ظل الطفل الموجود بداخلي يخبرني أنني مازلت أستطيع أن أصبح رسامًا, وأنني أيضًا أستطيع أن أكشف عن عالم  محفور داخل ذهني من خلال الفن. من ناحية أخرى, كانت نفسي الناضجة والسعيدة والقانعة بكوني كاتبًا تحاول تذكيري بأنني أفعل في رواياتي تمامًا مثلما يفعل "كيفر" بفنه, وأنني ربما يجب أن أكون أكثر تواضعًا وواقعية فيما يتعلق بتوقعاتي، ومع ذلك فقد شعرت وأنا ما زلت مذهولًا بجمال اللوحات من حولي, بالأسى على ضياع حلم الطفولة المرتبط بالرسم الذي تركته ورائي.أورهان باموق: حينما قابلت أنسلم كيفر المترجم :عبدالله الزمّاي

في فلسفة الجمال لدى “كيفر”, تعد الكتب في حد ذاتها وكذلك النصوص التي تحملها مقدسة, وينقل فنه هذا الشعور عبر إبراز”واقعية” الحروف والكلمات والنصوص باستخدام تعبير”هايدغر”، وحينما نمحص الكتب الهائلة التي نحتها في السنوات الأخيرة من مزج الأوراق بالرصاص والمعادن الأخرى, نجد أنها تخبرنا أن قدسيتها تكمن في حبكتها بقدر ما تكمن في النصوص المتضمنة داخلها، فجميع كتبه سواء أكانت تلك المصنوعة من الورق أم المعادن أم الجص تتمتع بالقدرة على ترك كاتب مثلي بوهم أنالحبكة هي ما تجعل الكتاب مقدسًا، وليس النص نفسه.

إذا كان الأدب، هذا المشروع الضخم الذي نُظم (في مجال اختصاصنا) منذ ما يقارب آلاف السنين يتضمن الحكمة - وأنا أؤمن بأنه يتضمن الحكمة وأنها في الأصل جوهر ضرورة الأدب لدينا - فهو يتضمنها من خلال عرضه لازدواجية طبيعة مصائرنا الشخصية والجماعية. سوف يذكرنا باحتمالية وجود التناقضات وأحيانًا النزاعات التي لا يمكن اختزالها بين القيم التي نعتز بها كثيرًاسوزان سونتاغ: الكلمات أسهم عالقة في الجلد الخشن للواقع. المترجم :أشواق المطيري

تبدو لي الدعاية الترويجية غير المنقطعة في عصرنا “للفرد” مشبوهة جدًا، فيما تصبح “الفردية” مرادفًا للأنانية. يصبح المجتمع الرأسمالي مهتمًا بتمجيد “الفردية” و”الحرية”، وذلك قد يعني أن لهذا المجتمع حق أبدي في تضخيم النفس والحرية في التخزين والاستيلاء والاستغلال والاستنزاف حتى يندثر هذا المجتمع. أنا لا أؤمن بأن لتهذيب النفس قيمة وراثية وأعتقد أنه ليس هنالك حضارة (أستخدم هذا المصطلح بشكل معياري) لا تملك مقياسًا للإيثار والاهتمام بالغير. أنا أؤمن بأن هنالك قيمة متأصلة في تعميق وعينا بما يمكن أن تكون عليه الحياة الإنسانية. إذا خاطبني الأدب باعتباره مشروعًا، بوصفي قارئة أولًا وكاتبة ثانياً فما هو إلا امتداد لتعاطفي مع أنفس ومجالات وأحلام وكلمات واهتمامات أخرى.

لم أتخيل يومًا مستقبلًا لشخصياتي أبعد من الكلمة الأخيرة. في نهاية القصة أسدل الستارة، وإن رغب القارئ يلتقط طرف الخيط ويَصِلُه بمستقبلٍ يتخيله بنفسه، هذا التبادل لطاقة التخيل من أكثر الأمور السّحرية في الكتابة بالنسبة لي.كريستينا هنريكيز: تركيز القصة يكسبها قوة؛ مثل إزالة الجلد واللحم لإبراز قوة العظام وحدّتها! المترجم :آلاء نحلاوي

أثناء كتابة المسودة الأولى للرواية أفكر بجملةٍ أو اثنتين بعد الجملة الحالية، كأنني أمشي على طريق وعيناي مثبتتان على موطئ قدمي، لا أرى إلا الحجر الذي أقف عليه والذي سأخطو إليه تاليًا، دون أن أرى المسار كاملًا أو حتى امتداده القريب. حين بدأت القصة كنت أعرف أن لديّ هذه الشخصية –والتي أنبأني حدسي أنها امرأة- وأنها في خضمّ رحلةٍ مضنية، ولم أقرر أن لها ابنًا إلا بعد فقرة أو اثنتين، ثم عرفت أنها تفرقت عنه. هذه الأمور تأخذ شكلًا حسب التقلبات الآنية للحدس أثناء الكتابة.