yabrud.jpg
10440256_489112784554690_4176216193407730529_n
حكاية يبرود..

ياعمر الزمان… وموطن التاريخ …
..يا بوابة السماء..وحضارة اﻷزل…
أهلك عنوان العز و الجود والكرم ونبل وسماحة اﻷخلاق ..
بناة حضارة اﻹنسان اﻷول اللي أدهشت العالم..
القلمون (قلموزو)تعني بالسرياني :المكان والمحل العالي جدا..مسكن القمر..يبرود تعني: الفيض والعطاء بسخاء(الاسراف بالعطاء ) وباﻵرامي تعني :البرد والنقاء واﻹنعاش ( هي صفات الجو بالمنطقة)
في حكاية قديمة وصغيرة بتقول : انو بجبال القلمون العالية عمل القمر مسكنه  وكان ينزل يسهر بالليل ببحيرة قرينا ليحرسها ويحميها (طبعا كان يعكس صورته بوضوح شديد عا مياه البحيرة الصافية النقية)…ووادي قرينا (تعني الشبيه المثيل والند..شبيه القمر بنوره وصفاءه ونقاءه)..والموجود بالجنوب الغربي لمدينة يبرود..بيديق من أعلاه وبتصير أطرافه عبارة عن جدران صخرية قائمة وشاهقة اﻹرتفاع وتشكلت فيه بحيرة من نبع (عين الدير) اللي بينساب منها جدول بيسقي بساتين وحقول يبرود..وهالنبع كان جنب دير للرهبان اللي بنوه على أنقاض معبد وثني لحوريات الماء (اللي كان منهل رئيسي لسقاية القوافل التجارية)وجنبه في أسد منقوش عالصخر ليحمي المعبد …وبيقولوا كان القمر يزور البحيرة ليبث فيها من روحه ( الخصب والكثرة والنماء والعذوبة والنقاوة والجمال) وكانت حوريات البحيرةيحرسوها ويسمحوا بس للعرائس بانو ياخدوا من مياهها ليزيد عندهم الخصب والنقاء والجمال…ومن هون طلعت عادة زيارة العرايس لبحيرة قرينا بيوم زواجهم ليتباركوا من ماءها..و بعدو لهﻷ هالطقس بيبرود فالزواج ما بيتم إلا بزيارة موكب العرس لوادي قرينة كشرط أساسي ما بتستغني عنه العروس اليبرودية..
يبرود اﻷزلية بتتربع بمنبسط من اﻷرض عا ملتقى 33 أودية محصورة بين كتل صخرية بنية اللون ومرتفعة وعا رؤوسها تيجان صخرية فريدة من نوعها بالعالم اللي أعطت المدينة مهابة وجلال وجمال ساحر.واتميزت فيها جبال يبرود والمنطقة
وبتحيط بيبرود بلدات راس العين_ راس المعرة _ عسال الورد_الجبة_بخعة (الصرخة)_ وقسم من مزارع ريما الفاصلة يبرود عن النبك.. وأهم الجبال : جبل مار مارون المرتفع بقمته البالغة 1660 م فوق سطح البحر ..وجبل العريض بالغرب. وجبل اسكفتا بالشمال الشرقي…وتلة القوز الكلسية البيضا يالجنوب الشرقي..أما اﻷودية التلاتة : وادي قرينا ( حكينا عنه باﻷول)وهو بالجنوب الغربي ليبرود وكان فيه بحيرة صغيرة..
وادي اسكفتا بغرب المدينة وبينبع من جهته الغربية عين ماء عذبة جارية اسمها (عين اسكفتا)..وتالت وادي بشمال يبرود هو وادي المشكونة الموجود فيه المغاور والكهوف اللي فيها آثار أقدم انسان بالعصر الحجري (قدروا عمره بمليون سنة) وبيعتقد العلماء انو هالوديان كانت ضفاف بحيرة جليدية.
يبرود غنية يالكهوف والمغاور..اللي كانت مراكزسكن بشري كثيف ومتواصل استمر( 200__400 ألف سنة) من العصر الحجري القديم.. وكان انسان يبرود أكثر تطور من انسان نياندرتال ﻷنو ما اعتمد كتير عالفاس اليدوية واستخدم بدالها أداة صوانية هي المقحف اليبرودي بأشكاله المتعددة (بيقولو انو اله الحرفة والصنعة (كوثر وحاسيس )كان ساكن عندهن وعلمهن الصناعة والتقانة لهيك برعوا بالصناعة)..طبعا واستعملوا أدوات وقطع أسلحة ونصال رماح ونبال ومشابك وسكاكين بسيطة وعادية ومسلات وأدوات فخارية صحائف وصحون وأواني وجرار وأباريق وسرج (قناديل) وحلي وأطواق ..ومارس انسان ييرود القديم أنشطة كتيرة متل نظام النوم واﻷكل وتصنيع اﻷسلحة للدفاع عن نفسه وتصنيع اﻷدوات ..وعرف دفن الموتى.وإشعال النار (كان الأول بالعالم باستخدام النار بحياته اليومية للطبخ والدفا.) وهالشي خلا الحضارة الحجرية متميزة بصناعتها المتطورة بالمقارنة مع غيرها بمناطق العالم. وسموها علماء اﻵثار:الصناعة اليبرودية (شفتو مهارة اليباردة بالصناعة من وين اجت)..فانسان يبرود أقام أعظم وأقدم حضارة حجرية صوانية بالتاريخ البشري اللي كانت أساس لتطور اﻹنسان..
لجأ انسان يبرود بوادي المشكونة  واسكفتا وتلة القوز للكهوف والمغاور اللي حفرها بالصخور الكلسية يدقة مذهلة وبأشكال هندسية متناسقة ومعظم سقوفها على شكل أقواس..وحفر الها أدراج بالصخر وأبواب وبالداخل فسحات وقاعات وغرف ..وهي عديدة جدا لامجال لذكرها (دعوة لتطلعوا وتقرأوا عن الحضارة اليبرودية السورية)..وأشهر المغاور مغارة فتنة..ومغارةالطحين..ومغارة مار سابا..وانردم بعض هالكهوف والمغاور تحت بيوت يبرود الحديثة.أهمها المغارة الكبيرة الموجودة تحت شارع هنانو بالمدينة كانو اليياردة قديما يحفظوا فيها اﻷكل بالصيف لشدة برودتها (فكرة البراد الطبيعي)..
أما المغاور اللي بالجرف الصخري المحفورة واللي صعب الوصول الها فما زالت طريقة حفرها وبهالمكان العالي لغز حير اﻵثاريين..وكلها محفورة ومنقوشة بدقة وتقانة رائعة منذكر مثلا بمغارة مارسابا في مدافن عديدة وعلى احداها نقش لصورة آلهة عم ترتفع بالهواء وعم تدل عا شب قدامها..
وطبعا وجدوا كمان آثار وبقايا  لحيوانات كانت موجودة بهداك الزمن متل اﻷسد ووحيد القرن والوعل والغزال والدب اﻷسمر والسلحفاة ونسبة كبيرة من عظام الخيل.
بعصور لاحقة وبالحقبة الكنعانية اتحولت يبرود ﻷهم مراكز الممالك و تم بناء أكبر وأفخم معابد الشمس يالبلاد بوسط المدينة (اتحول بالحقبة اﻵرامية ويعهد الرومان لمعبد اﻹله جوبيتر) وكمان تم حفر مدبح موجودة آثاره بأسفل الجرف الصخري بوادي قرينا وفي مدبح تاني مشهور موجود بوادي اسكفتا وهو مدبح لمعبد وثني بالهواء الطلق منحوت بالصخر على امتداد غربي وادي اسكفتا عا يمين طريق يبرود ويعتبر أحد المعابد الكنعانية السورية التلاتة الفريدة بالعالم (الموجودة بالبتراء وفلسطين ويبرود) وبيتألف المعبد من ساحة واسعة مايلة .. فيها حرم عبارة عن عتبة محفورة بالصخر ومقسومة لقسمين وبالجهة اﻷمامية من العتبة حفروا المدبح وهو عبارة عن قاعدة مربعة فوقها قاعدة تانية أصغر بالحجم محفور فيها قناة صغيرة دائرية ويتصب بقمع بأسفل المدبح وبيرجع تاريخ هالمعبد ل 2500 _1500 ق. م.
وبالعهد المسيحي تم بناء عدد كبير من الكنائس على أنقاض معابد وهياكل قديمة وعددها أكتر من 10.واتحول بعضها بالعهد اﻹسلامي لزوايا وجوامع ومقامات مقدسة..وطبعا لسه في كتير من اﻵثار واﻷوابد ومن مختلف العصور موجودة بيبرود..صعب ذكرها كلها بهالمقال..
وبالنهاية تعد مكتشفات يبرود مرجعية ومفتاح لفهم جوانب الغموض حول عصور ما قبل التاريخ بالمنطقة وبالعالم…فبعد مرحلة الصيد واﻹلتقاط اللي عاشها انسان يبرود انتقل لمرحلة بناء حضارات اخدت أسماء محلية متل الحضارة النبكية وحضارة
فليطة واللي اتقدر تاريخها ب 10_15 ألف سنة ق.م. واللي  مهدت لظهور مجتمعات اﻹستقرار والزراعة وتدجين الحيوانات ( اﻷلف التامن والتاسع ق.م) واستمرت الحياة بيبرود عا امتداد العصور البرونزية بدءا من اﻷلف التالت ق.م ..(فكيف بعد هالكلام ممكن نصدق انو اجت هجرات من شبه الجزيرة من الصحرا القفرا وقبيل الميلاد مو قبل الميلاد ليعمرولنا حضارات بسوريا أحدثها عمره 4 _5 آﻻف سنة قبل الميلاد يعني قبل ما يولدوا..وكيف هالصحراوي اللي بعمره ماشاف المطر والنهر والشجر والصخر والجبل اجا يعلمنا كيف ننحت الصخر اللي ماشافو بحياته لنعمل مسكن مابيفم شو معناه..وكيف وكيف.. )…..
المهم يا يباردة ..ياحراس بوابة السما..يا جيران القمر..يا أهل حضارة اﻷزل ومسكن  اﻹنسان اﻷول…يابناة الحجر والبشر ..ياسوريين..تحية تقدير واحترام الكن وﻷرضكن يبرود السورية …. فيكن ومعكن بتحيا سوريتنا… وتحيا سوريا…

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.