1492456212 - Copy
حسن إبراهيم سمعون: الديوان السوري المفتوح هو مشروع وتجربة
العدد:
14866
التاريخ:
الاثنين, أيار 29, 2017

(الديوان السوري المفتوح) عنوان كتاب صدر حديثا، وهو أيضا عنوان مشروع طموح يشرف عليه الأستاذ (حسن إبراهيم سمعون) الذي أراد الوقوف في وجه الحرب والخراب بطريقته، فوجه دعوة إلى مجموعة من الأدباء في سورية والوطن العربي والمهجر، وقدم من لبى الدعوة نصا إبداعيا ينحاز إلى الإنسان النبيل، ويعلي من شأن القيم السامية، ويدعوا إلى المحبة السلام، وإن لم تكن النصوص بمجملها تعالج الأحداث والأزمة الراهنة بشكل مباشر.
ومن الجدير بالذكر أن الكتاب بصفحاته 478 من القطع الكبير، جمع ما يقارب من 175 مشاركة أدبية تنوعت بين الشعر العمودي، وشعر التفعيلة، وقصيدة النثر، والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا، إضافة إلى المقدمات بقلم بعض الأدباء. وصدر الكتاب بألف نسخه على نفقة صاحب المشروع رغم ارتفاع التكلفة، ووزعه دون مقابل على المشاركين والمهتمين.
حول (الديوان السوري المفتوح) الكتاب المطبوع والمشروع الذي مازال يستقبل مساهمات جديدة للجزء الثاني حاورنا الأستاذ (سمعون).
*هل صاحب الديوان السوري المفتوح اهتم بتوحيد الاتجاهات لإيصال أفكاره الخاصة؟ أم فتح الباب لتعدد الآراء واختلاف الرؤى  وهذه رسالة بذاتها؟.
**الديوان السوري المفتوح مختلف عن غيره من الأعمال كشكل وكمضمون, وبالتالي سيختلف المتوقع منا وما نفترض أن يكون. فالديوان ليس عملا شخصيا لأديب واحد لهذا من الطبيعي أن تبقى الساحة مفتوحة لتتقاطع فيها رؤى المشاركين جميعا لاستحالة توحيدها وتضمينها أي فكر خاص بشخصية معد الكتاب.
*صدور هذا العمل الجماعي في زمن الحرب يطرح السؤال التالي: ماذا تستطيع الكلمة أن تصنع في مواجهة الرصاصة؟.
**أؤكد لك بأن هذه الحرب بشكلها العسكري ستتوقف ذات يوم وسنعيد بناء الحجر وغرس الشجر وستلد النساء، لكن لا يمكن أن نجابه الفكر الظلامي الرجعي إلا بفكر سوري نير وأقول جازما الكلمة هي الأقوى لأنها كانت في البدء وستبقى.
*بعد قراءة الديوان نجد تفاوتا بين سوية النصوص وهذا يعني تفاوت التجربة الأدبية للمشاركين لهذا نستفسر عن المعايير المعتمدة في اختيار النصوص؟.
**السادة أعضاء اللجان متطوعون, وليسوا موظفين حكوميين لأفرض عليهم لوائح وتعليمات للتقيد بها. ولم نقبل نصا سويته دون الستين بالمئة فنيا, وبالتالي تتفاضل النصوص بين الجيد والأجود، ولم نتعامل مع النصوص كلجنة تحكيم لاختيار النص الأول، فنحن بحاجة إلى كل النصوص الصالحة. راعينا بعض الأمور ووازنا بين الوطني والفني في المشاركات الخارجية، ومشاركات ذوي الشهداء، ومشاركات الجرحى. ومن الطبيعي أن يكون الاختلاف بين هذا الكم من المشاركات باختلاف مناهل المشاركين. ومن الطبيعي أن تتباين الآراء حول النصوص فما يعجب زيدا لا يعجب عمر (فتغريبة بني هلال وسيرة الزير وردتنا بشكل ركيك ومسجوع ومنظوم لكنها حفظت لنا جزء من التاريخ) وأخيرا أنوه إلى أن العمل استغرق عشرات الآلاف من الساعات وجمع وجهز وطبع ووزع في ظروف الحرب والدمار والدم والشهداء وهي غير مثالية لنطلب ما يجب أن يكون.
*إعداد الكتب المشتركة ظاهرة معروفة, وقد صدرت عدة كتب مشتركة في سورية. كيف تقيم تجربة الكتب المشتركة؟ وهل قدمت إضافة خاصة بك في الديوان.
**بداية أود التنويه إلى أن الديوان السوري المفتوح هو مشروع وتجربة وليس كتابا بالمعنى الاصطلاحي. فأن يكتب مئات الأدباء ومن مختلف الأصقاع والجنسيات والملل والنحل بخمسة أجناس أدبية وحول موضوع واحد (سورية) وبفكر جمعي واحد فهذا يعطي للديوان فرادة مختلفة عن الكتب المشتركة التي أشير إليها في السؤال فأغلبها ما يكون تشاركيا بين شخصين أو أشخاص ويغلب عليها الطابع الأنطيولوجي  أو المعجمي والبحثي. لكن يبقى العمل التشاركي الجمعي بكل طبقاته جميلا وجيدا.
*هل تتوقع أن تتكرر تجربتك في سورية, أو سيتم تقليدها؟ وكيف ترى الأمر في حال حدوثه؟.
**لا مشكلة لدي, ولا يزعجني تقليد أو تكرار التجربة هذا إن حصل فالديوان هو الأصل وسيكون الباقي بالضرورة (فوتو كوبي) ثم أن التجارب الإبداعية تتشابه لكنها لا تتطابق, وبالمحصلة الإبداع دائما صوب المجهول وليس المعلوم.
*صدر الجزء الأول من الديوان السوري المفتوح, وتعمل حاليا لتجهيز الجزء الثاني، وهذا ليس بالعمل السهل واليسير ويحتاج إلى الكثير من الجهد والتعب والصبر. نتساءل ما عدد الأجزاء القادمة؟ وهل هناك سقف محدد؟ أم سيظل مفتوحا على مصراعيه؟.
**سيبقى الديوان سلسلة من الأجزاء المفتوحة, ونأمل أن يتطور مشروع الديوان ليصبح تظاهرة ثقافية قابلة للتوسيع لتشمل فنونا وأنماطا ثقافية أخرى. وقد نضيف في الجزء الثاني قسما لأدب الأطفال.
**هل أنت راض عمَّ كتب حول الديوان إعلاميا, ومن أنصف العمل ومن لم ينصفه؟.
**نعم راض ضمن الواقع المتاح في هذه الظروف غير الطبيعية من حرب ودمار وحصار.. ودعني أستغل منبرك لأشكر كل من كتب عن الديوان لأنني أعتبره أنصفني.. ولا علم لي ولا أعرف الذين لم ينصفوني.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.