تكبير الصورة

 “جان ألكسان”.. 50 كتاباً و60 سنة من الإبداع

عبد العظيم العبد الله

السبت 20 شباط 2016

القامشلي

وهب نفسه لخدمة الأدب والمسرح والسينما، وسخّرها لسنوات عديدة من أجلها، فبنى صرحاً أدبياً عظيماً، ودخل ضمن قائمة المبدعين.. غادر عالمه الجميل وبقي شعلة مضيئة في عالم الصحافة والأدب.

 

تكبير الصورة
الكاتب أنيس حنا مديوايه

مدوّنة وطن “eSyria” وبتاريخ 17 شباط 2016، وقفت عند إحدى أهم الشخصيات الأدبية، التي تركت أثراً مميزاً في العديد من الأبواب الفنية والأدبيّة والاجتماعيّة، فسيرته حافلة وثريّة، تحدث عنها الكاتب “ملكون ملكون” الأقرب إلى حياة وخال المرحوم “جان ألكسان”، ويقول: «جل سنواته معنونة بالتميز والعمل، وأكثرها في الساحات الأدبية، ففي المدارس بجميع مراحلها، كان التألق والتفوق عنوانه، إضافة إلى مشاركته في الأنشطة والمسابقات الأدبية والفنية، وعندما أصبح عمره 20 عاماً كان محرراً في مجلة “الجندي” لمدّة 8 سنوات، وقبل ذلك، كان يمهد لنفسه في الكتابات الأدبية العديدة على الرغم من صغر عمره، وفي عام 1958 عمل سكرتير تحرير لجريدة “المختار”، وفي العام التالي ترأس القسم الثقافي في صحيفة “النصر”، وفي عام 1979 ترأس قسم التحقيقات والقسم الثقافي في صحيفة “البعث”، وعيّن أميناً لتحرير الثقافة في دار “البعث” للصحافة، بعد ذلك كان رئيساً لتحرير صحيفة “فنون”، وعمل مستشاراً للشؤون الثقافية لهيئة الإذاعة والتلفزيون.

المتصفح لسيرته السابقة، وأعماله وكتاباته اليومية يجد أن الإرث كبير وجليل، لذلك في عام 1996 تمّ تكريمه من قبل اتحاد الكتاب العرب، بمناسبة صدور كتابه الخمسين، علماً أنه كان يشغل عضو جمعية القصة والرواية، وعضواً في اتحاد الصحفيين في “سورية”».

ولأن الرحلة ثرية، فلها إضافات أخرى، يضيف “ملكون”: «أصدر عدداً من القصص القصيرة والروايات والمسرحيات وألّف للسينما، إضافة إلى عدد من الكتب الوثائقية، ليكون مجموع كتبه 50 كتاباً، وترجمت كتبه إلى ست لغات مختلفة (إنكليزية، فرنسية، ألمانية، روسية، إسبانية، صينية)، ومؤلفاته شملت القصة، والمسرح، والرواية، والتوثيق، والسينما

وأدب السيرة، وأدب الأطفال، مع كتب موسوعة مثل “حرب تشرين التحريرية”، أمّا في السينما فقدم “أعلام الكفاح في سورية” عام 1963، ومن القصص “نهر من الشمال” 1963، ليكون عام 1972 أغلبه للمسرح؛ فقد ألف عدداً من المسرحيات منها “قراءات على شاهدات مقبرة كفر قاسم”، أمّا من الكتب الوثائقيّة “رديف المقاتلين” عام 1974، والكتاب الوثائقي الآخر في العام ذاته “ماذا حدث في تشرين”، أمّا للطفولة فقد كانت له مكانة واسعة ورعاية أدبيّة خاصة ففي عام 1961 نالت روايته عن الأطفال “أيام معها” كل الإعجاب والتقدير والثناء، لتكون نهاية السبعينيات جل أعماله للمسرح والسينما من ذلك “مسرح المعركة” بأربع مسرحيات، وفي السينما كانت بعنوان: “السينما السورية في خمسين عاماً”، واستمر دورياً في إنجاز أعمال كثيرة، بالعناوين التي ذلك وحتى نهاية التسعينيات وهو يقدم للمسرح والقصة والرواية والسينما بعشرات الأعمال ويطول ذكر جميع العناوين».

وعن لحظات أخرى في حياة المرحوم يضيف الكاتب “أنيس حنّا مديوايه” ويقول: «كانت له محطات عديدة بالوقوف على منصات التكريم والتقدير، أمّا البناء الأدبي الذي أسسه، فهو مكتبة بحد ذاتها، وجميع الأدباء والمفكرين والمثقفين نهلوا من ثقافته وأدبه، ويستمرون بذلك، حتّى بعد غيابه، علماً أنه قدّم أكثر من عمل للأدب والفن بوجه عام، كما في العمل المسرحي “المسرح القومي والمسارح الرديفة” عام 1988، وفي السينما “الصهيونية والسينما” عام 1989، وأيضاً “قضايا في السينما العربية” 1990».

يذكر أن الكاتب الكبير “جان ألكسان” ولد في “الحسكة” عام 1935، وتوفي في مدينة “دمشق” بتاريخ 14 شباط 2016، بعد مسيرة ثرية وحافلة في عالم الصحافة والأدب.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.