تكبير الصورة

“أنور الرحبي” لوحاته من وحي البيئة الفراتية

سمر وعر

الثلاثاء 20 أيلول 2011

فنان مسكون بالموهبة، وصاحب تجربة فنية طويلة، لوحاته دائما عكست بيئته الفراتية التي خرج منها، وكذا للمرأة في لوحاته مكانة متميزة.

 

تكبير الصورة
بعض لوحات الفنان أنور الرحبي

إنه الفنان التشكيلي “أنور الرحبي” الذي تحدث عنه الفنان التشكيلي “محمود الجوابرة” بالقول: «”أنور الرحبي” فنان متعدد شاعر وناقد ومبدع فهو خير من مثل المحلية في أعماله، يعمل منذ بدايته في السبعينيات على خصوصية لا تشبه أحد هي خصوصية الرحبي وإذا كانت العالمية لا تبدأ إلا بالمحلية فالرحبي خير من يمثل هذا التوجه في هذا السياق.

كما أن لوحات “الرحبي” متجددة دائما، فهو يعمل على التصعيد الحسي فتواترات خطوطه ونقاء وصراحة ألوانه وزخارفه خير مثل على تجريدات فنون الحداثة».

موقع “esyria” زار الفنان التشكيلي “أنور الرحبي” في مكتبه وكان هذا الحوار التالي:

* الفنان عندك هو إنسان موهوب، أين مكان الدراسة الأكاديمية والتدريب في صنع الفنان؟

** أنا ومنذ زمن بعيد أضع أمامي مسألة وهي “إذا لم تكن موهوبا تبقى دارسا”، والبداية الفنان هي الموهبة التي تعزز بدراسات ودورات.

* المواضيع التي تتناولها دائما ما تكون مختلفة وتتناول مختلف نواحي الحياة، متى تبدأ تولد اللوحة؟

** أنا أؤمن بمسألة القراءة، حيث أقرأ وأهجن هذه القراءة مع امكانياتي بالفن التشكيلي أو البصري ومن ثم أخرج بموضوع لوني أو موضوعي أو درامي.

* تقول لكي نتمكن من إنجاز عمل فني صحيح يجب أن نسيطر على أدوات الرسم بشكل جيد ماذا قصدت بذلك؟

** عندما أمسك مجموعة الألوان أحاول إخراج الأسود والأخضر من اللوحة، أشعر أن بقية الألوان أصدقائي وأتعامل معهم بكثير من الحب والود، وعندما التمس هذا اللون من خلال الريشة على مساحة كادر لون أبيض أضع هذه اللمسات، وبالتالي أضع جزء من خيالي ومن ذاتي ومن ذاكرتي الخصبة التي احتضنت كثيرا من الأفكار، وأشياء من الحب والحياة والتعامل مع الشارع والنوافذ، ولكي تكون

صادقا عليك أن تعيش لحظة الصدق لا أن تخرج خارج دائرتك فتصبح مزيفاً.

* برأيك إلى أي درجة يعبر اللون عن حرفية الفنان؟

** يقولون هناك ملون شاطر، واعتقد أنه من الجميل وفي منتهى العناق أن يلتقي الملون والرسام معاً وهنا يصبح فناناً.

* ؟

* تجربتك بدأت فراتية، ما هو أثر هذا التراث على فنك؟

** للبيئة دورها الهام حيث أنشأت هذه البيئة صياغات فيها إنتشاء ذاتي وبالتالي هي ثقافة اكتساب لثقافات بصرية، فليست الكلمات هي لغة الفنان لغته اللون والرسم وكلما اكتسب من هذه العناصر تكون عناصراً حقيقية وصادقة.

* ولكن ما هي أهم المراجع التي عملت عليها خلال مسيرتك الفنية؟

** عملت على المقامات لمدة /11/ عاما، وهي اكتساب قراءتي لمجموعة من الروايات والمعتقدات والقراءات الشعبية، كثيرا ما كانت تعجبني الحمامة على النافذة أخذت منها بطلا لأعمالي في أكثر من معرض وهذه الحمامة تحاورني ولا تنزعج فهي تعيش كل حالاتي حتى أنها تستمع معي لأغنياتي.

كما عملت على مقام “الجسد” وهو الروح الطالعة من الصمت إلى الصمت الأكثر حركة -الصمت هو حركة بإيقاعه المتوازن-، أيضا عملت على مواضيع أخرى “كالمدينة” إما إسقاطا من الأعلى أو دخلت لبيوتها ونوافذها ومساحاتها هذه العواطف داخل البيت الدمشقي.

كما كانت كثيرا تسرقني الأغاني الشعبية في دمشق وأضيفها حتى كتابة “أنا في أعمالي أنقل العمل الآني للعمل الفني وهذا ما يخلق نوع من الحيوية والحياة الأعمق”.

* المرأة دائما كانت ترسم بصور مختلفة في لوحاتك، من هي المرأة في لوحات “أنور الرحبي”؟

** أنا أحب المرأة على طريقة الاحتضان، المرأة هي حوار صعب وعندما تلعب بمراهقتها وأنت مبدع بكثير من الأشياء تصبح بطلا حقيقيا،

تكبير الصورة
من لوحات الفنان أنور الرحبي

في أعمالي المرأة هاجسي الذي لا ينطوي على الورق، هي مكونات لونية عندما التقي في حنو أصابعها أشعر بهذا الاحتلال الحقيقي وعندما اقترب من باقات الزهور الموجودة على شال رأسها اشعر أن هناك لوحة دسمة قادمة في معرض قادم.

* لأسرتك أثرها على حياتك الفنية حدثنا عنها؟

** أسرتي مزيج من الفنانين والشعراء، والأهم أمي حبيبتي التي لا أنساها؛ هي المرأة التي كانت تسعى لأن تقدمني في كل شيء وعندما غادرت “دير الزور” إلى “دمشق” أخذت “شالها” الذي تضعه على رأسها في محفظتي وبقي معي /40/ عاماً.

حتى أني في معرضي الأخير الذي تناول الشناشيل والشال “الهباري”؛ عملت مجموعة متجاورة من الألوان أخذت من الهمس وطورت قوامه بقيمة لونية أفضل هذه المكونات اللونية، وأصبحت مادة دسمة للكثير من الأعمال التي أقوم بها.

* أين أنت من “دمشق” وأين هي منك؟

** دمشق احتضنتني كثيرا منذ السنة الجامعية الأولى منها سرقت الصدق إذا كان يسرق، علمتني دمشق كيف أرسم من الداخل وعلمتني أن اقرأ الكثير من كتبها علمتني كيف أتماها بالصوت لأن الصوت هو أكثر صدقا عندما أحاورك.

* ما هي أجمل لوحة رسمتها؟

** هي التي لم أرسمها.

* ما هي اللوحة التي تحاول رسمها؟

** يمكن أن تكون أبسط الأشياء التي أريد أن أرسمها، ربما حبيبتي التي أريد أن أحملها بعضا من تعبي.

* ما أهمية التكريم بحياة الفنان؟

** التكريم لغة الحياة، وعندما تكرم يعتليك شيء يشبه حياةً جديدة.

* كم تشعر أن دراستك لقسم التاريخ، كان لها تأثير على حياتك الفنية؟

** للتاريخ صوت في أعمالي هذا الصوت يأتي من خلال “قشبات الحقوب” التي مرت وبالتالي أشعر أنه على

تكبير الصورة
الفنان التشكيلي محمود جوابرة

المكونات التي أريد أن أقدمها للمتلقي هي إضاءات لم تأت من الآني بقدر ما تأتي من الذاكرة، وللتاريخ دور فأنا ابن الرحبة القلعة العظيمة التي أورثتني سمة الفنان وأنا لا أتخلى عن مصداقية المكان لأهميته في حياتي.



يذكر أن الفنان التشكيلي “أنور الرحبي” من مواليد “دير الزور- الميادين”، عام /1957/، بداياته كانت مع جائزة “شنكار” العالمية لرسوم الأطفال في الهند حيث فاز بالميدالية الذهبية، وكان في التاسعة من عمره آنذاك.

درس الفن بمركز “أدهم إسماعيل” بدمشق تخرج منه عام /1971/ أقام العديد من المعارض وهو في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهو أمين السر العام لإتحاد الفنانين التشكيليين في سورية.

متزوج وله ولدان؛ ابنه “وسيم” فنان، وابنته “نسيم” صحفية، وزوجته تحمل إجازة في الأدب العربي .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.