لا شيء يجسّد حجم البؤس الذي وصلنا إليه في الآونة الأخيرة؛ بالقدر نفسه الذي يجسّده شجار إثنين من المخرجين المصريين حول اختيار لجنة التحكيم للفيلم المصري الذي يشارك في مسابقة الأوسكار.

والكوميديا مصدرها أن المخرجين هما صاحبا أسوأ فيلمين هذا العام باقتدار، صحيح أن أحدهم هو المخرج الكبير محمد خان والذي لن توفيه حقه الكلمات.

إلا أن الفيلم محل النزاع هو في الحقيقة فيلم متوسط المستوى ولم يكن هذا ما أنتظرُه من الأستاذ محمد خان
تجربة باهتة بكل ما تعنيه الكلمة فلا جماليات على مستوى الصورة، ولا شيء مبهر في تصوير الفيلم وإضاءة المصنع على سبيل المثال كانت أكثر من سيئة.
واختيار البطل غير موفق بالمرة وكان بإمكان محمد خان أن يستعين بأي من نجوم الصف الأول الذين تتناسب مواصفاتهم مع مواصفات بطل الشخصية، وختاماً بسيناريو ضعيف.
نعم أحب محمد خان ولم أحب «فتاة المصنع» بالمرة ورأيت أن الاحتفاء به هو تجسيد للوضع الفني البائس الذي تمر به مصر
في تقديري فيلم هرج ومرج لنادين خان ابنة المخرج محمد خان أفضل من فيلم والدها، وكذلك الحال بالنسبة لفيلم فيلا 69.
والجهة الأخرى المخرج أحمد عبد الله بفيلم «فرش وغطا» والذي لا يختلف وضعه كثيراً عن فيلم فتاة المصنع.

اشتكى أحمد عبد الله عبر تغريده على حسابه في تويتر من تجاهل اللجنة لمشاهدة فيلمه قبل اختيارها الفيلم الذي يمثل مصر وهو حقه بينما لم يعجب هذا الكلام المخرج الكبير محمد خان والذي رأى في هذا التصرف أنانية من المخرج أحمد عبد الله لضيق الوقت أمام اللجنة التي كان عليها أن ترسل اختيارها للأكاديمية الأميركية خلال يومين.
هل ترشيح اللجنة لفيلم مصري أي فيلم للمسابقة يعني شيئاً؟؟ الإجابة لا فالعبرة إذا ما حاز هذا الفيلم على إعجاب لجنة المشاهدة الأميركية لينتقل إلى المرحلة الثانية ولكن ما يحدث وما سيحدث هو أن الفيلم المصري أياً كان سيتم استبعاده بشكل مباشر فلماذا كل هذه الجلبة!!

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.