تكبير الصورة

د.”وانيس باندك”.. وأحلام لم تتحقق بعد

مضر رمضان

الثلاثاء 10 آذار 2009

لابد للفن المسرحي من أن يكون هاجسا للكثيرين لما يحمله من سحر ورقي في الأداء، لكن وعند الخوض في مضمار هذا الفن تتكشف أسرار قد تكون غائبة عن الفنان، لكن عند الغوص في تفاصيل السير الفنية نجد العديد من المطبات و المشاكل ناهيك عن أحلام ذهبت في مهب الريح.

تكبير الصورة
مراسل الموقع مع المخرج باندك

في معمعة فنية نشأ طفلا يرسم حلما لطالما راوده ليبدأ سيرته مع الفن المسرحي منذ أن كان طفلا لينتهي في مسيرته الشاقة بحلم لم يتحقق بعد.

التقى موقع “مدونة وطن” الفنان د.”وانيس باندك” الذي عمل مخرجا و مؤلفا ومشرفا في العديد من الأعمال المسرحية في “حلب” و غيرها من المحافظات السورية ليرسم عبر سيرة لا تخلو من التأرجح واحدة من السير التي تحمل في طياتها الكثير من القصص فحدثنا عن سيرته قائلا:

«في بداياتي كان هناك توجه فني لدي منذ صغري فكنت أتابع النشاط الفني باهتمام وأسعى إلى أن أكون ضمن هذا الجو عبر الأنشطة المدرسية على حال صغرها، وعندما صار عمري ثمانية عشر عاما انتسبت إلى فرقة مسرح الشعب التي تعتبر أول احتكاك فعلي لي في مجال الفن المسرحي حيث صقلت موهبتي واهتمامي، وورثت عن هذه الفرقة العديد من المعارف وكانت المرحلة الأهم هي مشاركتي يمهرجان الشباب في “دمشق” في السبعينيات من القرن السالف».

و عن التزامه مع فرقة “المختبر المسرحي” في “دمشق” يحدثنا “الباندك” قائلا:

«إثر سفري إلى “دمشق” عملت مع فرقة “المختبر المسرحي” التي أشرف عليها السيد “وليد القوتلي” وقد زادت هذه الفرقة من خبرتي وحفزتني على العمل في أكثر من مجال لأننا اعتمدنا في هذه الفرقة على آلية التأليف والإخراج الجماعي، حيث كنا نقرأ آخر المستجدات السياسية والاجتماعية ونحولها إلى أعمال مسرحية مدروسة إضافة إلى قراءاتنا التاريخية والتي عملنا على تجسيدها

على الخشبة بأسلوب كان يرضي الحاضرين ويزيد من معارفهم، وكانت فرقة “المختبر المسرحي” بوابة واسعة للثقافة والحوار الجاد والبناء إذ أننا كنا نقسم المهام فيما بيننا للبحث عن العلوم والمعارف التي نحولها إلى أعمال مسرحية بعد المناقشة، وقد برز عن هذه الفرقة العديد من النجوم المسيطرين على الساحة الفنية السورية أمثال الفنان الكبير “بسام كوسا” والفنانة “واحة الراهب” وغيرهم».

وعند عودته إلى “حلب” أنشأ فرقة “الشهباء” المسرحية والتي اعتبرها الكثيرون من أهم الفرق المسرحية التي حدثت في تاريخ هذي المدينة فيحدثنا عنها قائلا:

«رغم رغبتي لم يكن مقدرا لي أن أستقر في “دمشق” فكان طريقي إلى “حلب” معروفا فعدت إليها في الثمانينات حاملا الكثير من المعارف والاندفاع، آملا بتأسيس فرقة مسرحية تكون عنوانا للمسرح الجاد والفن الملتزم وفعلا تحقق هذا لفترة عند تأسيسي لفرقة “الشهباء” التي لاقت انتشارا كبيرا بسرعة وقدمت معها عدة عروض مسرحية كتب عنها الكثير وحصدت العديد من الجوائز ودخلت الفرقة تاريخ المسرح في “حلب” بقوة” لأسافر بعدها إلى أرمينيا لمتابعة دراستي هناك حيث حصلت على شهادة دكتورا في العلوم المسرحية».

ويتابع “الباندك” في الحديث فيقول:

«إثر عودتي إلى “حلب” تابعت عملي مع فرقة الشهباء رغم الفرص العديدة التي سنحت لي لكنها لم تستمر بسبب ابتعاد بعض أعضائها عنها فعملت مع المسرح القومي والمسرح المدرسي وكنت مخرجا ومؤلفا للكثير من الأعمال ومشرفا على العديد من الأعمال المسرحية في “حلب”».

أما عن

تكبير الصورة
الممثلين في مسرحية اشباح المدينة

حلمه الذي لم يتحقق بعد يحدثنا قائلا:

«منذ أن بدأت في مجال المسرح وأنا أحلم بتأسيس قاعدة مسرحية تكون أساسا لعلوم المسرح الأمر الذي تحقق في بادئ مسيرتي عن طريق فرقة “المختبر المسرحي” في “دمشق” وعن طريق فرقة “الشهباء” لكن لم يدم هذا كثيرا فتلاشى معه الحلم الذي مازال يراودني ».

وفي تقليب دفتر الأعمال التي قدمها الفنان “الباندك” تبرز مسرحية “أشباح المدينة” كواحدة من الأعمال المميزة التي ركزت على أهم الحقب الزمنية في تاريخ مدينة “حلب” وعلى شخصيات كان لهم الدور الأكبر في سياق تطور هذه المدينة عبر التاريخ فيحدثنا عن هذا التوجه فيقول:

«أسعى دائما إلى استغلال الفن المسرحي عن طريق تجسيد المعلومة الغائبة عن أذهان الكثيرين فالمسرح هو في طبيعته أكثر الفنون مقدرة على إيصال الفكرة والمعرفة العميقة إلى ذهن المتلقي فكان عمل “أشباح المدينة” الذي قمت على تأليفه وإخراجه واحدة من هذه المحاولات لحفظ تاريخ مدينة “حلب” العريق ولإبراز شخصيات ومواقف قد تكون غائبة عن الذاكرة الحالية للكثيرين».

أما عن رأيه بالمستوى الفني للمسرح في مدينة “حلب” يحدثنا “الباندك” قائلا:

«لا يخفى على أحد أن المسرح في “حلب” خصوصا يعاني من حالة تردي مؤسفة إذ أن المسرح التجاري يسيطر على أجوائه في حال قلة الأعمال الجادة والجيدة بالإضافة إلى غياب المهرجانات الدورية مع بقاء القليل من المهرجانات التي ما زالت تحفظ ماء وجه هذي المدينة التي تشتهر بتاريخ فني

تكبير الصورة
لقطة من مسرحية أشباح المدينة

عريق وصلت أصدائه إلى العالمية».

يذكر أن “د. وانيس باندك” قد قدم العديد من الأعمال التي برزت في “سورية” بشكل كبير كان لها أثر في المسيرة الفنية نذكر منها (احتفال ليلي خاص – الدراويش يبحثون عن الحقيقة – سكان الكهف – العائلة توت – اثنان فوق أرجوحة – رسالة التحقيق – من يقتل الارملة – انتحار غير معلن – الميراث – أشباح المدينة – اللمبة – الزبال).

و السيد “د. وانيس باندك” يشغل حاليا منصب مدير المسرح المدرسي كما يعمل كمستشار درامي في مسرح “حلب” القومي.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.