صناعة الإضافة البصرية
صحيفة عدسة الإلكترونية :

في العام الماضي طرحتُ موضوعاً عن الأهداف الفوتوغرافية المحددة للمصورين، وعمّن يملكون الرؤية والبصيرة ليروا أنفسهم بعد 5 أعوام في حالة معينة يرغبون في تحقيقها بشدة.

بالتأكيد النسبة العظمى من شعوب العالم تركز على نطاق العمل اليومي، بينما نسبة بسيطة فقط هي من ترهق نفسها في وضع خطط مستقبلية لعام أو أكثر. من خلال عشرات الأحاديث التي تجمعنا بزملاء العدسة نستذكر النقلات النوعية لصناعة التصوير الضوئي بين عام وآخر، وتداخل الكاميرا والصورة مع الحياة اليومية بتسارع مذهل، لكن رغم كل ذلك نجد العديد من المصورين يتوسعون فنياً بشكل أفقي! فهناك المزيد من الرحلات والصور والمعارض وربما بعض الكتب التي تضم سيلاً لا ينتهي من الصور! لكن على صعيد الإضافة البصرية لا يوجد قيمة مسجلة! بمعنى آخر لا يوجد توسع عمودي في المسار الفني العام.

من أبرز الدروس التي تعلمتها في مدرسة العدسة هي الحذر من الغرق في دوامات التكرار والإنتاج المتشابه، كنت دوماً ما أفضل الاستمتاع بإرضاء فضولي الظامئ لاكتشاف مساحات جديدة ومهارات غريبة وأساليب غير تقليدية، والاطلاع على بعض المدارس والأفكار حتى تلك التي لا أنسجم معها، لكن بكل تأكيد كنت مهتمة بمعرفة ماهيتها وأطرها العامة، بشكل أو بآخر كنتُ أطمح أن أعرف شيئاً ولو بسيطاً عن كل شيء ينتمي لمنظومة الفنون على هذا الكوكب.

وبعيداً عن مصادر المعرفة البصرية وأوعية المعلومات وفرص التدريب التي تناولناها من قبل بتوسع أؤكد لكم من خلال تجارب العديد من الأسماء العالمية اللامعة في صناعة التصوير الضوئي أن الحضور القوي المستمر لأهم الأحداث الفنية المتنوعة وورش العمل المختلفة والخوض في أحاديث فنية طويلة مع المصورين من كل أنحاء العالم هو المناخ الأنسب لأي مبدع في مجال التصوير، ليصقل ذاته، ويشكل هويته ويحدد ميوله الفنية.

الهيكل الفني المتكامل الذي تجد نفسك قادراً على تحقيقه خلال أعوام يمنحك الوقود الكافي لتجاوز العقبات وكسر التحديات ومواجهة الظروف والعوائق، ولكي يكون هذا الهيكل حاضراً دوماً في ذهنك يجب أن تختار لنفسك المناخ الأفضل للعمل الجاد المستمر، احذر من العزلة الفنية إلا لفترات محدودة، واظب على وضع نفسك بقرب من يشاركونك شغف الاكتشاف وعشق الانتصار والتوق لتحقيق الأهداف العظيمة.

1 2 3 4 5

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.