كما أن لكل إنسان تركيبته السيكولوجية الخاصة به والتي تُعبر عنه خلال تصرفاته كذلك الحال عند الفنان عندما يُمارس فنه
ونتيجة لحجم الصراعات والمتناقضات في داخل كل فنان قد يلجأ من حيث لايعلم إلى الإستعانة بالغموض بحدٍ أدنى في بعض أعماله وقد تتصاعد درجة هذا الغموض إذا أدرك أنها سر للقوة والحساسية الفنية حتى على المستوى الظاهر والمعلوم . وفي حقيقة الأمر أن كل هذا هو إنعكاسات مستمرة لمعاناة ومحاولات لفهم الغموض وواقع الأشياء المحيطة به في كل مناحي الحياة . وقد يصل الأمر به إلى إعتقاده أن كل شئ كما ولد غامضاً سيموت كذلك .
ولكن المنعطف الخطير الذي ممكن أن يؤدي إلى ذوبان الفنان هو عندما يتملكه التردد والعجز والحيرة إزاء ماكان يؤمن به ويتبناه عقله الباطن وذلك عندما يتولد شعور لديه أنه في موقف القوي والمتُحكم في إخضاع ذلك الغموض بدون قناعة طبيعة أو ارتباط حقيقي فيقع في خديعة كبرى لذاته وتبدأ بعدها مراحل الضمور واضحة في أعماله مما يُمهد لإحتراقه تماماً .
صالح الدغاري