“كروان”.. صوت القوة والتوثيق

إسماعيل النجم

الأحد 22 حزيران 2014

الفردوس

أثبتت قدرتها على أداء كافة ألوان الغناء، لقبت بـ”مطربة الشموس”، أحيت التراث الشعبي وبرعت بالأغنية الدارجة، وأغنت مكتبات الموسيقا بالأغاني الوطنية والإنسانية.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 15 حزيران 2014 الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا “نزيه أسعد” الذي تحدث عنها بالقول: «امتلكت “كروان” صوتاً قوياً وهذا مكنها من أداء مختلف الألوان والأنواع الغنائية، ما بين الموشحات والأغاني الشعبية والفلكلورية، وغنت أكثر من خمسمئة أغنية شملت الموشح والدور والقصيدة والمونولوج والأغنية الشعبية، ولحن لها كبار الملحنين السوريين، منهم: “عدنان قريش”، “مصطفى هلال”، “رفيق شكري” و”نجيب السراج”، وقدمت العديد من الأغاني الوطنية والإنسانية التي تزخر بها المكتبة الموسيقية، حتى أصبحت أغنياتها الوطنية نموذجاً مهماً للأغنية الوطنية السورية آنذاك، ووثائق ومراجع للأحداث المهمة التي عاشتها البلاد العربية في تلك الفترة».

أما الباحث الموسيقي “صميم الشريف” في كتابه “الموسيقا في سورية”، فيقول: «اكتشف موهبتها الموسيقي المعروف “مصطفى هلال”، وغنت معه في بدايتها عدداً من الأدوار والموشحات والمواويل التراثية، ثم أحيت بمساعدته أيضاً التراث الغنائي الشعبي الشامي قبل أن تميل إلى الأغنية الشعبية الدارجة التي أضافت إليها جديداً حتى باتت

تكبير الصورة
أستاذ الموسيقا نزيه أسعد

تعرف من خلالها، ويعود الفضل في ذلك إلى الملحن العريق “عدنان قريش” الذي لحن لها عدداً وفيراً منها، ومن أشهرها: “زين يابا زين”، و”دخيلو ربك”، و”يابا ويابا”، ثم لحن لها أغنية “شدوا لي الهودج”، كما ساهم “مصطفى هلال” و”زكي محمد” و”رفيق شكري” في مسيرتها الفنية ولا سيما الغناء الشعبي والوطني والقومي، ولقبت “كروان” بـ”مطربة الشموس” أيضاً لكونها قدمت أغنيات مرتبطة بالشمس».

وأشار الباحث “أحمد بوبس” إلى أنه في عام 1949 شاركت “كروان” ببرنامج للأطفال في إذاعة “دمشق” قدمت فيه أناشيد للطفولة، ويتابع: «وفي عام 1950 دخلت الإذاعة كأحد أفراد الجوقة (الكورس)، وفي ذاك العام أطلق عليها “مصطفى هلال” اسمها الفني “كروان”، وخصصت لها الإذاعة نصف ساعة أسبوعياً لتقديم غنائها الإفرادي من الغناء القديم، وبعد ذلك لحن لها كبار الملحنين السوريين منهم: “عدنان قريش”، “مصطفى هلال”، “رفيق شكري”، “نجيب السراج”، “عبد الغني الشيخ”، “سليم سروة”، “مجدي العقيلي”، “محمد محسن”، “إبراهيم جودت”، وغيرهم. كما غنّت

تكبير الصورة
الموسيقا في سورية

من ألحان الملحنين الأردنيين “توفيق النمري” و”جميل العاص” عدداً مـن الأغنيات الريفية، ولحن لها “فيلمون وهبي” أغنية وحيدة حازت شهرة كبيرة وهي “من إيدو الله يزيدو”».

ويضيف: «انتسبت إلى المعهد الموسيقي التابع لإذاعة “دمشق” فتعلمت العزف على العود وقراءة النوتة الموسيقية ودرست الموشحات والأدوار على يد الموسيقي “يحيى السعودي”، وغنت من ألحانه “أول ما شفتك”، و”الحبيب للهجر مايل”، و”يا فؤادي”، و”كان الفؤاد خالي”، كما غنت دور “طول عمرك يا قلبي” – تلحين “داود حسني”، وسجلت لإذاعة “دمشق” كثيراً من الموشحات والأغنيات الفلكلورية التي قدمها “مصطفى هلال” في برنامجه “من نشوة الماضي”، كما عملت مع الرحابنة أثناء عملهم في “دمشق” وغنت في السكيتشات التي سجلوها للإذاعة منها: “أيام الحصاد”، و”الإسوارة” في عام 1956، وأثناء العدوان الثلاثي على مصر قدمت أغنيتها الوطنية “بره بره” التي لحنها “نجيب السراج” ورددتها ألسنة الجماهير طويلاً، وفي أواخر هذا العام سافرت إلى “الولايات المتحدة الأميركية” من أجل إجراء عملية

تكبير الصورة
الباحث صميم الشريف

جراحية لأنفها الذي كان مشوهاً تشويهاً خلقياً نادراً».

يذكر أن، الاسم الحقيقي لـ”كروان” هي “جميلة نصور”، ولدت في مدينة “الحفة” بـ”اللاذقية” عام 1932م، وبدأت الغناء وهي في سن العاشرة في مدرسة “معهد النجاح”، توفيت عام 2001م. وظلت أغانيها تطرب الكثيرين بصوتها الشجي الذي امتد على مساحات شاسعة من خريطة محبي الطرب العربي الأصيل.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.