فعاليات فنية متنوعة بمشاركة 165 فناناً سعودياً وعالمياً

مهرجان «مسك آرت» يحيي مرحلة الستينيات ويخلد ذكرى مؤسسي الفن التشكيلي في المملكة

جانب من فعاليات مسرح «مسك آرت» وفيه فنان يرسم بالضوء

الرياض – محمد الهمزاني

أسهم مهرجان «مسك آرت» الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» على أرض منتجع درة الرياض، في تخليد ذكرى مؤسسي الفن التشكيلي في المملكة، ولعل من أبرزهم الراحلان محمد السليم وعبدالحليم رضوي، وذلك بعرض لوحتين للفنانين تعودان لسبعينيات القرن الماضي. واستعاد المهرجان عبر «جادة مسك آرت» تلك المرحلة في لفتة وجدت الكثير من التقدير والامتنان من الحضور الذين لطالما سمعوا عن مؤسسي ذلك الفن ولكن لم يسعفهم الحظ في الHطلاع على تفاصيل رواده.

ويعد الفنان التشكيلي الراحل محمد السليم من الروّاد في هذا الاتجاه حيث بدأ بمزاولة الفن التشكيلي عام 1960 م، وحضرت إحدى لوحاته التي رسمها عام 1979م في جادة مسك آت، وبجوار لوحة السليم لوحة أخرى للفنان الراحل عبدالحليم رضوي رسمها في عام 1971م، وهما من مؤسسي الفن التشكيلي في المملكة وراسمي خارطته.

وفي الشق الخلفي للحائط الذي يبرز لوحة الفنان السليم تشارك الفنانة التشكيلية نجلاء السليم ابنة الراحل بلوحة تشكيلية عصرية، التي قالت: إنها كانت ترسم بذات النسق الذي عرفته عن والدها إلا أنها تطورت مع تصاعد الأدوات الفنية المستخدمة في الرسم التشكيلي.

وكان مهرجان «مسك آرت» قد شهد انطلاقة قوية عقب أن فتح أبوابه أمام الزوار أول أمس، بمشاركة 150 فناناً وفنانة من المملكة، و15 فناناً من الخليج العربي وعدد من دول العالم. وحظي المهرجان في يومه الأول بزيارات متتالية لعدد من الشخصيات الثقافية والمهتمة بالفنون، تقدمهم معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي والذي اعتبر أن المهرجان لامس أمراً مهماً لا بد أن يحظى بالاهتمام الكافي في البلاد وهو موضوع الفنون.

وعلى خلاف البدايات المتواضعة التي تنطلق بها المهرجانات، لم يكن اليوم الأول لفعاليات مهرجان «مسك آرت» يوماً عادياً، حيث شهد 13 ورشة عمل، جمعت بين النحت البريطاني والريشة السعودية، وكانت البداية بورشة أقيمت عن فن الزخرفة الهندسية أقامتها مدرسة الأمير تشارلز في لندن، فيما اختتمت فعاليات اليوم الأول بورشة عمل ناقشت الفرق بين الاتجاه الواقعي والتجريدي في العمل الفني قدمتها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بواسطة المدرب محمد مجرشي.

الفنان التشكيلي البريطاني بن بربور وهو أمين متحف يقيم في قطر منذ العام 2011، قدم ورشة عمل عن مفهوم تصميم الأعمال والمنحوتات الفنية العامة، وهي ورشة تهتم بتعليم المشاركين كيفية صناعة التصاميم والرسومات للأعمال الفنية العامة، وتحويل الفكرة إلى منحوتة باستخدام مواد وأدوات مختلفة. وتتضمن المشروعات الفنية لابن بربور، مشروع ميراج للأعمال الإنشائية المركبة هائلة الحجم المصممة خصيصاً كي يتم عرضها في مواقع معينة، وكذلك مشروع الوكرة الموازي الجديد في قطر، ويحمل بربور شهادة البكالوريوس في تخصص الفنون الجميلة مع مرتبة الشرف الأولى من كلية سليد للفنون الجميلة من لندن عام 1998م، ومن ثم حصل على درجة إضافية في الدراسات العليا في مجال الفنون والتصميم من معهد التعليم في لندن عام 2006م، تبعها حصوله على درجة إضافية في الدراسات العليا في الرسم من المدرسة الملكية للرسم في لندن عام 2007م.ومن بين ورش العمل التي شهدتها فعاليات اليوم الأول لمهرجات «مسك آرت»، ورشة تحمل عنوان «تأسيس العمل الفني بألوان الأكريلك»، قدمها عبدالعزيز العمري من الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى ورشة الرسم الضوئي من تقديم الفنان الغرافيتي كريم جباري الذي بدأ رحلته الفنية وهو في عمر الثانية عشر. ويعتبر كريم جباري الفنان الأكثر احترافاً في الرسم بالضوء في العالم العربي، حيث أنّ حبّه للأحرف والفن هو مصدر إلهامه الأساسي والأمر الذي جعله واحد من الفنانين الذين يتميّزون بتعدّد التكافؤ من حيث الخطوط والرسم، والرسم بالضوء والتصوير والكتابة على الثياب إذ تعد هذه هي العناصر التي تكوّن عالم كريم جباري.

وتضمنت ورش العمل ورشة نحت المجسمات من العمارة الإسلامية قدمتها الفنانة الإسبانية تيريسا استيفان التي تحدثت عن خصائص فن العمارة الإسلامية، وكيف يصنع المشاركين رسومات لمنحوتات من العمارة الإسلامية، والطرق التي يمكن للمشاركين أن ينفذوا بها أعمالهم باستخدام الطين والجبس. وشاركت الفنانات بورش عمل أخرى إذ قدمت الفنانة منال الشريعان ورشة التقنيات الحديثة في ألوان الأكريلك، وتشارك الشريعان كممثلة عن مرسم زوايا الفن وهو مرسم خاص أسسته فنانات المنطقة الشرقية، وهو يقدم برامج متنوعة في الفن التشكيلي هدفها تطوير الفن.

وشاركت جمعية الثقافة والفنون في تقديم العديد من ورش العمل كورشة «الخط نزهة العيون» التي قدمها بدر الجفن، وقدم من النادي التشكيلي عبيد البراك ورشة عمل بعنوان «سكب اللون على اللوحة»، بالإضافة إلى ورشة الشرائط اللاصقة التي قدمها فريق تيب أوفر الألماني.

وقدمت الفنانة البريطانية راشيل غادسدن ورشة عمل الرسم التشكيلي، والتي تساعد المشاركين في التعلم على كيفية صناعة رواية شخصية يتم تجسيدها داخل العمل الفني، ويختار المشاركون الأدوات والمواد المناسبة للتعبير عن هذه الرواية، كما ينفذ المشاركون العمل الفني بحيث يصنع كل مشارك قطعة من عمل فني متكامل وجماعي.

image 0

فنانة تشكيلية سعودية ترسم شعار المهرجان

image 0

طفل في قسم الأطفال في المهرجان

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.