ـ 3 ـ
الإمبراطور إيلاغابال Elagabalus
(218 ـ 222 ) م


بعد إغتيال كاراكلاّ أبعدَ مكرينوس كل من جوليا ميسا وجوليا سوميا زوجة كاراكلاّ وولدها أفيتوس باسيان وجوليا ماميا وإبنها الكسندروس سيفيروس من روما فعــدنَ إلى حمــص وجاورنَ هيكل الشمس وقدّمنَ أنفسهن ومالهن للمعبد واستلمت جوليا ميسا مفاتيح الهيكل وأقامت أفيتوس كاهنا للهيكل وارثاً لجدِّه باسيانوس وله من العمر 14 سنة وكان جميل الصورة معتدل القامة وأظهر من التقوى والورع ما جعله محبوباً من الجميع لاسيّما الجند الذين حقدوا على مكرينوس لقتله كاراكلاّ وتسببه في وفاة والدته جوليا دومنا وإبعاد كل مايرتبط بهذه العائلة من روما . وكان الفيلق الحمصي من الناقمين عليه فأعلنوا اختيارهم أفيتوس للعرش الإمبراطوري الذي دُعِيَ إيلاغابال ( حيث كان الحجر الأسود في الهيكل يرمز إلى الإله إيلاغابال ) وحدثت ثورة بين الفيلق الموالي لإيلاغابال وأُلبيوس يوليان قائد الجيش المرابط قرب حمص حيث انضمّ ضباطه إلى الفيلق الموالي وحاول مكرينوس إخماد الثورة ففشِل وأصبح إيلاغبال إمبراطوراً في 8 حزيران سنة 218م . بعد هذا النصر غادر إيلاغابال حمص إلى روما ترافقه جوليا ميسا ووالدته جوليا سوميا وأختها جوليا ماميا التي رفضت المشاركة بأي نشاط سياسي أو أدبي وانصرفت لتربية إبنها الكسندروس سيفيروس Alexandrus severus وإعداده لأسمى المناصب في الإمبراطورية ولما استقر على العرش أقام ندوة للنساء وجعل والدته جوليا سوميا رئيسة هذه الندوة . وكان قد نقلَ معه من حمص الحجر الأسود الهرمي الذي يرمز إلى الإله إيلاغابال وهو الشكل المقدس في العبادة السورية آنذاك وأقام له معبدا ًوكان يُمارس فيه الطقوس على الطريقة السورية ثم أنشأ معبدا ًثانياً وكان ينقل الحجر الأسود من الأول إلى الثاني على عربة مُحَلاَّة بالذهب والأحجار الكريمة باحتفال رسمي . وحاول إنشاء ديانة جديدة توفق بين مختلف العقائد لتشمل المسيحية . وانقاد على عدم المبالاة بشؤون الدولة وسلّم أعلى المناصب إلى زمرة من الشباب كانوا يشاطرونه أعمال الطيش وشعرت جدّته جوليا ميسا بالعاقبة السيئة التي تنتظره ، فأوعزت إليه أن يُسَمّي إبن خالته الكسندروس سيفيروس قيصراً وإبناً له بالتربية لصغر سنّه الذي لم يتجاوز 12 سنة ليعاونه في المقابلات الرسمية وتدبير أمور الإمبراطورية وخدمة الآلهة لكنّه كان ذكيّاً وحازماً ، وأثار هذا التحوُّل العقائدي المتعصّبين من القادة الرومانيين فتآمروا على الإمبراطور ووالدته وكثير من رجال الحاشية السوريين وألقوا بهم بنهر التيبر في 11 آذار سنة 222م وهدموا المعبد وأعادوا الحجر الأسود إلى حمص .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.