثيرة من الوطن العربي. كما شهدت الدورة زيادة في عدد السيارات المُهداة للفائزين بالمراكز الأولى في الفئات والأشواط إلى 198 سيارة، دون أن يشمل ذلك المكافآت النقدية المباشرة، بحيث بلغ مجموع قيمة الجوائز حوالي 46 مليون درهم إماراتي.
كما امتازت الدورة السادسة بالعديد من الفعاليات التراثية والمسابقات في مقدّمتها مسابقة مزاينة الإبل، مسابقة الحلاب، مسابقة تغليف التمور، إضافة لسباق الإبل التراثي وسباق السلوقي وسباق الصقور المكاثرة في الأسر ضمن فئات متعددة، ومسابقة الشعر النبطي، مسابقة التصوير الفوتوغرافي. مع وجود فعاليات تراثية كثيرة مخصصة للأطفال وطلبة المدارس، فضلا عن مسابقة السيارات الكلاسيكية.
وأخيراً فقد أقيمت الدورة السابعة من مهرجان الظفرة من 14 ولغاية 29 ديسمبر 2013، وذلك تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وشهدت أطول فترة في تاريخ الحدث حيث تمّ تمديد المهرجان ليوم واحد، فقد تقرّر إضافة شوطين مفتوحين للشيوخ وأبناء القبائل لأجمل عشر إبل في مهرجان الظفرة (محليات أصايل + مجاهيم)، وبحيث تكون جوائز المراكز العشر لكل شوط عبارة عن سيارة قيّمة، بمجموع 20 سيارة لكلا الشوطين، وليرتفع بالتالي مجموع جوائز المهرجان لما يزيد عن 55 مليون درهم إماراتي (15 مليون دولار أمريكي) منها 225 سيارة.. كما شهدت الدورة السابعة إطلاق سباق الخيول العربية الأصيلة، وإقبالا ً جماهيريا ً واسعا ً.
وقدّمت 22 جهة حكومية وخاصة دعمها لمهرجان الظفرة، هي: ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، دائرة الشؤون البلدية / بلدية المنطقة الغربية، دائرة النقل، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، هيئة الصحة- أبوظبي، هيئة البيئة – أبوظبي، مجلس تنمية المنطقة الغربية، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، اتحاد سباقات الهجن، مركز أبوظبي لإدارة النفايات، نادي صقاري الإمارات، مركز خدمات المزارعين، نادي أبوظبي للصقارين، شركة أبوظبي للتوزيع، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
قناة بينونة الشريك الإعلامي للمهرجان. أما رعاة الحدث: شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك ومجموعة شركاتها)، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية ورعاية الفعاليات كل من الاتحاد للقطارات، بن حمودة للسيارات، والمسعود للسيارات.
وشمل الحضور الكبير لفعاليات المهرجان كبار المسؤولين والشخصيات الرسمية، إضافة للآلاف من المواطنين والزوار من المقيمين ودول مجلس التعاون الخليجي، ولوحظ ازدياد كبير في عدد السياح الأجانب، فضلا عن أكثر من 275 إعلامي.

 

مهرجــان الظفـرة
قصة نجاح

 

سنوات من النجاح والتطور، شهدها مهرجان الظفرة منذ أن بدأت دورته الأولى في العام 2008، حيث استطاع أن يتحوّل خلال فترة ليست بالطويلة إلى حدثٍ إقليمي عالميّ ينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة التي لا زالت تميّز الإنسان العربي حتى هذه اللحظة، فاجتمعت الجهود المخلصة لانطلاقة حدث فريد من نوعه يعزّز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره.
يهدف المهرجان إلى صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على الموروث الشّعبي الذي لا زال الإماراتيون يفخرون به حتى هذه اللحظة، إلى جانب تفعيل الحركة الاقتصادية في المنطقة الغربية، وتعريف عشاق السياحة التراثية من مختلف أنحاء العالم ببوابة الربع الخالي مدينة زايد، واستقطاب المزيد منهم لحضور المهرجان وزيارة مدن الغربية. فضلا عن أن هذا الحدث المميز قد أصبح فرصة وملتقى للقاء سنوي متجدد بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد تحوّل مهرجان الظفرة إلى حدث إقليمي وعالمي استقطب اهتمام وكالات الأنباء والصحف ومحطات التلفزيون العالمية، والتي تناقلت أخبار مختلف مسابقات وفعاليات المهرجان، مُبدية إعجابها وتقديرها لدور المهرجان في تطبيق خطط صون التراث الثقافي لدولة الإمارات، وأكدت وسائل الإعلام أهمية هذا الحدث في الترويج التراثي والثقافي والسياحي لإمارة أبوظبي، ودوره الرئيس في صون التراث والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل المنطقة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.