رحيل رسام الكاريكاتور اليمني عبدالله المجاهد صاحب «قرود أبو سهيل»

الأحد، ٣ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٧
صنعاء – علي سالم
بعد معاناة مع المرض، غيب الموت التشكيلي ورسام الكاريكاتور اليمني عبدالله المجاهد (أبو سهيل) الذي جسد في حياته ورسومه قضايا وطنه المثخن بدورات الاقتتال الداخلي. خلال حياته الفنية، أنجز المجاهد (67 سنة) عشرات اللوحات ومئات الرسوم الكاريكاتورية مستلهماً، بتأثير روح المدرسة الواقعية والافكار الاشتراكية، معاناة الناس البسطاء وهمومهم وأوجاع وطنه الذي ما فتئت دورات الصراع على السلطة تدمي تاريخه المعاصر.
عشية الحرب الأهلية صيف 1994، نشر المجاهد سلسلة رسوم كاريكاتورية لشخصيات قرود صامتة جسدت من خلال وضعياتها وتنقلاتها على شجرة وحركاتها، مسارات الأزمة السياسية التي نشبت حينها بين الحزبين الحاكمين، المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وهما الشريكان في إنجاز الوحدة اليمنية.
وعلى رغم أن رسوم الأزمة السياسية تلك خلت من التعليقات الكتابية فإنها لقيت شهرة ورواجا بين قراء الصحف الذين كان بعضهم يترقب أسبوعياً «قرود أبو سهيل» ليعرف وجهة الأزمة بين الفرقاء.
والمفارقة أن يرحل المجاهد فيما تشهد البلاد حربا أهلية وأزمة بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين (حركة أنصار الله) شريكي انقلاب 21 أيلول (سبتمبر) 2014 الذي سبب حرباً هي الأسوأ.
مثل فنانين يمنيين كثر عانى المجاهد، الذي درس الفن التشكيلي في جامعة دمشق، من شظف العيش، واضطر في وقت للعمل في الدعاية والإعلان إضافة إلى الرسم للصحف ليوفر لقمة العيش لأسرته. ووفق مصادر مقربة فإنه لم يحصل على عمل حكومي سوى بعد احتجاجات 2011.
وخلال السنتين الماضيتين تعرض لمتاعب صحية بينها مرض الرئة. وناشد أصدقاء له الحكومة اليمنية إنقاذ حياته لكن مناشداتهم لم تلق استجابة وفق قول بعضهم لـ «الحياة». وإضافة إلى الرسوم الكاريكاتورية التي ظل يوقعها باسم «أبو سهيل»، أنجز المجاهد لوحات جسدت قضايا البؤس والظلم الاجتماعي وشارك في معارض محلية وخارجية ونظمت له معارض شخصية.
وهو أحد فنانين يمنيين قلائل أنجزوا أعمالاً نحتية. كما رسم بورتريهات لأدباء وصحافيين وقادة يساريين راحلين، وها هو يغادر الحياة في انتظار من ينجز بورتريه غيابه.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.