يقظان التقي
(لبنان)

تعرض الى الثالث والعشرين من الجاري المصورة الفوتوغرافية رانيا مطر مجموعة من اعمالها المصورة نحو 40 صورة في صالة جانين ربيز / الروشة.
صوراً تعكس جزءاً من التحولات الاجتماعية والانسانية في مناطق ومجتمعات معينة ومحددة من ضمن معمولات مختلفة سياسية وامنية.

في المعرض تركيز اكثر على الناس العاديين وشغف بتصوير الواقع في حركة ذهاب واياب الكاميرا بين الصورة او العدسة والمكان وانتهاءً بتصوير غير شكلاني لمواضيع ذات كثافة درامية وتعبيرية.

يمكن ربط رؤية الفنان بتعبير مسرحي تصويري للاحداث من خلال عملية التصوير نفسها او تقنية الصورة التي تأخذ نحو حداثة ما ومعنى لحركية الشخصيات وفي بلاغة تعبيرية لعدد من الصور.

معرض يعطي صورة واقعية عن الحياة العادية التي يعيشها الناس والنسوة تحديداً مع جرأة في التمثيل لنماذج محددة مع تواطؤ العواطف والانفعالات والتساؤلات ومع تعابير تنشط في امكنة محددة وتستدعي من المتأمل قدرة معينة على تخيل البيئة الى حد محير نسبياً.

كأن بعض الصور تعبر عن واقعية مشكوك بأمرها. كأنها ثمرة تمثيل صوري ومشروع لتحويل الآخر الى ريبرتوار من الاشكال والافكار القابلة للاستخدام كمادة ازلية او كاداة لبحث تصويري جدي ومتطور عن البيئة نفسها.

لقطات رانيا مطر مدروسة تخضع لتصورات وتطرح مثل هذه الاسئلة عن اجزاء من حياة حقيقية (حياة عنيفة وواقع حساس بموازاة واقع آخر من ضمن بحث منتظم يمنح العالم الواقعي المصور بعداً ومعنى شعورياً جديداً).

هذا بموازاة جرأة الصورة، وبعض البورتريات مهمة كوحدة تشكيلية وفقاً لطريقة تعبيرية تركز على الاوضاع التقليدية والطارئة: صور نساء يقرأن الصحف ومن يمثل علاقة المرأة بالمرأة ومواجهة الاوضاع التقليدية والطارئة وصور خارج الرقابة او تحت الرقابة واختلاف القراءة نفسها مع اختلاف الخصوصيات والعرق والدين والفرز الاجتماعي اي انتروبولوجيا الصورة بالانطلاق من لحظة زمنية ما ومن نوع لقاءات غير متوقعة ومفاجئة. عناصر غير متوقعة حيناً من مشروع طموح واخراج للمشاهد من اشياء راكدة مقيمة واخرى اشياء طارئة ومفاجئة.

(تتوغل احياناً رانيا مطر في انطباعية غنائية تذهب ببعض من جماليات لمصورة مستقلة وان غنائية خافتة في انحياز لمرايا ما، لصرخات ما واعادة تشكيل ظاهرة لاظهار اشياء بعينها بواسطة التصوير.

نقول ذلك لأن الفنانة قادرة على الانتقال بانفصال قوى الى اماكن اخرى من الصورة، الصورة غير الجاهزة والمباشرة والتي تستدعي حيزاً آخر غير القدرة على تحليل البيئة كمرحلة توليفية لظروف مختلفة لفنانة موهوبة وحيوية وتملك تقنيات عالية.

المستقبل
الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009