سماح عبدالعزيز

“تسحروا فإن في السحور بركة” كان النبي محمد صلّ الله عليه وسلم يقول هذا دائمًا، مما أدى إلى ظهور المسحراتي  لأيقاظ الناس للسحور، فكثيرًا ما نرى خلال شهر رمضان الكريم، رجل عجوز يمسك طبلة وعصى صغيرة، ويجول في أنحاء المنطقة.

“اصحي يا نايم وحد الدايم، الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم”.. كلمات يقولها المسحراتي  لأيقاظ الناس على مواعيد السحور وصلاة القيام.

المسحراتي  ليست فكرة مستحدثة، ولكنها من بداية ظهور الإسلام فقد كان أول مسحراتي ظهر في التاريخ الإسلامي هو سيدنا بلال بن رباح، وعبدالله بن أم مكتوب يعتبرا الإثنين هما أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي.

المسحراتي قديمًا كان يقوم بالآذان قبل الفجر بنصف ساعة، فكذلك كان يفعل بلال وبن أم مكتوب فكان أحدهم يقوم بالآذان قبل الفجر وكان يفهم الناس من ذلك أن تلك الدعوة للسحور لحين يأتي آذان الفجر فيؤذن الآخر فيمسك الناس عن الأكل والشرب .

ولكن فكرة المسحراتي التي نراها على شكلها الحالي بدأت بعدما زاد عدد المسلمين في المناطق.

في عام 228 هـ بدأت فكرة المسحراتي في مصر، وقام بها عنبسة بن اسحاق والذي كان والي مصر في هذا الوقت وكان يقوم بوظيفة المسحراتي بنفسه في العاصمة الفسطاط وكان يدور حول مسجد عمرو بن العاص فكان يقول ” يا عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة “.

فقد مرّ زمن اختفت فيه وظيفة المسحراتي، وأعادها الظاهر بيبرس مرة أخرى، وجعل رجال الدين من الشباب يقومون بها.

في عهد الحاكم بأمر الله أمر بتخصيص عدد من الجنود الذين يقومون بالحراسة الليلية وجعلهم يطرقون أبواب الناس لينبهونهم بالسحور .

ولم يكن للمسحراتى أجر معلوم أو ثابت، غير ما يأخذه صباح يوم العيد، وعادة ما يكون حبوبًا سواء ذرة أو قمح.

ولكن الآن اختفى المسحراتي في عد كبير من الأماكن، ولكن تظل الأحياء الشعبية تحتفظ بهذا التراث، حيث يوجد المسحراتي في الأمكان الفقيرة والشعبية، يكتفى  بترديد أسماء الأطفال لإسعادتهم.