فوتوغرافيا

الصورة بين تنافس المظهر والجوهر ..

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

Saad Hashmi | HIPA‏

www.hipa.ae

كتَبَت إحدى الصحافيات في مذكّراتها تجربةً تخص إحدى صديقاتها، والتي كانت تشتكي بحرقة من زوجها بسبب عدم تناوله الطعام مطلقاً في المنزل، حيث يجد في المطاعم الشهيرة بديلاً يومياً عن الأطباق التي تطهوها زوجته والتي يعتبرها منفّرة تماماً! تقول الصحافية أنها اعتقدت في البداية أن السبب واضح وتقليدي وشائع لدى ملايين ربّات المنازل وهو انخفاض جودة الطهي والمذاق غير المستساغ والذي عادةً ما يجعل الأزواج زبائن دائمين خارج منازلهم. لكن صديقتها أخبرتها أنه لم يتذوّق شيئاً من صنع يديها ليحكم عليه! المفاجأة كانت عند تذوّقها بعض الوصفات التي طهتها صديقتها! فقد كان طعمها رائعاً ! هنا لمعت فكرة في ذهنها وبدأت في تنفيذها على الفور.

بدأت الصحافية في مساعدة صديقتها من خلال تزيين الطعام بعدة وسائل ووضعه بأطباق مناسبة والعناية بطاولة الطعام ونوعية الإضاءة المحيطة بها، ثم التقطت بعض الصور للمائدة التي بدت شهيّة جداً، وطلبت من صديقتها إرسال تلك الصور لزوجها وإخباره بأنها قامت بطلب بعض الأطباق التي يحبها من إحدى المطاعم الشهيرة، لأنها ترغب في تناول الطعام برفقته، وكان لها ذلك فقد تناولا الطعام وأبدى إعجابه الشديد به ولم يصدّق أن هذه الأطباق تمّ إعدادها في مطبخ منزله !

اختصرت الصحافية نصيحتها لصديقتها بالتالي: لا يكفي أن نبتدع الوصفات الشهيّة والوجبات اللذيذة دون أن نهتم بالجانب البصري الشيّق الجاذب للعين والذي يلعب دور المقبّلات في اتخاذ قرار الجلوس للمائدة والبدء في تذوّق الطعام.

ومنذ ذلك الموقف اعتادت صديقتها الاهتمام بمظهر وتنسيق المائدة والأطباق وإرسال الصور المتألّقة لزوجها الذي استجاب بنجاح وقاطع المطاعم وبدا مهتماً كل يوم بانتظار الصور التي تحمل له الأنباء السارة.

فلاش:

جوهر الأشياء أهم من مظهرها .. لكن المظهر قد يحرم الجوهر من فرصته !

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.