حفظ بكسلاتك

الجزء الثاني
للكاتب جون سانتورو
ترجمة بحار الشبكة
المصدر المنقول منه: موقع  LEXAR للتصوير الفوتوغرافي الرقمي

تعلمنا كيفية عمل البكسلات في الجزء الأول من المقال و كذلك علمنا أن لكل بكسل لون واحد و أن الكاميرات تستخدم اللوغاريتمات لمحاكاة اللونين الآخرين اللذين لا يسجلهما البكسل الواحد لإنتاج اللون النهائي للبكسل الواحد و بالتالي ظهور اللون الصحيح .
و الآن سنتعرف أفضل الوسائل لتخزين البكسلات التي التقطتها و الهيئة الأمثل لحفظ هذه البكسلات  ومن هنا تأتي أهمية هيئة الملف أو نوعه في آلية عمل التصوير الرقمي ، و سنلقي معا نظرة على الخيارات التي توفرها لنا الكاميرا الرقمية لحفظ صورك وبالتالي الهيئة الأمثل لاستخدامك ، وسنلقي نظرة متعمقة على الأنواع الأكثر شهرة و انتشارا و هي JPG , TIFF , RAW   ونتعرف مزايا و عيوب كل صيغة ، و لا بد لكل واحد منا أن يدرك الفرق بين كل نوع و أهميته ، إذ أن ذلك ضروري لتختار الهيئة الأمثل لأسلوبك في التصوير .

ملفات الـ RAW
فكرة ملفات الـ RAW غير معقدة البتة ، وهي بسيطة للغاية ، تذكرون أن الرقاقة التي تسجل الصورة تسجل لونا واحدا على كل بكسل صحيح و تستخدم اللوغاريتمات لمعرفة اللونين الآخرين لتكوين اللون الصحيح ،  ملف الـ RAW ببساطة هو ملف يتكون من أرقام ذات 12 بت منفردة توزاي اللون المنفرد الذي سجله البكسل عندما ضغطت زر التصوير ، ومع ملف الـ RAW  توجد أماكن منفصلة بالملف تحوي مصغرات تحوي الألوان الكاملة  للصورة وهي ما تعرضه لك الشاشة عند محاولة استعراض ملف الـ RAW على الكاميرا بالإضافة للبيانات التي تحوي الإعدادات المستخدمة أثناء التصوير و غيرها من المعلومات المعتادة التي تسجلها الكاميرا مع كل صورة مثل نوع الكاميرا و الشركة … إلخ

لا بد أنك تتساءل الآن هل يمكنك عرض ملف الـ RAW  كصورة كل بكسل بها يحوي أحد الألوان الأزرق أو الأحمر أو الأخضر اللازمة لتكوين الصورة النهائية ؟
الجواب ببساطة ( لا ) ، لا يمكنك عرض الصورة بهيئة RAW حتى تتم عملية المعالجة و عمل اللوغاريتمات اللازمة لتكوين بقية الألوان فتظهر الصورة ، و أما على الكاميرا فلا يمكن تحويل الـ RAW  إلى JPG  أو TIFF  إلا إن كانت الكاميرا قادرة على تطبيق اللوغاريتمات سالفة الذكر على الملف الـ RAW  .

لابد أنك لاحظت عيب ملفات RAW  وهو عدم القدرة على استخدام الصور و هي بهيئة RAW حتى تتم معالجتها و تحويلها لصيغة أخرى ، و هذا التحويل يتم تلقائيا في كاميرتك  في حالة تصويرك لصور JPG  أو Tiff  ويتم على حاسوبك في حالة كانت الصورة ملف RAW  ومن ثم تقوم بمعالجة الملف بالشكل الأمثل باستخدام البرنامج المرفق بالكاميرا أو برنامج آخر كالفوتوشوب الثامن و هذه المعالجة هي الميزة الحقيقية الأروع لملفات الـ RAW  .

وتقوم ملفات الـ RAW  كما أظنكم قد لاحظتم بحساب اللوغاريتمات اللازمة على حاسوبك الذي يحوي معالجا أقوى و أسرع و حتما من المعالج الموجود بالكاميرا مما يؤهله لاستخدام لوغاريتمات أعقد و أقوى و أفضل كثيرا من تلك المهام الواهنة التي يقوم بها معالج الكاميرا البسيط ، مما يعطيك نتائج رائعة بتحويل ملف الـ RAW  على حاسوبك . و وجود المعالج الأقوى على جهازك أعطى مصنعي الكاميرات الخيار لتأخير اللوغاريتمات الصعبة لحاسوبك بدلا من إزعاج معالج الكاميرا بها .وهذا يعطي الصور حدة و ثراء أكبر .
إن أهداف كل شركة من نشر لوغاريتمات تحويل ملفات RAW  قد تختلف و لكنك لاحظت حتما أن استخدام معالج حاسوبك بدلا عن معالج الكاميرا لهو ميزة بحد ذاته .

وهناك مزايا أخرى لملفات الـ RAW ! و دوافع أخرى لاستخدام هذه الصيغة منها القدرة على ضبط التعريض ، توازن اللون الأبيض White Balance  ، وغيرها من الخيارات المتاحة حتى قبل أن تخرج الصورة من معملك الرقمي ، و تقوم برامج معالجة الصور الفوتوشوب مثلا بتعديل ملفات الJPG و الـ Tiff مثلا بإزالة البيانات الحقيقة الأصلية للصورة لتجربة ذلك فقط افتح (Image>Adjustments>Levels)   وسترى الـهستو جرام أو مايسمى بالعربية ( مخطط  توزيع التواتر ) histogram و سترى أسفله ثلاث نقاط سوداء جرب تحريك جميع النقاط للمنتصف ، غالبا سيؤدي ذلك لإحداث تباين شديد بالصورة ثم اضغط ok  لتطبيق التأثير و إن فتحت قائمة  Levels ثانية  لعلك ستشاهد على الآرجح خطوطا عمودية تدل على البيانات المفقودة التي تمت إزالتها لتطبيق التأثير السابق ذكره على الصورة و عرضها على شاشتك  .

مع ملفات الـ RAW ستستطيع عمل تلك التعديلات وغيرها دون حاجة لعمل تلك التغييرات باللوغاريتمات الخاصة بالفوتوشوب نفسه ، وهذا يحدث كالتالي : أولا افتح ملف الـ RAW بالفوتوشوب ، سيؤدي فتحك للملف لإظهار لوحة بها تحكمات كثيرة و الصورة الجانبية هو معاينة لما سيحصل للصورة الناتجة لديك عند إحداث أي تعديل ، و يمكنك عندئذ العبث بتوازن اللون الأبيض و قيمة الكلفن و التباين والتعريض و التشبع اللوني و الظلال و الحدة و غيرها الكثير …. ، ثم بضغطك على OK  سيبدأ تطبيق اللوغاريتمات اللازمة لعرض الصورة الأصلية حسب التعديلات التي طلبتها و بعد مدة بسيطة ستظهر لك الصورة في الفوتوشوب ، وعليك أن تتذكر جيدا أن تعديلك للصورة قبل إخراجها وتحويلها من صيغة الـ RAW يعني حفظا تاما لجميع بيانات الصورة ، و بسبب عدم فقدان أية بيانات سيكون من السهل تعديل التعريض بمقدار درجتين أو أكثر ، ولعل هذا أحد أهم الأسباب التي تدفع المصورين المحترفين للتصوير بالـ RAW ، ولعل هذا أيضا دافع المصورين الصحفيين إلى استخدام خيار الحفظ JPG+RAW  بالكاميرات الرقمية الحديثة .

عندما يتحول ملف RAW  إلى صورة بالفوتوشوب سيستطيع برنامج تحويل RAW   الخاص بالكاميرا حفظ الملف بهيئة أخرى كالـ JPEG  أو الـ Tiff  أو صيغ أخرى ، بعض البرامج المرفقة مع بعض الكاميرات التي تدعم تصوير RAW تستطيع تحويل ومعالجة مجلد كامل يحتوي ملفات RAW ولكن بنفس الإعدادات لكل ملف مثل برنامج Nikon Capture  .

وأهم ما تعلمتاه عن الـ RAW  أن جودة الصورة به تكون أفضل ما يمكن لتسجيل ما حدث عند ضغطك لزر التصوير .

ملفات JPEG
إن اللغة الاعتيادية للتصوير الرقمي اليوم هي الـ JPEG  وهي اختصار Joint Photographic Experts Group   وهي منظمة أنشأت معايير ملفات JPEG  ، وهذه ببساطة الـ JPEG   . معايير تعرفها جميع أجهزة الصور و التصوير و برامج الصور للتعامل مع ملفات الـ JPEG  . وبما أن معايير هذه الصيغة منشورة للجميع فقد مكنت ملفات الوسائط التي تستخدمها من العمل على الرغم من اختلاف الشركات و المصنعين الذين يستخدمونها . إذا إن صورت صورة JPEG  بكاميرتك النيكون فسيتعامل معها الفوتوشوب بسهولة و كذلك أي جهاز أو برنامج آخر يدعم صيغة الـ JPEG  .

في الأيام الأولى لبداية انتشار ملفات الوسائط الرقمية ، كانت الأقراص الصلبة ، بطاقات الذاكرة ، و ذاكرات الـ RAM  صغيرة جدا بمعايير اليوم ، حجم الأقراص الصلبة الاعتيادية في قرابة عام 1990 كانت تتراوح بين 20 – 40 ميغا بايت ! و حاليا تتراوح بين 40 -80 غيغا بايت ، و قد كان أحد أسباب خروج صيغة JPEG للوجود هو حاجة صناعة الحواسيب لصيغة تخفض من حجم ملفات الوسائط الرقمية والصور لتوفير شيء من المساحة على الأقراص الصلبة وذاكرات الـ RAM  .

في المقال السابق حسبنا حجم الصورة ذات المقاس 1200*1600 أو 1920000 بكسل ببايت واحد لكن لون R G B   و بكل بكسل كما تعلمون 3 بايت لأنه مكون من 3 ألوان وهذا يعني أن حجم الملف الناتج من شريحة صغيرة كهذه هو 3 أضعاف الـ 1920000 بكسل ما يساوي 5670000 بايت وللتبسيط فإنها تساوي تقريبا 5.7  ميغا بايت من البيانات ، وكل هذا من هذه الشريحة ذات الـ 2 ميغا بكسل و لهذا وجدت الـ JPEG  لتخفيض كمية تلك البيانات وبالتالي توفير مساحة القرص الصلب .

لقد حددت معايير صيغة JPEG  طريقة لتخفيض حجم الملف ، و عملية الضغط هذه تمر بخطوات عديدة و ما يهم المصور الفوتوغرافي الرقمي منها هي مرحلة ( فصل جيب تمام التحول) أو باختصار فصل جتا التحول : ) ، أو Discrete Cosine Transformation   . وبهذه المرحلة تقسم الصورة إلى قطاعات 8*8 بكسل ، و تنفذ عملية فصل جيب تمام التحول على كل قطاع في الصورة لإيجاد البيانات الممكن إزالتها من القطاع ، وهنا يحصل الفقد في بيانات ملفات JPEG  . فلو أنك اخترت نسبة ضغط عالية لملف JPEG فسيؤدي هذا لحدوث أخطاء في التقييم و الحساب أثناء عملية DCT ، وفقدان البيانات في ملفات JPEG  دائم و لا يمكن استعادة الأرقام المفقودة .

ومما يزيد الطين بلة هو ما يحدث عند التقاء أماكن القطاعات الثمانيّة سالفة الذكر وبالذات كلما زدت نسبة الضغط تحدث تشوهات للحدود بسبب تأثير تشوه قطاع ثماني و تشوه آخر و هكذا و النتيجة أثر كبير واضح للضغط الكبير للصورة .

الأمر الأكثر أهمية الذي لا بد لك من تذكره و أنت تتعامل مع ملفات JPEG   هو أن مواصفات ملف JPEG  تجعلك تخسر شيئا من البيانات كلما حفظت الملف بصيغة JPEG   ، لذلك فإنه من المحتمل أن تفقد صورك الثمينة بمرور الوقت ، حتى تتشوه الصورة . ولهذا عليك أن تتذكر و أنت تعدل ملفات الـ JPEG ببرنامج مثل الفوتوشوب أنه يفضل حفظ العمل الناتج بصيغة أخرى غير JPEG مثل TIFF مثلا أو صيغة الفوتوشوب المعروفة PSD وهي صيغ لا تقوم بضغط الملفات وهو ما يحفظ صورك مع الزمن وبالتحويل إلى صيغ أخرى يظل ملف الـ JPEG الأصلي لديك كأن لم يمس وجاهزاً للاستعمال مرة أخرى .

ملفات TIFF
هي اختصار Tagged Image File Format   وهذه الملفات تقوم بحفظ البيانات الأصلية الرقمية الكاملة  لكل بكسل بالألوان الثلاثة دون أي فقد للبيانات  للألوان الثلاثة الأحمر و الأزرق و الأخضر ولذلك يكون حجمها ضخما و لا تتسع بطاقة الذاكرة لديك للكثير منها ، وحسب إحصائية زوار موقع LEXAR فإن 67% من الزوار يستخدمون كاميرات 6 ميغا بكسل و فوق و لحساب حجم ملف TIFF اضرب الستة مليون ضرب 3 هو حجم الملف بالبايت و شكله ضخم ( حوالي 18 ميغا بايت ! ) ميزة هذه الصيغة هي حفظ البيانات كلها للألوان لذلك يفضلها الكثير من المصورين عند تعديل الصور لأن لا خسارة للبيانات مع صيغة TIFF

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.