ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

قناة العاشق
في أواخر العصر الهلنستي عشق أمير سلمية أميرة أفاميا وزين له الوجد أن يبعث لها برسالة حب تظل أغرب وربما أخلد رسائل العشق في التاريخ فقد كانت سلمية آنذاك تسقى رياً بالمياه وأفاميا ظمأى، فأمر بحفر قناة تمتد من أراضي سلمية إلى ديار الأميرة على امتداد هذه المسافة الطويلة جدا وعبرت القناة الوديان والهضاب بئرا تلو بئر كأن خلدا هائلا قد حفرها بمهارة و دقة فائقتين بدءاً من كل بئر.. بعض من ينبوع يضاف إلى الذي يليه وهكذا تغدو نهراً صغيراً يسيل ضمن مجرى يتراوح عمقه بين متر وثلاثة أمتار وكانت تلك أشجع طرق الري في السهول التي يندر فيها الماء.
لكن يبدو أن رسالة العاشق تأخرت كثيراً في الوصول إلى الأميرة حسب الوثائق التاريخية التي أشارت إلى أن أفاميا لم تشرب من ماء سلمية إلا في عهد الإمبراطور تراجان الروماني سنة 116 ميلادية.
إن النظام المائي الذي وزعت من خلاله المياه المستجرة اعتمد على مجموعة أقنية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة أفاميا خارج الشارع المستقيم وضمن الأسوار جاء بشكل هندسي رائع عبر فيه أمير سلمية عن هيامه الكبير بابنة ملك أفاميا فأراد أن تكون هذه القناة عربون حبه وتضحيته إلا أنه وفقا للأسطورة لم يحظ بالزواج منها لظروف مجهولة.
ومن الحب ما صنع المعجزات

— ‏مع ‏‏‎Noomah Y Ali‎‏ و‏‎Eyad Rizk‎‏ و‏‎Lama Eleia‎‏

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.