ظاهرة بدأت تتزايد بشكلٍ لافتٍ جداً للأنظار، في شتّى المجالات وفي أغلب البلدان العربية، حيث لا تكاد تخلو مطبوعة من إعلانٍ عن مسابقة للتصوير الفوتوغرافي! سأتناول هذا الانتشار من جانبين؛ الأول هو الجانب الإيجابي من هذه الطفرة، فزيادة عدد المسابقات في مختلف المواضيع لها تأثير مباشر على تضاعف عدد المشاركين، وبالتالي عدد الأشخاص الذين اهتموا بالتقاط صورٍ مناسبةٍ للاشتراك.

فهل جميع هؤلاء من المحترفين أم الهواة؟ ليس بالضرورة، هناك نسبة لا بأس بها تُدخِلها هذه الإعلانات في دائرة التحفيز للتعامل بجدية مع الكاميرا للمرة الأولى، بشكلٍ خاص أعني المسابقات الصغيرة التي تجتذب عدداً من غير المصنّفين كهواة أو محترفين، فهم خارج نطاق التصوير الجاد، لكن لديهم تصوّرا عن إمكانية إنتاج صورٍ مميزةٍ في مواضيع محددة. لا نُغفل هنا أن الجميع بات لديهم معرفة مبدئية بالتصوير، من خلال كاميرات الهواتف الذكية وسواها. إذن، هناك أعضاء جدد بدؤوا خطواتهم الأولى في عالم التصوير، لكن الخطوات اللاحقة ستكون متباينة بالطبع.

فهناك من يكون لديه مخزونٌ فنيٌ خامل، لكنه يدخل في حالة النشاط للمنافسة على جوائز هذه المسابقات، وقد يحصد فوزاً أو اثنين مما يجعله يتعامل مع الموضوع بجديةٍ كبيرة. وقد يقوده ذلك لممارسة هواية التصوير واكتساب المعرفة والمهارة فيها، وقد يجد نفسه أمام قرار الاحتراف إذا ما توافرت له الأسباب والظروف المناسبة.

أما الجانب الآخر فهو الجانب السلبي، حيث إن الطفرة في عدد المسابقات قلّلت من جودة المعايير الفنية، فهناك المئات ممن تمّ تتويجهم بجوائزها بدؤوا في التعامل مع المجتمع الفني كـ«خبراء» و«مدربين»، رغم أن هناك مراحل عديدة تفصلهم عن مرحلة النضج الفني! المسابقة الخاصة بالتصوير الضوئي يجب أن تعتمد على أسسٍ مهنيةٍ وفنيةٍ خاصة، بحيث تكون مخرجاتها إضافة قيّمة لفن التصوير بشكلٍ عام.

أما المسابقات التي تعتمد على تحديد موضوعٍ معين وتوزيع مبلغ من المال على عدة فئات من الفائزين، بناءً على فرز وتقييم الجهة المنظّمة للمسابقة والتي قد تكون بعيدة كل البعد عن مجال التصوير الضوئي، فستأتي لنا بصورٍ ركيكة كصورٍ فائزة، مما يشوّه الصورة الجميلة لهذا الفن العريق! المعادلة السابقة ضارة حتى بالفائزين أنفسهم! فالمعايير لديهم مغلوطة، وبالتالي خطواتهم القادمة ستتأثّر سلباً، كما أن تأثيرهم على الآخرين سيكون سلبياً أيضاً.

نصيحتي للجهات التي تود تقديم الإضافة في مجال التصوير الضوئي، أن تركز على مجال التدريب والتعليم من خلال كفاءاتٍ عالية لها خبرتها في التصوير أولاً، ثم في التدريب ثانياً.. حاجتنا للتدريب تفوق حاجتنا للمسابقات.

فلاش:

«الصورة الفائزة».. مصطلح يجب أن نمنحه حقه كاملاً من الجمال المثير للدهشة

 

سحر الزارعي الأمين العام المساعد – لجائزة حمدان بن محمد للتصوير

@SaharAlzarei

— مع ‏‎Sahar Alzarei‎‏.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.